الرحلة مع الساحرة المستديرة ليست ككل الرحلات، زاخرة دائمًا بالأحداث والذكريات، لحظات الفرحة والانتصار، ولحظات الدموع والانكسار أيضًا، لها طابعها الخاص، والحنين إليها يبعث الحماس والتفاؤل في نفوس أصحابها ومن يستمعون إليها أو يقرأونها.. هكذا هي سلسلة «ذكرياتي».
ذكرياتي| هيثم فاروق(1): البداية في الأولمبي.. ونصيحة أخي حولتني من حارس مرمى لمدافع ذكرياتي| هيثم فاروق (2): بصري اكتشفني في قلب الدفاع.. وكاد ينهي مشواري في بدايته ذكرياتي| هيثم فاروق (3): عندما كنت قائدًا للمنتخب.. وهذه نصيحة محمود الخطيب لنا
يروي هيثم فاروق، نجم مصر وفينورد الهولندي والزمالك السابق، تفاصيل رحلته مع كرة القدم وكيف بدأت على شواطئ الأسكندرية وبين جدران النادي الأولمبي العريق ويحكي في الحلقة الرابعة قصة أولمبياد برشلونة 1992، وتفاصيل قصة اقترابه من اللعب للأهلي. ويقول هيثم فاروق: "بدأ تكوين المنتخب الأولمبي عام 1989 على يد هاني مصطفى، وكنت قائد الفريق، وبدأنا التجمع شهريًا لخوض مباريات ودية، حتى وصلت مصر إلى نهائيات مونديال إيطاليا 1990، ورفض الراحل محمود الجوهري مشاركة منتخب الفراعنة في أمم أفريقيا 1990 بسبب أزمة الجزائر الشهيرة في القاهرة، ليشارك المنتخب الأولمبي بدلاً من الأول، ومعهم ثابت البطل وحمادة صدقي ومحمد سعد وفوزي جمال وعادل عبد الرحمن وعبد العظيم الشورى، وتم استبعادي قبل البطولة ولم أحزن، لأن المنتخب بعد مشاركته خرج من دور المجموعات بخسارة المباريات الثلاثة التي خاضها".
"كنت أحد نجوم الدوري في هذا التوقيت مع النادي الأولمبي، وحدث تغيير في القيادة الفنية للمنتخب الأولمبي، وتولى الثنائي محمود سعد ومصطفى يونس بدلاً من هاني مصطفى، ولعبنا دورة البحر المتوسط وكنت قائد المنتخب في العاصمة اليونانية أثينا، وبعد ذلك دورة الألعاب الأفريقية بالإسماعيلية، وحصلنا على المركز الخامس، وكان جيلنا يضم عدد من اللاعبين المتألقين مع أنديتهم في الدوري الممتاز".
"بدأنا تصفيات الأولمبياد بمواجهة السودان وفزنا ذهابًا في الخرطوم 2-1، وإيابًا في الإسماعيلية 2-0، ومالاوي فزنا في القاهرة 3-1، وتعادلنا سلبيًا على أرضهم، ثم تولى الجوهري الإشراف على المنتخبين الأول والأولمبي، بعدما عاد بقرار جمهوري من الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، حيث كان قد تمت إقالته بعد الهزيمة من اليونان 6-1 وديًا، وتولى تدريب المصري البورسعيدي، ولكن فشل الألماني ديترتش فايتسا في مهمته مع الفراعنة، ليعود الجوهري بقرار رئاسي، وبالفعل استطعنا حسم التأهل بالفوز على زيمبابوي 3-0 في القاهرة والتعادل 1-1 في هراري، لنصل إلى دورة برشلونة الأولمبية عام 1992 بعد عناء".
"كنت قائد منتخب مصر الأولمبي في مشوار التصفيات عدا مباراة زيمبابوي التي تقلد فيها محمد يوسف شارة القيادة، وفي هذا التوقيت أذكر أنه بعد احتراف الثلاثي هاني رمزي وحسام وإبراهيم حسن في أوروبا ضمن صفوف نيوشاتل زاماكس السويسري، وباوك اليوناني، تدهورت نتائج فريق النادي الأهلي، واستعان الراحل عبده صالح الوحش، رئيس النادي الأهلي الجديد آنذاك، بالمهندس عدلي القيعي لإنقاذ فريق الكرة الذي وصل إلى المركز العاشر في بعض فترات هذا الموسم، وقال له هناك ثنائي تتحدث عنه مصر كلها هما هيثم فاروق، مدافع النادي الأولمبي السكندري، وياسر ريان، جناح نادي المنصورة، وبالفعل بدأت المفاوضات رغم زملكاويتي الشديدة، ولكن رفض الراحل محمود بكر، الذي تولى رئاسة النادي الأولمبي آنذاك، عرض الأهلي، وسار على خطاه العميد إبراهيم الجويني الذي رفض عرضًا من الأهلي أيضًا بعد توليه رئاسة الأولمبي، وعقب فوز الإسماعيلي بالدوري عام 91، والزمالك 92 و93 تعاقد الأهلي مع الثنائي ياسر ريان وعمرو الحديدي، ورفض النادي الأولمبي انتقالي للقلعة الحمراء".
"تأهلنا إلى أولمبياد برشلونة 92، واعتذرت عن السنة الثالثة في كلية تجارة الأسكندرية لأتفرغ للبطولة، وخضنا فترة إعداد قوية في دول سويسرا وإيطاليا وبولندا ورومانيا، وكانت أجواء الأولمبياد والقرية الألمبية في برشلونة خيالية ورائعة، وأوقعتنا القرعة في مجموعة مع قطر وإسبانيا صاحبة الأرض وكولومبيا".
"توقع الجميع فوزنا على قطر بنتيجة كبيرة، وللأسف خسرنا بهدف نظيف، في مفاجأة لا مبرر لها، أما مواجهتنا مع إسبانيا فلا تُنسى لأنها كانت أمام فريق مصنف يضم جوارديولا ولويس إنريكي وكيكو وكوكي وعدد من نجوم الكرة الإسبانية الكبار، وخسرنا بهدفين نظيفين، بعد طرد تامر عبد الحميد وتألق نادر السيد".
"لعبت مباراة كولومبيا وكنت مكلفًا برقابة النجم فاوستينو اسبريلا الذي استطاع تسجيل هدف في مرمانا، ولعب لأندية نيوكاسل الإنجليزي وبارما الإيطالي، ولكنه تشاجر مع مدربه وخرج ولم يستكمل اللقاء، وكانت نقطة فاصلة فاستطاعنا أن نقلب هزيمتنا 3-2 حتى الدقيقة 90 إلى فوز ثمين وشرفي، حين استطاع هادي خشبة تسجيل هدفي التعادل والفوز في الوقت القاتل".
ويروي فاروق في الحلقة المُقبلة تفاصيل اتخاذ خطوة الاحتراف في الدوري الهولندي ..