أطفال فلسطين.. من رصاص الاحتلال إلى جحيم الأسر

قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل أحد أطفال فلسطين

 

تظل قضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني أحد أهم الملفات الفلسطينية، خاصة الأطفال الذين تعرضوا لأبشع الانتهاكات والجرائم على يد قوات الاحتلال حتى انتهى بهم الحال خلف سور من الجحيم يزيد من معاناتهم.   

 

وتتواصل فعاليات التضامن الشعبي تزامنا مع يوم الأسير الفلسطيني الذي أحياه بالأمس آلاف الفلسطينين في جميع أنحاء العالم من أجل الضغط الشعبي على حكومة الاحتلال لإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين، وكذلك استمرار معركة الأمعاء الخاوية في زنازين الاحتلال.

 

 وتهدف الأنشطة التي تقام في هذه المناسبة إلى تحريك قضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال خاصة الأطفال، وإبراز معاناتهم، والتأكيد على حقوقهم التي كفلتها كل القوانين الدولية، وأهمية وواجب نشر قضيتهم والدفاع عنها بشكل مستمر.

 

اعتقالات مستمرة  

ومنذ بدء انتفاضة "الأقصى"، في 28 من سبتمبر عام 2000، وحتى منتصف عام 2015، تم تسجيل أكثر من 85 ألف حالة اعتقال، ذكورًا وإناثًا، منهم أكثر من 10 آلاف طفل تقل أعمارهم عن الـ 18، ونحو 1200 امرأة وفتاة.

ويقبع في السجون الإسرائيلية نحو سبعة آلاف أسير فلسطيني، موزعين على 22 سجنا داخل الأراضي المحتلة تابعة لمصلحة السجون، ومعسكري اعتقال في الضفة الغربية المحتلة تابعة للجيش مباشرة، ومن ضمن هذا العدد توجد 62 أسيرة، بينهن 14 فتاة دون سن 18، و400 طفل وفتى دون سن 18 عاما.

 

 وارتفعت وتيرة اعتقال الأطفال خاصة في مدينة القدس المحتلة خلال عام 2014 حيث تعرض 900 طفل للاعتقال، واعتقل أكثرهم خلال المواجهات مع جنود الاحتلال دفاعا عن القدس والمسجد الأقصى المبارك.

 

استهداف الأطفال  

 في حين تعرض760 طفلاً للاعتقال في عام 2013، واشتدت وتيرة اعتقال الأطفال في القدس المحتلة على إثر اندلاع انتفاضة القدس في أكتوبر 2015 ، في حين سجلت 600 حالة اعتقال لأطفال في القدس في عام 2016، من بينهم (9) أطفال أقل من 14 سنة.

بدوره قال  الدبلوماسي الفلسطيني غازي فخري، إن الشعب الفلسطيني قدم الكثير من أبنائه شهداء من أجل الوطن، كما أنه قدم الكثير من الأسرى والمعتقلين من كل جنس سواء رجال أو نساء وكذلك الأطفال الذين روعتهم بندقية المحتل وقسوته عليهم داخل المعتقلات الصهوينية.

 

وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن  من الأسرى من يقضى أكثر من 20عاماً داخل السجون الإسرائيلية وكل ذنبه أنه يدافع عن أرضه وعرضه، وسط صمت دولي من الدول التي تتغنى بحرية الشعوب وحقوق الإنسان في حين أنها عاجزة عن حماية حقوق حتى الأطفال من الإذلال الإسرائيلي.

وأوضح أن الضمير العالمي في ثبات عميق تجاه الانتهاكات التي تحدث للأسرى الفلسطينيين وخاصة الأطفال والنساء منهم، مطالباً الشعب العربي بدعم الهبة الفلسطينية تجاه ما يحدث للأسرى الذين دافعوا عن المقدسات الإسلامية والعربية في وطنهم المحتل.

