نجاد «رئيسًا» .. ترامب يعزز فرصه وخامنئي يخمدها

الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد

عاد "الثعلب ذو اللحية البنفسجية" كما يلقبه الإيرانيون لصدارة المشهد الإيراني من جديد، حين تقدم الرئيس السابق أحمدي نجاد بأوراق ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة المقرر عقدها في 19 مايو.

 

ترشح نجاد لم يلفت الانتباه لكونه شخصية مثيرة للجدل وحسب، ولكن لأن بهذا الترشح يخرج نجاد عن طوع الرجل الأهم في إيران المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي الذي أوصى بألا يترشح نجاد للرئاسة مرة أخرى لما ذاقه من انتقادات لاذعة بسبب الممارسات الأمنية القاسية أثناء قمعه لأنصار مير حسين موسوي منافسه في انتخابات 2009 والذين اتهموه بتزوير نتائج الانتخابات.

             علي خامنئي وخلفه أحمدي نجاد  

وأقر نجاد بالخلافات بينه وبين خامنئي عقب تقديم أوراقه للانتخابات أول من أمس الأربعاء  ولكنه قال في مؤتمر صحفي إن " خامنئي لم يمنعه بل نصحه بعدم المشاركة والنصيحة لا تعني المنع".  

خامنئي وترامب  

ويرى مراقبون للوضع الإيراني أن خلافات نجاد مع خامنئي تحد من فرص الأول من الفوز في الانتخابات الرئاسية إلا أن صعود دونالد ترامب للسلطة وتهديده المستمر لطهران قد تعزز فرص نجاد المعروف بمعاداته لواشنطن وخطبه الرنانة ضد أمريكا وإسرائيل.

 

كما أن الرئيس السابق أحمد نجاد كان من أكبر داعمي برنامج إيران النووي الذي تعهد ترامب بتمزيق الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة "5+1 " لحل الأزمة حين كان ترامب مرشحا رئاسيا.

 

موافقة مجلس صيانة الدستور  

ولكن حتى يقبل ترشح شخص يجب أن يحظى بموافقة مجلس صيانة الدستور، وهو هيئة دينية إيرانية يختار المرشد الأعلى علي خامنئي نصف أعضائه المجلس المكون من 12 عضوا، ويختار رئيس القضاء النصف الآخر بموافقة البرلمان، وفي ظل غياب الرغبة لدى خامنئي قد يكون الطريق صعبا أمام نجاد .

 

المفارقة أن نجاد الذي انتقد  سياسات الرئيس الإيراني الحالي حسن روحاني الاقتصادية والسياسية في الفترة الماضية طالته انتقادات شديدة بسبب الأزمة الاقتصادية في فترة حكمه، بجانب أيضًا تدهور أحوال حقوق الإنسان لأقصى درجة والقمع الأمني بحق المعارضين.

 

ورغم ذلك يحظى نجاد بشعبية ليست بالهينة خاصة أنه شخص استقطابي يميل للتصريحات الصدامية، كما أنه بنى تيارا سياسيا معروف إعلاميا في إيران بتيار بـ "الأحمدي نجادي".

 

وبحسب وكالة "الأسوشيتيد برس" فإن ثمة مخاوف إيرانية من أن عودة أحمدي نجاد إلى الرئاسة ستدفع الغرب، خاصة الولايات المتحدة، لإعادة تقييم الاتفاق النووي الذي وقع في عهد حسن روحاني، الذي يلقبه الإيرانيون بالثعلب ذي اللحية البنفسجية.

 

الوضع الصحي لخامنئي  

زياد السنجري الخبير في الشؤون الإيرانية قال إن ما شجع نجاد  الوضع الصحي لخامنئي القلق بجانب أن إيران لا يوجد فيها مرشح قوي بعد وفاة أكبر هاشمي رفسنجاني الذي شغل منصب رئاسة الجمهورية لدورتين رئاسيتين.

 

وأشار في حديثه لـ"مصر العربية" أن نجاد يريد أن يراهن ويدخل الانتخابات القادمة حتى وإن خسر تلك الانتخابات سيكون رقما وشخصا مهمة في المعادلة السياسية الإيرانية.

 

خطوات أمريكا ضد إيران   

وتابع:" الكل يدرك بأن ترامب سيتخذ خطوات وإجراءات ضد إيران في المرحلة القادمة، ونجاد سيكون أحد اللاعبين المهمين في المستقبل وما يعزز فرصه في الانتخابات".

 

ولكن في الوقت نفسه أكد السنجري عمق الصراع على هرم السلطة في إيران والأيام المقبلة هي من ستحدد محور شكل هذا الصراع بشكل أكثر وضوحاً.

 

رجال السلطة  

ونوه بأن نجاد لديه من يدعمه وقد أسس لنفسه أثناء فترة توليه رئاسة الجمهورية الإيرانية قاعدة جماهيرية ورجال سلطة قد يستعملهم في المرحلة المقبلة.

 

وذكر الخبير في الشؤون الإيرانية أن تحسن صحة خامنئي وكيفية احتواء نجاد تحدٍ كبير لأن شخصية نجاد متمردة خاصة عندما نتذكر دوره قبل عقود في محاصرة الرهائن الأجانب بالسفارات الغربية في طهران.

 

رئيسي الأوفر حظا  

فيما رأى غانم العابد المحلل السياسي العراقي أن نجاد سيلاقي صعوبة كبيرة في سباق الانتخابات الرئاسية، معتبرا أن إبراهيم رئيسي الذي ترشح للانتخابات هو الآخر سيكون الأوفر حظا.

 

ويعتبر رئيسي الذي شغل منصبي المدعي العام للبلاد، ونائب رئيس السلطة القضائية من الشخصيات المقربة من المرشد الأعلى علي خامنئي.

 

وأكمل العابد حديثه لـ"مصر العربية" أن داخل إيران لا يخلو من المشاكل وإن كانت تحاول طهران إخفاءه، لكن في رأيه ستفصح الأيام القادمة عن الكثير، مع عدم تغافل دور الشارع الإيراني والذي يعلم الجميع أنه دائما ما يفاجئ المراقبين في الانتخابات بتوجهاته، بحد تعبيره.

 

وعند دور الصدام بين أمريكا وإيران على الانتخابات قال المحلل العراقي:" إيران الثورة تختلف عن إيران الدولة، وطهران لن تواجه أميركا عسكريا وتغامر بوضعها الداخلي، والمواجهة ستكون إعلامية مع بعض التحرشات البحرية".

 

واختتم:" صعود نجاد أو غيره لسدة الحكم يعتمد على مزاجية الشارع الإيراني وهو شارع متقلب في اختياراته".

مقالات متعلقة