"المدفعجي"، هكذا لقبته جماهير الكرة المصرية، نظرًا لتسديداته الصاروخية، إذ كان أحد أبرز نجوم الكرة، في القرن الماضي، إنه حسن الشاذلي، نجم الترسانة الراحل.
ولد الشاذلي بحي بولاق في القاهرة،حيث كان أحد أبرز نجوم جيل الستينيات، ولقبته الجماهير بـ"مدفع بعد الظهر".
الشاذلي، الذي عشق نادي الترسانة، هو من أحرز مع النادي لقب الدوري العام الوحيد في تاريخ النادي، بفضل أهدافه الحاسمة، بالإضافة إلى بطولتي كأس مصر.
ويُعتبر الشاذلي هو صاحب الرقم القياسي في عدد الأهداف للدوري المحلي، برصيد 176 هدفًا، وحصل على لقب هداف الدوري 4 مرات، أعوام 1963 و 1965 و 1976 و 1975.
كما حصل على لقب هداف الدوري الممتاز، 5 مرات، فسجل في موسم 76: "34" هدفًا، وموسم 75، "29"هدفًا، وموسم 63، "24" هدفًا، وموسم 65، أحرز "18"هدفًا، وفي موسم 66 أحرز "14" هدفًا.
كان الشاذلي، يتدرب يوميًا منفردًا داخل النادي، فكان يتفق مع أي عامل في النادي، لتدريبه مساءً، على الكرات الرأسية، وكان العامل أو المدرب يرفع الكرة، والشاذلي يجرب كيفية التصويب بكل طريقة ممكنة، لم يترك شيئًا إلا وتدرب من خلاله، حتى يصبح الموهبة الفذة التي نشأت من أجل إسعاد جماهيرها.
انضم بعد تألقه مع الترسانة، للمنتخب الوطني، للمشاركة في بطولة الأمم الأفريقية، في بطولة 1963 التي أقيمت بأثيوبيا ثم بطولة 1970 بالسودان و 1974 بالقاهرة.
يُعتبر الشاذلي، هو ثاني أكثر اللاعبين تسجيلًا للأهداف الدولية، برصيد 187 هدفًا، وحصل على لقب هداف بطولة الأمم الأفريقية بأثيوبيا عام 1963، والهداف الأول لمصر في البطولات الأفريقية برصيد 12 هدفًا.
ومن المواقف التي تظهر مدى عشق اللاعب لناديه، قال الشاذلي، في حوار تلفزيون سابق: "بعد اعتزالي اللعب نهائيًا، كان الترسانة على وشك الهبوط إلى الدرجة الثانية، ولكني لم أكن أعرف بالأمر ، فقد كنت أقضي أجازتي خارج مصر، وفور عودتي إلى مطار القاهرة، وجدت رئيس النادي في انتظاري، ويقول متبقي لنا أربع جولات في الدوري العام والفريق مهدد بالهبوط، فهل تعود وتساعدنا في باقي المباريات".
وأردف الشاذلي: "لم أفكر في سمعة اسمي حينها، بأنه قد يهتز، أو قد نفشل في نجدة الترسانة، لم أفكر سوى في خدمة النادي الذي أنا متيم به".
وبالفعل عاد الشاذلي مع مصطفى رياض، واستطاع توأم الملاعب في حصد 7 نقاط من 8، وبقي الفريق في الدوري العام حينها.
من المواقف "الطريفة" في حياته، أكد الشاذلي، أنه في مباراة اعتزاله، لعب ضد حارس الأهلي، إكرامي، وسجل 3أهداف في مرماه، وأحرز هدفًا رائعًا وقتها، من ضربة مزدوجة، ولم يكن الآمر متوقعًا.
وروى بعد المباراة، أن إكرامي قال له: "على فكرة أنا الذي تركت الكرة تدخل تكريمًا لك".
وأكمل: "ضحكت. كيف تتركني أسجل فيك هدفا "دبل كيك".
وأضاف "إكرامي ضحك وقتها ولم يرد".
وقال حسام حسن، عميد الكرة المصرية، عن الشاذلي: "لقد كان يطاردني في أحلامي، كلما أحرزت هدفًا، ظننت أنني أصبحت الآن الهداف التاريخي، ليفاجئني بأحدهم بأن الشاذلي أحرز أكثر، لقد تكرر الأمر كثيرًا، حتى أيقنت أنني لن أفعل هذا الإنجاز، لقد سألته في مرة وأنا مازالت لاعبًا متى ستنتهي أهدافك ياكابتن شاذلي، لقد عانيت، من منا هو المُعتزل للكرة، فكان رده ضاحكًا، سأظل أنا الهداف ياحسام، بالفعل كان رائعًا فهو قدوة لأي مهاجم وأي لاعب كرة قدم، لقد عشقته".
الشاذلي الذي حفر اسمه في قلوب الجماهير المصرية، حصل على وسامين للرياضة، تقديرًا لموهبته، وبعد اعتزاله عمل كمدير فني للترسانة، وصعد بالترسانة من دوري الدرجة الثانية إلى دوري الممتاز، بعد أن استمر أربع سنوات بعيدا عن الأضواء.
وتُوفي الشاذلي عن عمر 71 عامًا، بعد مشاهدته المباراة الودية التي جمعت بين الترسانة، ومصر للتأمين، وانتهت بالتعادل السلبي بدون أهداف، وذهب لبيته بعد المباراة ثم وافته المنية.