شكّك عدد من نشطاء موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، الذين لديهم خبرة بتقنية الفيديوهات، في فيديو "صاعقات القلوب" الذي نشره تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي "داعش"، وبث فيه مشاهد عنيفة لاستهداف رجال الجيش المصري في سيناء، وفندوا أدلة زيف الفيديو.
أحمد ماهر مخرج "المسافر"
البداية كانت مع المخرج أحمد ماهر، الذي أكد أن فيديو "صاعقات القلوب" صُوّر على فترات طويلة وأغلب مشاهده مصنوعة وقليل منها حقيقي، موضحًا أن كثير من الأصوات مركبة ولم تسجل من المصدر الرئيسي.
وأضاف"ماهر"، عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي"فيس بوك": "أن العدسات المستخدمة للتصوير ليست عدسات (طويلة البعد البؤري) بقدر يكفي للتصوير من مسافات طويلة، وهي عدسات متوسطة، حدة صورتها مقبولة، وهو أمر مستحيل من مسافات كبيرة يتم منها القنص، لذلك هناك خلاف بين مكان القنص ومكان التصوير، وهو ما يضرب في مصداقية بعض اللقطات".
وأردف "من اللافت للنظر وجود الكاميرا بنفس زاوية القناص وهو من المستحيل، وأحيانا زاوية الكاميرا عكس زاوية القصف مثل اختباء الجنود وزحفهم مع تحرك العربة، حيث كان الضرب من الجهة المقابلة".
وتابع "هناك ندرة تصوير للضباط وده أمر غريب لأن من صَوّر يرغب في التباهي في ضرب الضباط أكتر من الجنود".
وختم المخرج السينمائي: "التعليق مسجل باستوديو احترافي، والمونتاج تم على أجهزة احترافية وداخل وحده مونتاج، كما أن المذيع محترف وعلى مسافة جيدة من المايك، ولا يحدث سلايفات في التسجيل (صوت اللعاب بالفم)".
علاء حمودة، مدون
في نفس السياق ذهب الناشط علاء حمودة، إلى أن "صاعقات القلوب"، ما هو إلا حرب نفسية جديدة يلجأ إليها "داعش"، بعدما فشل في تحقيق ما يريده داخل سيناء، واصفًا إياه بـ"المزيف".
وقال عبر صفحته الشخصية"فيس بوك": " في نقطة بسيطة للغاية.. مخرج الفيلم معرفش يضبطها في التسجيل.. كل اللي شاف الفيلم.. شاف القناص الداعشي المزعوم، و هو بيزحف و يصوب و سمعنا صوت الرصاصة.. و شفنا ممثل بيتظاهر إنه أصيب.. و بيسقط أرضا".
وأضاف: "الحقيقة إن دا مابيحصلش في عالم الواقع.. بيحصل بس في افلام هوليوود، و ألعاب الكمبيوتر..طيب ليه؟ لأن سرعة الرصاصة 1250 متر في الثانية.. بينما سرعة الصوت في الهواء في ظروف مثالية.. هي 331 متر في الثانية، موضحًا: "يعني الرصاصة اسرع من الصوت بحوالي 3 مرات و نصف.. فرق أربع ثواني تقريبًا".
جندي سابق بالجيش المصري
وفي رسالة لجُندي يُدعى" إبراهيم فوزي" ، نشرها الصحفي محمد أبو الغيط عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي"فيس بوك"، جاءت نص الرسالة :" أنا قضيت فتره تجنيدي في كمين في رفح بين 2015 إلي نص 2016، وبخصوص موضوع القناصين بتوعهم فهما غير ماهرين علي الاطلاق، بالعكس أنا كان يوم اه و يوم لا يتضرب علينا قناصه، و كانت نادر لما تصيب حد، بدليل إني واخد طلقه قناصة في كوعي وظهرت في الاصدار اللي قبل دا اللي اسمه لهيب الصحراء..أنا اللي كنت بغسل وشي عند الخزان الاسود".
وأضاف: "وكمان في مرة واحد صاحبي اتضرب عليه 5 طلقات قناصة و كلهم جم في الطبه بتاعة الدبابة، و فيه واحد تاني كان واقف وخد طلقتين، والاتنين جم في كتفه وواحد آخر كان واقف خدمه الرصاصة جاتله في الصاج بتاع الدوشمه اللي واقف فيها، وقصص كتير تدل علي إنهم شويه بصمجيه مايعرفوش ينشنوا". . وأردف: " هما بيترعبوا من حاجه اسمها m60 و صوت الطيران، وعلي فكره هما مش قلبهم ميت ولا حاجه، في منهم اللي اشهد انو فعلا ولا بيهمه، وفي منهم اللي اول ماتضرب عليه طلقه يطلع يجري".
وختم "الجُندي": "للاسف إحنا مكانش عندنا أي خلفيه عن التعامل مع طلقة القناصة غير لبس الخوذه والفيست، لاننا متعلمناش نتعامل معاها إزاي، بس للامانه فعلا التعامل معاها صعب جدًا، خصوصًا إنه بيضرب من مسافات بعيده وبيكون مموه، فبيكون صعب تحديد مكان الطلقه فين، بنسمع صوت الطلقة لكن نحدد مكانها دا شئ مستحيل خصوصا في ظل وجود امكانيات محدودة".
محمد أبو الغيط، صحفي
وجاء تعقيب الصحفي محمد أبو الغيط على الفيديو قائلا: "مبدئيًا لازم لا يغيب أن دي مش نشرة أخبار، دي "دعاية حربية"، عدو يهدف لرسالة نفسية فلا تثق فيه، ولا تسلم لروايته".
واوضح:"يعني المشاهد اللي في الفيلم مُجتزأة، ومش بيوريك إلا اللي عايزه .. جايز قناصة آخرين فشلوا واتقتلوا ومش هيظهرولك في الفيديو .. مفيش أي شيء يدل على المدى الزمني اللي اتصورت فيه المشاهد جايز ده على امتداد سنة وأكتر بيجمعوها (خاصة أن ملابس الجنود كلها صيفي)".
وقال:"بالعكس بقى الغالبية الساحقة العساكر بيتصابوا في الكتف أو اليد أو بتيجي في الواقي، أو لا تصيب أصلاً تيجي في الحيط أو المدرعة، والعسكري غالباً بيظهر بيتحرك بعدها ياخد ساتر أو يقف يضرب كمان".
وبيّن:"الفشل الواضح ده إما لأن قناصيهم مبتدئين ومنخفضي الكفاءة، وإما لأنه بيستخدم أقصى مدى لبندقية القنص وخارج مداها الفعال (المدى الفعال لقناصة الدراغنوف الروسية اللي ظهرت 1200 متر، اولمدى الأقصى 3000 متر) وبالتالي تنخفض دقة وقوة الإصابة".
وبث تنظيم "داعش" الإرهابي، الثلاثاء الماضي، مقطع فيديو أطلق عليه "صاعقات القلوب"، يكشف استهداف جنود الجيش المصري في سيناء.