موقع أمريكي: ترامب.. هل يشعل حربا عالمية ثالثة؟

سياسات ترامب المتهورة تهدد بإشعال فتيل حرب عالمية

إن المشكلة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا تكمن في كونه يريد الحرب أم لا، ولكن المشكلة هنا هي أنه من الصعب جدا معرفة ما يريده الرجل. فهو شخص غير متسق مع نفسه، ولا يمكن التنبؤ بأفعاله.

 

في غضون ذلك، تندلع الصراعات الإقليمية في مناطق أخرى، حيث من الممكن أن يتسبب أي إجراء خطأ من جانب واشنطن في اشتعال فتيل حرب عالمية أخرى.

 

جاء هذا في سياق مقال نشره موقع "إنكويزتر" الأمريكي للكاتب آرون هومر والتي سلطت فيها الضوء على السيناريوهات المحتملة لاشتعال فتيل الحرب العالمية الثالثة، في ظل التوترات الإقليمية والجيوسياسية التي تنخرط فيها القوى الكبرى في العالم، لاسيما في ظل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي لا يمكن التنبؤ بأفعاله.

 

وإلى نص المقالة:

 

هل الحرب العالمية الثالثة تلوح في الأفق؟ لم تكن الولايات المتحدة الأمريكية، منذ الأيام الأولى لإدارة الرئيس السابق رونالد ريجان، تقف على شفا صراع عالمي كاسح، كما هي الآن، والأحداث في سوريا وكوريا الشمالية تجعل سيناريو الحرب العالمية المدمرة أكثر واقعيا بمضي الوقت.

وبالعودة إلى ثمانينيات القرن الماضي، كان للولايات المتحدة الأمريكية عدو واحد واضح: الاتحاد السوفيتي. والآن، لم يعد هناك شيء اسمه الاتحاد السوفيتي، ولكن روسيا، التي كانت في قلب اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية القديم، هي التي تبرز بقوة كعدو صريح للولايات المتحدة، لاسيما في عهد الديماجوجي القومي فلاديمير بوتين.

 

في غضون ذلك، يوجد ديماجوجي شعبوي أخر في الولايات المتحدة يضع إصبعه على الزر النووي. وما يزيد الذعر هنا أن ترامب لا يمكن التنبؤ مطلقا بأفعاله.

 

"ومع التصريحات المتناقضة حول توسيع وخفض القوى النووية الأمريكية، يخلق ترامب حالة عدم يقين استراتيجي بين أصدقائه وخصومه في آن واحد حينما تقوم واشنطن وموسكو بتحديث تراسانتهما النووية."

 

والأفظع من ذلك هو الحقيقة القائلة إن كلا من الحرب العالمية الأولى والثانية قد بدأتا في صورة صراعات إقليمية تراكمت فوق بعضها حتى دارت رحاها على العالم بأسره.

 

وكما حدث إبان الحربين العالميتين السابقتين، ثمة صراعات إقليمية كثيرة تنخرط فيها، أو ربما قريبا، بالفعل الولايات المتحدة الأمريكية، ومن الممكن أن تشعل تلك الصراعات فتيل الحرب العالمية الثالثة.

 

سوريا

يبدو البلد العربي الصغير (نسبيا) والغني (نسبيا) أيضا بالنفط، مكانا غير محتمل ليكون مركز الصراع النووي العالمي. لكن وكما ذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، فإن ثمة شواهد كثيرة على الأرض ربما تنافي تلك الحقيقة.

 

والمصالح الأمريكية في سوريا قائمة في معظمها على "الحرب على الإرهاب"

والاستقرار في المنطقة. وسوريا بالطبع ميدان معركة ضخم في "الحرب على الإرهاب"، كما أن أكبر تنظيم إرهابي في العالم "داعش" يكترث بالتأكيد بالسيطرة على سوريا.

 

والولايات المتحدة تهتم بدرجة أكبر بتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، حتى إذا كان ذلك يعني أن تغض الطرف عن الجرائم الإنسانية التي يقترفها الديكتاتور السوري بشار الأسد.

 

وروسيا، على الجانب الأخر، تعتبر الأسد حليفا يدعمها في الحرب على الإسلاميين المتشددين، علاوة على كونه يحافظ أيضا على قاعدتها البحرية في المنطقة.

 

ومن ثم فإنه وعندما فاجأ ترامب العالم الأسبوع الماضي ووجه ضربة عسكرية بصواريخ "توماهوك" على قاعدة جوية سورية، سقطت تلك الصواريخ على مقربة من القوات العسكرية الروسية وآلياتها الحربية.

 

وتستمر تداعيات الهجوم الأمريكي في سوريا حتى الآن، مع محاولات القادة الأمريكيين والروس العمل على التوصل إلى تسوية لجنب وقوع مزيد من الاضطرابات في المنطقة. لكن ثمة شيء واضح تماما: المشكلة السورية لن تشهد إنفراجة قريبا.

 

كوريا الشمالية

وعلى الجانب الأخر من العالم، تستمر كوريا الشمالية- التي طالما تفتخر بقدراتها النووية في الوقت الذي تفشل فيه في استخدامها- في إجراء الاختبارات النووية بين الحين والآخر. وحتى وصول الرئيس الأمريكي للبيت الأبيض، كانت الإستراتيجية التي تنتهجها واشنطن تجاه البلد الشيوعي تتوقف عند حد التهديد بفرض عقوبات عليه، وتطبيق مبدأ "لننتظر ونرى" ما ستؤول إليه الأمور.

 

لكن يبدو أن تلك الأيام تقترب من نهايتها. فقد أوردت شبكة "فوكس نيوز" الإخبارية الأمريكية أن الولايات المتحدة أرسلت حاملة الطائرات "يو إس إس فينسون"، صوب بحر اليابان الذي يفصل بين الكوريتين، وذلك بعد فترة وجيزة من إجراء كوريا الشمالية أحدث اختباراتها النووية. وهنا تظهر مشكلة إذا أخذنا في الاعتبار أن الصين، الحليف المقرب من بيونجيانج، لديها أيضا سفن في المنطقة.

 

هل يريد ترامب الحرب؟

إن المشكلة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا تكمن في كونه يريد الحرب أم لا، ولكن المشكلة هنا هي أنه من الصعب جدا معرفة ما يريده الرجل. فهو شخص غير متسق مع نفسه، ولا يمكن التنبؤ بأفعاله.

 

ووفقا لمجلة "سليت الأمريكية، "ترامب خلق حالة عديم يقين بين الأصدقاء والأعداء على حد سواء في الوقت الذي تقوم فيه واشنطن وموسكو بتحديث ترسانتهما النووية."

 

في غضون ذلك، تندلع الصراعات الإقليمية في مناطق أخرى، حيث من الممكن أن يتسبب أي إجراء خطأ من جانب واشنطن في اشتعال فتيل حرب عالمية أخرى.

 

ويواجه الرئيس الأمريكي اتهاما بأنه يريد حربا مع إيران- أرض معركة أخرى في الشرق الأوسط من الممكن أن تجر روسيا إليها-  كما أن الوضع في أوكرانيا (نقطة اشتباك روسية أخرى) بعيد كل البعد عن أي حل وشيك.

 

وبالمثل، يحكم الفلبين، الحليف السابق للولايات المتحدة الأمريكية، الآن ديكتاتور يظهر تقربه للصين.

 

وبمعنى أخرى، ربما لا يحاول دونالد ترامب إشعال فتيل الحرب العالمية الثالثة، لكنه ربما لا يكون لديه القوة الكافية، لوقفها.

 

لمطالعة النص الأصلي

 

 

 

 

مقالات متعلقة