الرحلة مع الساحرة المستديرة ليست ككل الرحلات، زاخرة دائمًا بالأحداث والذكريات، لحظات الفرحة والانتصار، ولحظات الدموع والانكسار أيضًا، لها طابعها الخاص، والحنين إليها يبعث الحماس والتفاؤل في نفوس أصحابها ومن يستمعون إليها أو يقرأونها.. هكذا هي سلسلة «ذكرياتي».
يروي هيثم فاروق، نجم مصر وفينورد الهولندي والزمالك السابق، تفاصيل رحلته مع كرة القدم وكيف بدأت على شواطئ الأسكندرية وبين جدران النادي الأولمبي العريق ويحكي في الحلقة الثالثة قصة التصعيد لمنتخب الشباب ومنه إلى المنتخب الأولمبي في الطريق إلى أولمبياد برشلونة 1992.
يقول هيثم فاروق: "انتهت مرحلة منتخب الناشئين باللعب في نهائيات كأس العالم بكندا وضمت مجموعتنا منتخبات إيطاليا وقطر وكندا، وفزنا بمباراة وخسرنا مباراتين، لنخرج من دور المجموعات، واستمرت مجموعة وتم تصعيدها إلى منتخب الشباب، والبعض الآخر لم يحالفه التوفيق للاستمرار، فاستمر معي محمد يوسف وباسم خيرت وجمال مساعد ويحيى نبيل وتامر عبد الحميد وانضم لنا خالد الغندور ومحمد صلاح أبو جريشة وتامر حفني وأحمد حمودة، ولكننا لم نستمر طويلاً في هذه المرحلة". "خسرنا أمام منتخب مالي في باماكو بهدفين نظيفين، ورغم تقدمنا في القاهرة خلال الشوط الأول بثلاثية بيضاء، إلا أننا تلقينا هدفًا في الشوط الثاني، وفشلنا في التأهل إلى مونديال 89 للشباب بالسعودية، وكنت حينها قائد الفريق، لا أنسى اللفتة الطيبة من الأسطورة محمود الخطيب، والمعتزل حديثًا حينها، عندما زارنا في المعسكر وشد من أزرنا، وقاد عمليات الإحماء وطالبنا بالفوز وعدم الاهتمام بتزوير الأعمار في المنتخبات الأفريقية، مؤكدًا سذاجتهم في التعامل مع المواقف الدفاعية رغم قوتهم الجسمانية الكبيرة". "وفي هذا التوقيت تم تصعيدي للمرة الأولى إلى الفريق الأول بالنادي الأولمبي السكندري مع البوري رحمة الله عليه الذي كان يتولى منصب المدير الفني في هذا التوقيت، ولعبت مباراتي الأولى في الدوري الممتاز أمام النادي الأهلي يوم 25 يناير 1988، وكان عمري حينها 17 سنة و3 أسابيع، وكنت أحد أصغر اللاعبين في تاريخ الدوري المصري، وخسرنا بهدفين نظيفين، ولكن لم تفتر عزيمتي بسبب هذه الهزيمة في بداية مشواري، وكان لديّ الإصرار والطموح لتحقيق هدفي".
"انضممت للمنتخب الأولمبي الذي كان يقوده حينها هاني مصطفى، والذي استطاع الوصول إلى نهائيات كأس العالم للشباب باستراليا 1981، وكنا قد فشلنا في الوصول إلى أولمبياد سول بعد لوس أنجلوس، وفي جلستنا الأولى مع هاني مصطفى طلب منا الاستعداد لنكون المنتخب المتأهل إلى برشلونة 1992، وهي الدورة الأولى التي يحدد فيها المنتخب بلاعبي تحت 23 سنة".