لم يطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصريحاته التي عبر فيها عن استعداده للتعامل مع الأزمة المتعلقة بكوريا الشمالية دون الصين إذا اقتضت الضرورة، حتى أعلنت بيونج يانج أن زعيمها كيم جونج-يون بدأ يشرف على مناورة نفذتها قوة من الوحدات الخاصة.
وتأتي هذه الأنباء تزامنا مع إفادة لمعهد "نورث 38" المتخصص بإجراء أبحاث حول كوريا الشمالية، أن صورا التقطتها أقمار اصطناعية الأربعاء أظهرت أن موقع بونغيي-ري المخصص للتجارب النووية في شمال هذا البلد بات "جاهزا" لإجراء تجربة جديدة.
وأرسلت واشنطن السبت الماضي إلى شبه الجزيرة الكورية وحدة بحرية ضاربة تتألف من حاملة طائرات وقطع مرافقة، مع تأكيد ترامب مجدداً استعداده "لحل مشكلة" كوريا الشمالية من دون مساعدة الصين.
اختبارًا نوويًا
ومنذ ذلك الحين، أبدت كوريا الشمالية استعدادها "للحرب" مع الولايات المتحدة، بينما تتزايد التكهنات بأنها قد تجري اختباراً نووياً أو صاروخياً لمناسبة الذكرى الخامسة بعد المئة للمؤسس كيم إيل-أونغ السبت. وأعلنت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية الخميس، أن كيم شاهد من نقطة مراقبة إنزال طائرات خفيفة لقوات خاصة استهدفت "بلا رحمة أهدافاً للعدو". وأشاد كيم وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة عريضة، بالدقة التي تتمتع بها قواته، قائلا "يبدو أن الرصاصات لديها عيونا"، وفق ما أفادت الوكالة من دون أن تحدد متى جرت المناورة. من جهتها قالت إذاعة صوت أميركا نقلا عن مسئولين أميركيين عديدين لم تنشر أسماءهم أن كوريا الشمالية "وضعت على ما يبدو قنبلة نووية في نفق". ويخشى عدد كبير من المراقبين أن تكون كوريا الشمالية تعد لتجربة نووية سادسة قد تجريها السبت ، بحسب "سكاي نيوز عربية". وحذر رئيس الوزراء الكوري الجنوبي والرئيس بالوكالة هوانغ كيو-اهن الثلاثاء من خطر "استفزاز كبير" لكوريا الشمالية، يمكن أن يحصل أيضا في 25 أبريل، خلال ذكرى تأسيس جيشها.
ويسعى الرئيس الأمريكي إلى تدخل صيني، وعبر ترامب عن اعتقاده "ان الصين ستحاول فعلا بذل جهود شاقة وقد بدأت ذلك بالفعل".
إسقاط نظام بيونج يانج
ومن جانبها، قالت وكالة "سبوتينك" الروسية انه عقب الضربة الأمريكية على سوريا وتهديد الرئيس الأمريكي ترامب بضرب كوريا الشمالية بدأت الصين تنقل قوات إلى حدود كوريا الشمالية.
وأضافت "سبوتينك" ان تحرّك القوات الصينية إلى حدود كوريا الشمالية يعتبر توطئة لعملية عسكرية مشتركة بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية على كوريا الشمالية بعدما فسر خبراء قول ترامب إن الولايات المتحدة تستطيع تسوية المشكلة من دون أن تساعدها الصين بأنه تلميح إلى احتمال أن تعمل الولايات المتحدة والصين معا على احتواء "الخطر الكوري". إلا أن هناك وجهة نظر مغايرة حيال الهدف الذي تريد الصين تحقيقه.
ويقول الخبيرالعسكري الروسي ألكسندر خرامتشيخين: "لا أظن أن الصينيين سوف يعملون على تحقيق ما تشاء الولايات المتحدة. والأغلب ظنا أن الجيش الصيني سيعمل على حل المسألة الكورية لصالح الصين، أي أن الصينيين ينوون "أخذ" كوريا الشمالية من الولايات المتحدة" .
وتصبو الصين والولايات المتحدة في أية حال إلى تحقيق الهدف الواحد وهو إسقاط النظام الحاكم في كوريا الشمالية، بحسب رأي الخبير.
ولا يستبعد خبراء آخرون أن توجه الولايات المتحدة الضربة إلى كوريا الشمالية. ويقول الخبير السياسي أندريه مانويلو: "تبدي الولايات المتحدة الاستعداد لتوجيه الضربة إدراكا منها أنها لن تعرّض نفسها لأي خطر، فصواريخ كوريا الشمالية لا تستطيع الوصول إلى الولايات المتحدة".
الحشد الصيني
من جانبها ، نفت وزارة الدفاع الصينية أمس الأربعاء التقارير التي نشرتها وسائل إعلام أجنبية عن حشد قوات صينية على الحدود مع كوريا الشمالية، مؤكدة أنها "ملفقة تماما".
ودعت بكين دونالد ترامب الأربعاء إلى التحلي بالهدوء حيال كوريا الشمالية، بعد تهديدات جديدة من الرئيس الأمريكي، وإعلان بيونج يانج عن استعدادها "للحرب"،و حذرت الصين بيونج يانج، من أنها "ستتخذ موقفاً حازماً" إذا ما أجرت تجربة نووية جديدة.
ورداً على هذه التهديدات، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الكورية الشمالية "الجمهورية الكورية الديمقراطية الشعبية مستعدة للرد، أياً يكن نوع الحرب الذي تريده الولايات المتحدة".
وفي افتتاحية اتسمت بنبرة حادة غير مألوفة حيال نظام كيم جونغ-اون، حذرت صحيفة "غلوبال تايمز" الصينية كوريا الشمالية من إجراء تجربة نووية سادسة.
وحذرت الصحيفة من أن "بكين ستتخذ موقفا حازما" إذا ما أجرت كوريا الشمالية تجربة نووية جديدة أو أطلقت صاروخاً عابراً للقارات.
تدريبات يابانية
ومن جهتها، صرحت وزارة الدفاع اليابانية أمس الأربعاء بأن البحرية اليابانية تعتزم إجراء تدريب عسكري مشترك قريبا مع حاملة طائرات أمريكية، وذلك وسط التوترات المتزايدة بسبب البرنامج الصاروخي النووي لكوريا الشمالية. وذكرت وكالة «كيودو» اليابانية للأنباء، نقلاً عن مصادر حكومية لم تسمها، أن التدريب سوف يشمل مدمرات تابعة للأسطول الياباني وحاملة الطائرات الأمريكية النووية «كارل فينسون».