مقال يدعو للقبض على عائلات المتهمين بالإرهاب يثير جدلا حقوقيا

محمد علي ابراهيم

«ياسيدي قلدوا إسرائيل..اقبضوا على عائلاتهم..إذا تصورت أن أهالي الإرهابيين الذين يخططون لعمليات أخرى سيبلغون عن أولادهم، فأنت مخطئ»، بهذه العبارات، دعا الكاتب الصحفي محمد علي إبراهيم، للقبض على عائلات المتهمين بالإرهاب، في مقال نشره اليوم بجريدة «المصري اليوم».

 

 

المقال الذي حمل عنوان «لا تهدموا الأزهر..والمجلس الأعلى درع لا سيف»، طرح فيه إبراهيم مقترحا بالقبض على عائلات المتطرفين قدوة بإسرائيل، وكذلك الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وهو ما استنكره حقوقيون معتبرين أنها جريمة يعاقب عليها القانون.

 

 

في بداية المقال، كتب إبراهيم: «لا يصح استضافة أهالى المتطرفين المجرمين وتحاورهم فى تمثيلية بايخة ليتبرأوا من ابنهم، الترحيب بالأهالى فى الاستديوهات والذى تم بموافقات أمنية وسيادية أكبر خطأ، نحن بهذا نقلد مرسى، عندما قال حافظوا على الخاطف والمخطوف».

 

 

وتابع: «الآن أصبح أهل المجرمين نجوم إعلام..أرودغان بعد محاولة الانقلاب الفاشلة، قبض على البلد كلها..أنا لا أقول افعل مثله..لكن لا تستفز الرأى العام وأهالى الضحايا..عبدالناصر الذى تتغنون بأيامه عندما قبض على سيد قطب وزينب الغزالى وعاكف وغيرهم اعتقل عائلاتهم أيضا».

 

 

المحامي الحقوقي نجاد البرعي، قال إن ما أثاره «محمد علي إبراهيم غير صحيح، وأنه لم يحدث في عهد عبد الناصر أية عمليات قبض جماعي على عائلات المتطرفين أو الإخوان، بل كان يصرف مرتبات لهم إذا كانوا موظفين بالدولة».

 

 

واعتبر البرعي أن حديث إبراهيم عن تقليد إسرائيل إهانة للسلطة الوطنية المصرية، فحينما يدعو مصر وهي سلطة وطنية لتقليد إسرائيل، وهي سلطة احتلال، فهذه إهانة للشعب المصري والسلطة الوطنية.

 

 

ورأى أن مقترح إبراهيم يمثل دعوة للاقتتال الأهلي، لأنه بعد إلقائه القبض على عائلات المجرمين، أقارب نفس العائلة سيدخلون في نزاع مع الدولة، وبالتالي يصبح هذا المقترح بمثابة جريمة للتحريض على الاقتتال داخل المجتمع يعاقب عليها قانون الإرهاب.

 

 

من جانبه، قال جورج إسحاق، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان: «بدلا من هذا المقترح يجب التفكير في آخر إيجابي، بجمع عائلات المتطرفين وإعادة تشكيل تفكيرهم وتغيير قناعاتهم».

 

 

وأضاف إسحاق أن «ما تحتاج له البلاد هو إصلاح المجتمع ونزع الكراهية بين أبنائه، وتغيير القناعات التي غرسها المتطرفين في بعض أفراد المجتمع، أما الدعوة للقبض على عائلات المتطرفين فهي تكثر الأعداء وتزيد الكراهية والتطرف».

 

 

في المقابل، قال محمد علي إبراهيم، كاتب المقال، إن وجهة نظره «تحتمل الصواب والخطأ، فهو يرى أنه إذا كانت استضافة عائلات المتطرفين محاولة لاستجداء التعاطف معهم وأنهم أبرياء لا ذنب لهم، فهذا خطأ لأنهم لن يتبرأوا من ابنهم».

 

 

واستطرد لـ"مصر العربية" أنه إذا كانت استضافة عائلات المجرمين لمحاسبتهم على جرم ابنهم فهذا خطأ أيضا، لأنه في القرآن الكريم «لا تزر وازرة وزر أخرى».

 

 

وأشار إلى أن الشخص يتجه للإرهاب إما لظروف اقتصادية أو سياسية، ولكن عائلات المتطرفين لا يعترفون بالظروف التي حولته للإرهاب، ولن يعترفوا على أي من أفرادهم.

 

 

وشدد على أنه يرفض فكرة القبض على الأفراد أو العائلات بشكل جزافي، كما حدث في قتل 5 أشخاص لاتهامهم بمقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني، وثبتت برائتهم بعد ذلك، مطالبا ألا يكون القبض إلا بعد معلومات دقيقة ومؤكدة.

مقالات متعلقة