الوداع لا يقع إلا لمن يعشق بعينيه، أما ذاك الذي يحب "بروحه وقلبه"، فلا ثمة انفصال "أبدًا"، هكذا العلاقة بين جماهير الزمالك و معشوقها "الامبراطور"، الذي سكن روح كل من ينتمي للقلعة البيضاء، بتمريراته القاتلة، ومراوغاته الماهرة.
إمام الموهوبين، مرعب لمدافعي الخصوم، فكانت الأهازيج تهز المدرجات عند لمسه للكرة، تغنت باسمه الجماهير، نال احترام كل المصريين، على اختلاف انتماءاتهم، بأخلاقه العالية.
فنان الشعب، و إمبراطور الكرة المصرية، تعددت الألقاب، والاسم واحد، حازم محمد يحيى الحرية إمام، ولد يوم 16 أبريل 1975م، وسط عائلة عاشقة للزمالك، فجده يحيى الحرية إمام، حارس مرمى الزمالك في حقبة الأربعينيات، ووالده الثعلب الكبير "حمادة إمام" مهاجم القلعة البيضاء في الستينات.
ويحتفل الثعلب الصغير، اليوم الأحد، بعيد ميلاده الـ 42، رغم تسجيله في بطاقته الشخصية بتاريخ العاشر من مايو من نفس العام بسبب ظروف سفره مع والده حينها.
ويقدم "ستاد مصر العربية" بعض رسائل نجوم الكرة، للإمبراطور في عيد ميلاده ويسلط الضوء على مسيرته مع الساحرة المستديرة.
بدايته مع الكرة
حازم كان يحلم أن يكون مهندسًا مشهورًا، وكان يلعب كرة القدم في نادي الصيد كنوع من الترفيه مع أصدقائه، وفجأة أصبح لاعب في منتخب الناشئين تحت 17 سنة.
اكتشفه مدرب من النادي الأهلي، وكان على وشك الانضمام للقلعة الحمراء، ولكن والده رفض، وحول وجهته للفريق الأبيض.
أول مباراة له مع الفارس الأبيض كانت موسم 1993\1994 أمام الاتحاد السكندري، وشارك حينها كبديل للاعب عفت نصار، وفاز الزمالك بهدفين مقابل لا شيء.
مشوار الاحتراف "زيكو ابن الأهرامات"
خاض المايسترو تجربة احترافية بأقوى دوريات العالم، عندما انضم لصفوف أودينيزى الإيطالي عام 1996، بعد اختياره كأفضل صانع ألعاب بأفريقيا، في نفس العام، ليكون أول لاعب مصري بالدوري الإيطالي.
رشحه بيير باولو مارينو، المدير الرياضي السابق لـ أودينيزي، للمدير الفني للفريق وقتها الإيطالي، ألبيرتو زاكيروني، وقال عنه وقتها مارينو إنه زيكو الجديد، ووصفه بـ"زيكو ابن الأهرامات".
طريقة المدرب الإيطالي لم تتناسب مع الثعلب، حيث كان يلعب بطريقة 3\4\3، وكان يلاعبه كمهاجم، وليس في مركز صانع الألعاب، ما أدى لجلوسه على مقاعد البدلاء، ليشارك بديلًا في أربع مباريات فقط بسبب وجود الثنائي ماريكو أموروز، وأوليفر بيرهوف.
أول مباراة رسمية له مع الفريق الإيطالي كانت أمام ريجينا موسم 1997\1998 بكأس إيطاليا، وأحرز الهدف الثاني لفريقه.
انتقل لفريق جرافشاب الهولندي على سبيل الإعارة موسم 99، ولمدة موسمين، ولعب كأساسي مع فريقه الجديد بسبب أدائه المميز.
بعد أدائه اللافت للنظر في الدوري الهولندي، تلقى عرضًا من فريق أياكس، إلا أن أودينيزي تمسك بعودته لصفوفه بعد انتهاء إعارته لفريق جرافشاب.
العودة إلى الزمالك "العو أهو"عاد الساحر إلى بيته مرة أخرى، بعد مكالمة جمعته بممدوح عباس، وكان عباس مشجع وقتها، وكانت أول مباراة له بعد العودة أمام الغريم التقليدي الأهلي، وهنا كانت المفاجأة، فالجميع كان يعلم بعدم إمكانية مشاركة اللاعب في تلك المباراة بما فيهم حازم، بسبب تأخر وصول بطاقته الدولية، وعلمت الجماهير بمشاركة الحاوي خلال لقاء القمة كأساسي قبل بداية المباراة بدقائق، وهنا كان هتافهم الشهير له "العو أهو..العو أهو"، وهي المباراة التي انتصر فيها الأبيض، بنتيجة 3/1، صنع منهم هدفًا.
وتُوج إمام مع المارد الأبيض بثلاث بطولات دوري عام، وبطولتين في كأس مصر، ومثلهم في كأس السوبر، وكأس السوبر المصري السعودي، وبطولتي دوري أبطال أفريقيا، والسوبر الأفريقي مرة واحدة.
المنتخب
استدعى رود كرول، المدير الفني للمنتخب الوطني حينها، فنان الشعب، للمنتخب الأول، عام 1995 لأول مرة، بعد تألقه المنتخب الأوليمبي، وكانت أول مباراة له أمام جنوب أفريقيا.
خاض مع المنتخب الوطني 87 مباراة دولية، أحرز فيها 16 هدفًا، ولعب آخر مبارياته مع المنتخب عام 2005 ضد منتخب الكويت.
حقق خلالهم ذهبية دورة الألعاب الأفريقية بزيمبابوي 1995، وبطولة وحيدة مع المنتخب الأول وهي بطولة كأس الأمم الأفريقية 1998 ببوركينا فاسو.
الاعتزال "كفاية يا حازم"
بدأ مستواه في الهبوط من موسم 2005، حتى 2008 "موسم اعتزاله"، بعد أن طالبته بعض جماهير الزمالك بالاعتزال، وذلك خلال مباراة فريقه أمام الإسماعيلي في منافسات بطولة الدوري العام عندما هتفوا له "كفاية يا حازم".
وبالفعل استجاب الإمبراطور لمطلب الجماهير، وأعلن اعتزاله لكرة القدم، بعد تتويج فريقه ببطولة كأس مصر 2008، بعد فوزه على إنبي بهدفين مقابل هدف واحد، وهنا انتهى مشوار الحاوي مع الساحرة المستديرة.