 

وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قد أفرجت الأحد الماضي عن لينا الجربوني وهى سيدة فلسطينية قضت 15 عاما داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي حتى أطلق عليها اسم عميدة الأسيرات الفلسطينيات، وذلك بتهمة مساعدة المقاومة.

 

وتعرضت الجربوني خلال سجنها لشتى أنواع التعذيب النفسي والجسدي، ووضعت في العزل الانفرادي، وتفاقم وضعها الصحي جراء الإهمال الطبي، حيث عانت من التهابات حادة في البطن، وخضعت لعملية استئصال المرارة، إضافة إلى أورام مختلفة في الجسد، وأوجاع في القدمين.

 

عنصرية المحتل

 

فيما قال الناشط السياسي الفلسطيني أحمد عبد ربه، إن الاحتلال الصهيوني يتعامل بعنصرية مع الأسرى الفلسطينين خاصة الأطفال منهم ، لافتاً أن قوانين الطفولة الخاص بحكومة الاحتلال تعتبر الطفل الإسرائيلي هو الشخص الذي لم يتجاوز الـ18عاماً، في حين تعتبر الطفل الفلسطيني الذي لم يتجاوز الـ16عاماً، في تحدي صارخ لقوانين الطفولة العاليمة.

 

وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن الأطفال الأسرى يتعرضون لأبشع الانتهاكات بسجون الاحتلال أهمها عدم توفير بيئة صحية للأطفال، كما يتعرضون للتحرش الجنسي من السجناء الصهاينة، فضلاً عن حرمانهم من لقاء ذويهم عند الزيارات الرسمية التي تحددها إدارة سجون الاحتلال.

وأوضح أن الاحتلال يتخذ من الاعتقال وسيلة لإرهاق الفلسطينيين ماديا ونفسيا من خلال أحكام الغرامات التي تفرض على ذويهم عندما يتم اعتقالهم، مؤكداً أن المجتمع الدولي يعلم بكل هذه الجرائم لكنه يغض الطرف عنها من أجل عيون إسرائيل.

 

إضرابات الأسرى  

وخاض الأسرى في السجون الإسرائيلية عدة إضرابات مطلبية جماعية وفردية لتحسين ظروفهم الاعتقالية، بينها إضراب سجن عسقلان عام 1970، الذي استشهد فيه الأسير عبد القادر أبو الفحم، وإضراب نفحة عام 1980 الذي استشهد إثره ثلاثة أسرى، وإضراب 1992، وإضراب مايو 2012 الذي أدى إلى إخراج الأسرى المعزولين وإعادة الزيارات لذوي أسرى غزة.

 

وفي أواخر عامي 2011 و2012 اتسع نطاق الإضرابات الفردية، بفضل إضراب الأسير عدنان خضر الذي سلط الضوء على الاعتقال الإداري ثم أفرج عنه، وتلته إضرابات أخرى لفترات متفاوتة أطولها إضراب الأسير سامر العيساوي منذ الأول من أغسطس 2012.

 

ويتوزع الأسرى الفلسطينيون داخل السجون الإسرائيلية في عدد من السجون، وأهمها سجن النقب وسجن مجدو، وسجن نفحه، معتقل أوهلي كيدار، ومعتقل إيشل، وعزل الرملة (أيالون)، ومستشفى سجن الرملة، وسجن هداريم، وسجن شطة، وسجن جلبوع، وسجن الشارون، وسجن نفي ترستيا، وسجن الدامون.

 

وأبرز مطالب الأسرى تحسين شروط الحياة في المعتقلات والسجون، ووقف سياسة الاعتقال الإداري، وإلغاء العزل الانفرادي، والسماح بالزيارات لجميع الأسرى، ووقف الممارسات التنكيلية، ومنها الاقتحامات والتفتيش اليومي، والحد من الإهمال الطبي للمرضى والجرحى من الأسرى، وغيرها.

مقالات متعلقة