قال رئيس النظام السوري بشار الأسد إنَّ الولايات المتحدة ليست جادة في التوصُّل إلى حل سياسي ينهي النزاع الدامي المستمر في البلاد منذ أكثر من ست سنوات.
وأضاف، في تصريحاتٍ لوكالة الأنباء الفرنسية، اليوم الخميس: "القوة النارية للجيش السوري لم تتأثر بالضربة التي نفذتها واشنطن الأسبوع الماضي على قاعدة الشعيرات الجوية في محافظة حمص في وسط البلاد".
وتابع: "منذ الضربة لم نتوقف عن مهاجمة الإرهابيين في سائر أنحاء سوريا، ويمكننا السماح بإجراء تحقيق دولي حول هجوم خان شيخون شرط أن يكون غير منحاز لتجنب تسييسه".
وصرَّح الأسد: "بحثنا مع الروس في الأيام القليلة الماضية بعد الضربة أنَّنا سنعمل معهم لإجراء تحقيق دولي، لكن ينبغي لهذا التحقيق أن يكون نزيهًا.. يمكننا أن نسمح بأي تحقيق فقط عندما يكون غير منحاز، وعندما نتأكد أنَّ دولًا محايدة ستشارك في هذا التحقيق كي نضمن أنَّها لن تستخدمه لأغراض سياسية".
وشدَّد على عدم امتلاك سوريا أي أسلحة كيماوية منذ تدمير ترسانتها في العام 2013 بعدما اتهمت الولايات المتحدة ودول غربية دمشق بشن هجوم كيميائي في منطقة الغوطة الشرقية، وقال: "لا نمتلك أي أسلحة كيماوية.. في العام 2013 تخلينا عن كل ترسانتنا وحتى لو كان لدينا مثل تلك الأسلحة، فما كنا لنستخدمها".
وتسبَّب الهجوم الذي وقع يوم الرابع من أبريل الجاري في قتل العشرات من المدنيين ودفع الولايات المتحدة لشن هجوم بصواريخ كروز على قاعدة جوية سورية في أول هجوم أمريكي مباشر على حكومة دمشق في الحرب المستعرة منذ ستة أعوام.
واستخدمت روسيا حليف الأسد حق النقض "الفيتو" أمس الأربعاء لمنع صدور قرار بمجلس الأمن الدولي يدين الهجوم ويجبر الحكومة السورية على التعاون مع المحققين.
وتقول الولايات المتحدة وحلفاؤها إنَّ جيش النظام السوري هو الذي نفَّذ الهجوم وهو ما نفته سوريا، فيما ترى روسيا أنَّ الغاز كان جزءًا من مخزون كيماوي لدى مسلحي المعارضة، التي نفت الرواية الروسية.
وكان هذا الهجوم هو الأشد فتكًا من نوعه منذ هجوم مماثل بغاز السارين أودى بحياة المئات من الأشخاص في حي خاضع لسيطرة المعارضة قرب دمشق عام 2013 ودفع حينها الولايات المتحدة للتهديد بشن عمل عسكري.
وفي وقتٍ سابق اليوم، قال الوفد البريطاني في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إنَّ عينات أخذت من موقع الهجوم الكيماوي في سوريا الأسبوع الماضي أثبتت وجود غاز السارين.