قال مدير منظمة إغاثية إن نحو 9 آلاف شخص نزحوا إلى مباني كنيسة في مدينة واو عاصمة الولاية التي نفس الاسم شمال غربي "جنوب السودان" في أعقاب أعمال عنف شهدتها المدينة.
وأوضح القس موسس بيتر، مدير منظمة "العون الانساني" التابعة للمطرانية الكاثوليكية في المدينة إن "عدد النازحين إلى كنيسة القديسة مريم قابل للزيادة، في ظل استمرار المخاوف الأمنية في أعقاب الاشتباكات".
والاثنين الماضي شهدت الولاية إطلاق نار عشوائي من قبل مجموعات مسلحة مجهولة على خلفية مقتل أحد جنرالات الجيش الحكومي فى كمين نصبته له مجموعة تابعة للمعارضة خارج المدينة.
وعلى إثر ذلك سادت حالة من الفوضى داخل المدينة، إذ تم استهداف مدنيين على أسس عرقية في بعض الأحياء.
وأفاد شهود عيان أن القائد العسكري ينتمي لقبيلة "الدينكا"، التي ينتمي لها الرئيس سلفاكير ميارديت، والذي تخوض قواته مواجهات عسكرية مع قوات متمردة بزعامة نائبه المقال رياك مشار، المنتمي لقبيلة "النوير".
وأضاف بيتر في تصريح أن "إدارة الكنيسة بادرت بفتح قاعات دراسية بإحدى المدارس التابعة لها داخل حرمها لإيواء مزيد من النازحين".
وبين أن "وفدا من البعثة الأممية في جنوب السودان اجتمع أمس مع إدارة الكنيسة لبحث السبل الكفيلة لمساعدة النازحين من خلال تقديم المساعدات الانسانية".
وانتقد القس الكاثوليكي في هذا الإطار "عدم تفقد حكومة الولاية أحوال النازحين داخل الكنيسة منذ وقوع الأحداث الأخيرة، أو تقديم العون لهم".
ونفى تسجيل حالات وفاة داخل مباني الكنيسة، مشيرا إلى أن المنظمات الانسانية داخل الولاية تقدم الغذاء والدواء بجانب الاهتمام بصحة النازحين.
يأتي ذلك في الوقت الذي قالت فيه مصادر طبية بالمستشفى الحكومي الوحيد في مدينة "واو"، للأناضول، إن "عدد القتلى المدنيين الذين استقبلهم المشفى ارتفع اليوم إلى 25".
وأمس الثلاثاء أعلنت ولاية "واو" فرض حظر للتجوال في عاصمتها إثر مقتل مدنيين بالرصاص العشوائي الذي أطلقه المسلحون.
وقال "أنطوني شارلس بريندي"، نائب حاكم الولاية، للأناضول، إن "مجموعة إجرامية هاجمت مناطق متفرقة داخل مدينة واو بهدف سرقة ونهب الأسواق والمواطنين، كما قتلوا ضابطاً برتبة ملازم أول".
ولم يوضح المسؤول كيفية فرض حظر التجول في أرجاء الولاية.
وانزلق جنوب السودان إلى حرب أهلية في عام 2013 بعد أن أقال الرئيس سلفا كير نائبه في ذلك الوقت ريك مشار.
ومنذ ذلك الوقت والقتال يقسم البلاد المنتجة للنفط وفقا لانتماءات عرقية وتسبب في ظهور عدة فصائل مسلحة.
ولم يفلح اتفاق سلام وقعه الطرفان، في أغسطس 2015، في وضع حد للحرب، التي خلفت عشرات الآلاف من القتلى، وشردت 3.4 مليون شخص، وفقاً للأمم المتحدة.