حذرت وزارة الخارجية في الحكومة، التي شكلها تحالف "الحوثي – صالح"، اليوم الثلاثاء، من أن أي استهداف لميناء الحديدة، غربي اليمن، سيؤدي إلى تفاقم الكارثة الإنسانية، وقد يدخل البلاد في "مجاعة وشيكة". جاء ذلك، خلال لقاء وزير الخارجية في حكومة الحوثي صالح، "هشام شرف"، المنسق المقيم للأمم المتحدة بصنعاء "جيمي ماكجولدرك"، حيث سلمه رسالة مشتركة عاجلة موجهة لكل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس ورئاسة وأعضاء مجلس الأمن، بحسب وكالة الأنباء الخاضعة للحوثيين. يأتي ذلك في الوقت الذي توقع فيه "مركز دراسات وبحوث" يمني، عملية سريعة وحاسمة لتحرير مدينة وميناء الحديدة، بمشاركة قوات عربية. وأشارت، الرسالة العاجلة، إلى أن "ميناء الحديدة، الذي يُعد الشريان الرئيس لدخول المواد الغذائية والعلاجية لما يقارب 80 % من الشعب اليمني، وكذا منفذ دخول المساعدات الإنسانية للمنظمات الدولية الإنسانية العاملة في اليمن". ونفى "شرف" اتهامات السعودية والإمارات، بالإضافة إلى الجانب الامريكي، بشأن عمليات تهريب أسلحة إيرانية الى اليمن، مطالباً مجلس الأمن باطلاع كل الاعضاء على ذلك ومطالبة واشنطن بإثبات تلك الادعاءات إن كانت تستطيع. وألمح التحالف العربي، الذي تقوده السعودية، في وقت سابق من هذا الشهر، إلى قرب انطلاق معركة استعادة ميناء الحديدة. ومنذ أسابيع، تطالب الأمم المتحدة بتجنيب ميناء الحديدة من المعارك، وتقول إن 70 بالمائة من واردات البلاد والمساعدات الإنسانية تدخل عبر الميناء. وقال مسؤول رفيع في الحكومة اليمنية، في تصريحات سابقة للأناضول، إن الحكومة تعمل على تشغيل ميناء المخا الذي تم تحريره من الحوثيين، ليكون بديلاً لميناء الحديدة لاستقبال المواد الإغاثية في حال توقف الميناء عن العمل في ظل العمليات العسكرية. وفي السياق ذاته، قال مركز "أبعاد للدراسات والبحوث" (غير حكومي)، في دراسة نشرها اليوم الثلاثاء، عبر موقعه الإلكتروني، إن "تحرير ميناء الحديدة يُعجل ويزيد من فرص تحقيق السلام المنشود في اليمن". وأكدت الدراسة على أن "الخيار العسكري أصبح متاحاً أكثر من أي وقت مضى"، مشيراً إلى أن "القوة التابعة للحوثيين وعلي عبدالله صالح ضعيفة بعد استنزافها عسكرياً ومالياً طوال عامين، مع كون القوات الحكومية أكثر قوة وتنظيماً". وتوقعت الدراسة أربعة سيناريوهات عسكرية محتملة، سيكون أولها هجوم بري من جهة "ميدي"، و"المخا"، وبحري بالسيطرة على الجزر قبل التحرك صوب الميناء، مشيرةً إلى أن هذا السيناريو "سيأخذ وقتاً طويلاً". أما السيناريو الثاني حسب أبعاد، فسيكون إنزالا مظلياً وبحرياً في سواحل المدينة بمشاركة قوات عربية، بما فيها الميناء بعد إزالة الألغام البحرية للحوثيين، مع تحرك بري لكنه سيلتقي بمعوقات طول المسافة. وبالنسبة للسيناريو الثالث فيتضمن زيادة حدة الاستنزاف للمسلحين الحوثيين وحلفاءهم في "صنعاء" و "صعدة" (شمال)، يعقبه معركة برية وبحرية لتحرير محافظة الحديدة، وسيأخذ وقتاً خصوصاً أن التضاريس في صنعاء وصعدة صعبة. أما السيناريو الرابع، بحسب المركز، فسيكون خليط من السيناريوهات السابقة، بحيث يتضمن نزع الألغام وعمليات بحرية، واستنزاف أكبر في صنعاء وصعدة، إلى جانب إنزال جوي وبحري لقوات عربية.