صوت أمريكا: إلغاء احتفالات الأقباط بـ «عيد القيامة» رسالة غضب

البابا تواضروس خلال عظة الجمعة الحزينة بالكاتدرائية المرقسية

"القرار الذي اتخذه البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بإلغاء الكنيسة لكل الاستقبالات الخاصة بصباح يوم عيد القيامة المجيد، هو إشارة نادرة على السخط والغضب".

 

 

هكذا علقت "صوت أمريكا،" الإذاعة الرسمية للولايات المتحدة، على التصريحات التي أطلقها البابا تواضروس الثاني خلال عظة الجمعة الحزينة بالكاتدرائية المرقسية الكائنة بمنطقة العباسية شرقي القاهرة والتي قال فيها:” احتفالات عيد القيامة لا ينبغي أن تجيء في وقت نقدم فيه التعازي لشهدائنا.”

 

وأضاف البابا تواضروس:"يوم العيد لن يكون مناسبًا لاستقبال أحد واقترح أن يخصص لزيارة المصابين ومواساة أسر الشهداء بصفة عامة".

 

وأكد أن الكنيسة ترحب بمن يرغب في المشاركة بصلاة قداس عيدالقيامة، مضيفًا: «نعتذر يوم العيد عن استقبال المعزين حتى لا تختلط مشاعر التعزية بالتهنئة بالعيد».

إلغاء معظم الاحتفالات بعيد القيامة، واقتصادرها على المشاركة بصلاة قداس ليلة "عيد القيامة" والاحتفال الطقسي في الكنائس والإيبراشيات، يجيء في أعقاب حادثي التفجيرين اللذين هزا كنيستين في طنطا والإسكندرية في التاسع من أبريل الجاري خلال احتفالات الأقباط بـ "أحد الشعانين"، واسفر عن مقتل 44 شخصا وإصابة أكثر من 100 أخرين

 

وفي أعقاب التفجيرين اللذين تبناهما تنظيم الدولة الإسلامية المعروف اصطلاحيا بـ "داعش"، ألقى المسيحيون باللائمة على الحكومة، متهمين إياها بالفشل في حماية الكنائس.

ووقع الهجومان اللذان دفعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى إعلان حالة الطوارئ في البلاد لمدة 3 شهور، في أعقاب تحذيرات التنظيم الإرهابي بزيادة هجماته ضد الأقلية المسيحية في مصر والذين يشكلون ما نسبته 10% تقريبًا من إجمالي سكان البلد العربي،

 

كما أمر السيسي أيضا بنشر قوات من الجيش لمساعدة قوات الشرطة على تأمين الكنائس والمنشآت الحيوية في ربوع مصر.

 

وشهدت الأيام الماضية تكثيفا في الإجراءات الأمنية في مصر، وأنشأت الشركة نقاط تفتيش عديدة على طول الطرق المؤدية إلى الكنائس الرئيسية في العاصمة المصرية القاهرة، ومحافظة الجيزة المجاورة.

 

ولطالما اشتكى الأقباط في مصر، أكبر تجمع للمسيحيين في منطقة الشرق الأوسط، من التمييز ضدهن، كما أنهم تحولوا في العقود الأخيرة إلى أهداف مباشرة لهجمات المتشددين الإسلاميين، في الوقت الذي كانت تدعم فيه الكنيسة الأرثوذكسية في مصر الديكتاتور المخلوع حسني مبارك الذي أطاحت به ثورة الـ25 من يناير 2011.

 

ثم عاد الأقباط مجددا ليظهروا دعمهم الكامل للرئيس عبد الفتاح السيسي حينما عزلت المؤسسة العسكرية الرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين في الـ 3 من يوليو 2013 بعد خروج مظاهرات حاشدة رافضة لحكمه. ومع ذلك، استمرت الاعتداءت ضد منازل المسيحيين ومتاجرهم ودور العبادة الخاصة بهم، لاسيما في صعيد في مصر.

 

وكان المجمع المقدس للكنيسة قد أعلن أن الكاتدرائية ستكتفي بصلوات القداس ليلة عيد القيامة، والاحتفال الطقسي، في الكنائس والإيبراشيات مراعاة لأسر الشهداء والمصابين في حادثي تفجير كنيستي مارجرس بطنطا والمرقسية بالأسكندرية ومشاركتهم آلامهم، مع تخصيص يوم العيد لتلقي التعازي.

 

ويأتي التفجيران  قبل نحو أسبوعين من زيارة بابا الفاتيكان فرانسيس لمصر، يومي 28 و29 أبريل الجاري، وهي الزيارة الأولى من نوعها منذ عام 2000؛ حيث أجرى آنذاك البابا يوحنا بولس الثاني زيارة إلى القاهرة.

 

جدير بالذكر أن حالة الطوارئ في مصر لعقود، طوال حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، لكنّها ألغيت في مايو 2012 إبان حكم المجلس العسكري الذي خلف مبارك.

لمطالعة النص الأصلي

 

مقالات متعلقة