النادي الإسماعيلي، صرح كروي، ثالث أكثر الأندية شعبية في مصر بعد الأهلي والزمالك، برازيل الكرة المصرية نظرا لما يقدمه لاعبو الفريق ذو الرداء الأصفر من كرة جميلة وممتعة يعشقها الجمهور.
لُقب النادي الإسماعيلي بـ الدراويش، نظرا لأن أحد الأجيال الذهبية للنادي كان يضم وقتها أكثر من لاعب يُدعى "درويش" خلال تلك الفترة.
تاريخ الدراويش
يعود تاريخ إنشاء النادي الإسماعيلي إلى عام 1924، وهي سنة التأسيس الرئيسية لكن المحاولات الأولى لإنشاء النادي التابع لمدينة الإسماعيلية كانت مع بدايات عام 1920، اقترح عدد من أبناء المدينة الساحلية فكرة إنشاء نادٍ يمارسون فيه رياضتهم المفضلة "كرة القدم"، لكن هذه الفكرة لم تر النور إلا عام 1921 عندما بناء هذا النادي عن طريق تبرعات أهالي مدينة الإسماعيلية.
سُمي الإسماعيلي بنادي النهضة في بداية الأمر، وتم إشهاره عام 1924 قبل أن يصبح النادي المُلقب بـ"الدراويش" عضوا في اتحاد الكرة عام 1926.
بلغت تكاليف إنشاء النادي الإسماعيلي 6453 جنيه فقط، وأقيمت أول مباراة على النادي الجديد بين الإسماعيلي ونادي فاروق "الزمالك" عام 1947 وانتهت بفوز الدراويش بنتيجة 3/2.
جيل الستينيات يصنع مجد الدراويش
تمكن الإسماعيلي من حصد لقب الدوري الممتاز لأول مرة عام 1967، وكان في ذلك الوقت أول نادٍ يحرز اللقب من خارج مصر بعد الأوليمبي، وضم هذا الجيل العديد من اللاعبين المميزين على رأسهم سيد عبد الرازق وعلي أبو جريشة وميمي شعبان وميمي درويش.
ونجح هذا الجيل في تحقيق إنجازا كبيرا، سُطر في تاريخ النادي العريق عندما حصد البطولة الأفريقية للأندية أبطال الدوري عام 1969، ليُعد أول نادٍ عربي يفوز ببطولة قارية وأول فريق مصري يحقق هذا اللقب بعدما انتصر الدراويش على فريق الإنجلبير بطل الكونغو بنتيجة 1/3 في مباراة تألق فيها الثنائي سيد عبد الرازق "بازوكا" وعلي أبو جريشة.
حادث أليم ينهي ذكريات جيل الثمانينات
ضم جيل الثمانينات في صفوف الدراويش العديد من اللاعبين الذين كانوا نواة المنتخب الوطني خلال تلك الفترة، على رأسهم محمد حازم وشحتة دسوقي وأسامة عباس وإسماعيل توتو ومحمد وهبة وعلي يونس وحمدي نوح وعلي أغا وأيمن خليل وغيرهم من النجوم.
وكان هذا الجيل أحد أبرز الأجيال التي مثُلت النادي الإسماعيلي طوال تاريخه، إلا أن حادث سير قضى على هذا الجيل توفى على إثره محمد حازم وعلي أغا وفاروق حسنين.
عودة السامبا مع جيل التسعينات
عاد فريق الدراويش إلى منصات التتويج مرة أخرى في جقبة التسعينات التي ضمت مجموعة مميزة من اللاعبين أبرزهم بشير عبد الصمد وأحمد العجوز وأحمد فكري الصغير وحمزة الجمل وسعفان الصعير ومحمد صلاح أبو جريشة.
وتمكن الدراويش من حصد لقب الدوري الممتاز موسم 1991/1990 على حساب الأهلي، متفوقا بفارق الأهداف بعدما تساوي كلا منهما برصيد 51 نقطة في نهاية المسابقة.
وتمكن الجيل ذاته من حصد بطولة كأس مصر عام 1997، من حصد لقب الكأس عقب التفوق على الأهلي في ستاد القاهرة بهدف نظيف سجله أحمد فكري الصغير.
افتتاح سيرك الدراويش في بداية الألفية
يعتبر جيل الألفية هو أحد أشهر الأجيال في تاريخ الإسماعيلي، حيث ضم كوكبة من أبرز اللاعبين الذين صاروا نجوما متألقة في المنتخب الوطني وفي أندية أخرى أبرزها الأهلي، أبرزهم محمد بركات وعماد النحاس وإسلام الشاطر وجون أوتاكا وسيد معوض ورضا سيكا وعبد الحميد بسيوني.
وقدم هذا الجيل مستويات رائعة للغاية وحصد بطولة كأس مصر عام 2000 عقب التغلب على المقاولون العرب برباعية نظيفة بواقع هدفين لمحمد صلاح أبو جريشة وهدف سجله جون أوتاكا وهدف أخر أحرزه محمد بركات.
وواصل هذا الجيل تألقه، وتمكن من إحراز لقب الدوري موسم 2002/2001 للمرة الثالثة في تاريخ النادي بعد صراع كبير مع الأهلي، متفوقا بفارق نقطتين فقط.
هذا الجيل واصل تألقه حتى مع بزوغ عدد من النجوم والمواهب الشابة أمثال محمد محسن أبو جريشة وعمر جمال وعبد الله السعيد وأحمد فتحي، لكنهم فشلوا في حصد بطولة دوري أبطال أفريقيا عام 2003 عقب الخسارة أمام إنيميا النيجيري.
كما خسر الدراويش بطولة دوري أبطال العرب عام 2004 أمام الصفاقسي التونسي بركلات الجزاء الترجيحية.
وتراجعت نتائج الدراويش في المسابقات المحلية مع استمرار رحيل النجوم، لكنه حل وصيفا للدوري الممتاز موسم 2009/2008.
إغلاق سيرك الدراويش مؤقتا
لم يعد الإسماعيلي في الوقت الحالي كما كان سابقا، حيث تدهورت أحوال الفريق بشكل كبير في ظل عدم الاستقرار الإداري وكثرة تغيير الأجهزة الفنية داخل النادي والاعتماد على مجموعة من الشباب لا يمتلكون الخبرات في عصر قلت فيه المواهب، ليتم إغلاق سيرك الدراويش مؤقتا لحين العودة مرة أخرى.