"فوز إردوغان باستفتاء تركيا غير مدهش في ظل عالم من الجبابرة"
عنوان مقال للكاتب سيمون تيسدال بصحيفة الجارديان البريطانية حول تصويت الأتراك بـ "نعم" في استفتاء التعديلات الدستورية الذي غير نظام الحكم إلى "الرئاسي".
وقال الكاتب: “أعطى التصويت التركي لأردوغان سلطات ديكتاتورية حقيقية تبدو عصية على الفهم بالنسبة للأوروبيين المعتادين على الأشكال التقليدية من التعددية الديمقراطية منذ بعد الحرب".
واستدرك: “تركيا تسير على خطى الاتجاه المتنامي للقادة الجبابرة السلطويين، الذي يُسمع صداه حول العالم"، وتحدث عن نموذج صعود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السلطة.
وأضاف أن زعماء أنجولا وأوغندا وزيمبابوي وماليزيا وتايلاند وميانمار وبيلاروسيا وأذربيجان ووسط آسيا والصين استفادوا جميعهم مما يطلق عليه "الديمقراطية المدارة" التي شبهها بنموذج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وفسر ذلك قائلا: "على غرار بوتين، تتزايد الثقة الانتخابية لهؤلاء القادة من خلال كبح أطراف المعارضة، والسيطرة على الإعلام، واستحضار تهديدات خارجية وهمية".
مناطق أخرى من العالم لم تمر بديمقراطية من الأساس، بحسب الكاتب الذي حدد أسماء السعودية والدول الخليجية كأمثلة على ذلك النموذج.
وأردف سيمون تيسدال: “بينما فجرت ثورة 2011 ديمقراطية حقيقية في مصر، لكنها سرعان ما جرى محوها سريعا، وليس من قبيل المصادفة أن يرى الرئيس المصري في نظيره الأمريكي دونالد ترامب صديقا وقدوة في الحكم".
وعدد الكاتب أسماء لقادة أخرى ديكتاتوريين مثل زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، والرئيس السوري بشار الأسد الذي وصف حالته بالمؤسفة.
واستطرد" الأسد ينظر نفسه لاعبا رئيسيا، لكنه ليس إلا ألعوبة في يد روسيا وإيران اللتين يدين لهما بالبقاء، ساخرا من شاربه الذي يشبه الفنان الكوميدي الراحل شارلي شابلن".
وحتى أوروبا ليست بمأمن من وجود الحكام الطغاة، مثل رئيس وزراء المجر فيكتور أوبان الذي يلعب دور "نابليون الصغير" بشكل نموذجي، وفقا لتيسدال.
وفي فرنسا، يغازل الناخبون المرشحة "المستبدة" زعيمة الجبهة الوطنية مارين لوبان.
واختتم الكاتب: “في تركيا، مثلما هو الحال في العديد من الأقطار الأخرى، فإن الديمقراطية ظاهرة حديثة نسبيا. والآن جاء أردوغان الذي صعد إلى السلطة ممتطيا موجة الانتفاح الديمقراطي في بلاده ليستأصلها"
رابط النص الأصلي