أدان مركز النديم لعلاج ضحايا التعذيب والعنف، وفاة الشاب كريم مدحت، بعد دخوله في غيبوبة امتدت أكثر من عشرة أيام، إثر إصابته بسرطان المخ أثناء احتجازه بسجن برج العرب.
وجاء في بيان عبر صفحة المركز على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "توفي السجين كريم مدحت بسيوني داخل المستشفى الأميري الجامعي بالرمل في الإسكندرية أمس الخميس، بعد تدهور حالته الصحية في الفترة الأخيرة، وكان كريم مدحت، يقضي عقوبة بالسجن عامين في سجن برج العرب بالإسكندرية، في القضية 127 جنايات عسكرية، لاتهامات تتعلق بالتظاهر والتجمهر، والشغب، ودخل كريم مدحت في غيبوبة ناتجة عن مضاعفات مرضه بورم في المخ، بحسب تقرير طبي صادر عن مستشفى برج العرب".
وحسب البيان: "يدين مركز "النديم"، لمناهضة العنف والتعذيب الإهمال الطبي المتعمد وغير المبرر الذي تعرض له كريم مدحت داخل مستشفى برج العرب، ويعتبر المركز أن الإهمال الطبي المؤدي إلى الوفاة يعد جريمة قتل صريحة ضد كل السجناء، وأفاد محمد حافظ المحامي لمركز «النديم» أن عائلة «كريم مدحت» ضحية الإهمال الطبي، تتهم طبيب السجن بالتقصير في علاجه".
وأضاف المركز: "كان على السلطات المصرية الإفراج عن «كريم مدحت» بعد أن تدهورت حالته بشكل غير طبيعي، لكن المستشفى لم تعترف بمرضه وتمت إعادته إلى السجن من جديد، ما أدى إلى تدهور حالته ودخوله في حالة فقدان للوعي، وتم نقله بعدها إلى مستشفى برج العرب وأصيب بغيبوبة كاملة نظرًا لعدم جاهزية المستشفى لحالته، وبعد إصابته بالغيبوبة تقدم محاميه بطلب إلى النيابة من أجل تحويله إلى المستشفى الأميري الجامعي بالرمل، لينقل إليها وتنتهي حياته بها اليوم".
وواصل: "وينص الدستور المصري في مادته 18 على أنه لكل مواطن الحق في الصحة والرعاية الصحية المتكاملة وفقاً لمعايير الجودة، وتكفل الدولة الحفاظ على مرفق الخدمات الصحية العامة الذي يقدم خدماته للشعب ودعمه والعمل على رفع كفاءته وانتشاره الجغرافى العادل، ويتضمن قانون السجون المصري رقم 396 لسنة 1956 عدداً من المواد التي تضع القواعد العامة لعلاج السجناء والمحتجزين داخل السجن، وكثيرًا من التفصيلات التي تتضمن دور الطبيب في التأكد من عجز السجناء عن العمل، ودوره في اعتماد الإفراج الصحي".
واختتم المركز بيانه قائلاً: "يطالب مركز «النديم» السلطات المصرية، بالإفراج الصحي عن كل السجناء المرضى لعدم توافر إمكانيات علاجهم داخل السجون المصرية بشكل عام، وعلى رأسهم «أحمد الخطيب»المصاب بعدوى طفيلية نادرة تهدد حياته، والصحفي والباحث «هشام جعفر» الذي يعاني من ورم في البروستاتا، وضمور في العصب البصري، إلى جانب أمراض مزمنة، بينها الضغط، بالإضافة إلى السجين مهدي عاكف الذي يعاني من أمراض عديدة، حيث أن الفحوصات الطبية التي أجريت له بمستشفى القصر أثبتت أن السرطان تمكن من الكبد وامتد إلى الكلى، وغيرهم من السجناء المرضى الذين لا يشكلون أي أخطار بسبب أمراضهم القاتلة بعد تعرضهم للإهمال الطبي في السجون".
وتوفي الشاب كريم مدحت، أمس الخميس، بعد دخوله في غيبوبة امتدت أكثر من عشرة أيام، إثر إصابته بسرطان المخ أثناء احتجازه بسجن برج العرب.