محلل إسرائيلي يدعو أوروبا لفرض عقوبات على تركيا

أردوغان يحتفل مع مؤيديه بنتائج الاستفتاء

تحت عنوان "وهم "الإسلام المعتدل" يموت في تركيا"، دعا "إلداد بيك" الصحفي الإسرائيلي المقيم في برلين أوروبا لفرض عقوبات على نظام الرئيس رجب طيب أردوغان في تركيا، الذي اتهمه بخصي الديمقراطية في بلاده، بعد تصويت الأتراك بـ"نعم" على التعديلات الدستورية التي من شأنها تحويل نظام الحكم من برلماني إلى رئاسي.

 

 

وطالب "بيك" في مقاله المطول المنشور بتاريخ 18 أريل على موقع "ميدا"، بفرض عقوبات سياسية واقتصادية على تركيا، وإعادة التفكير في استمرارها في حلف "الناتو"، فضلا عن تعليق المفاوضات حول انضمامها للاتحاد الأوروبي.

 

 

إلى مقتطفات من المقال..

 

على مدى سنوات أخبرنا سياسيون ودبلوماسيون وأكاديميون وإعلاميون- إسرائيليون وأوروبيون وأمريكان أن رجب طيب أردوغان ليس مجرد ديمقراطي كبير، بل أنه وحزبه “العدالة والتنمية” هما الدليل القاطع على إمكانية الدمج بين الإسلام والديمقراطية.

 

قدمت تلك العناصر أرودغان وحزبه كـ"مسلمين معتدلين" و"إصلاحيين"، واستمروا في ذلك حتى عندما تعمقت العلاقات الأيدولوجية لأردوغان مع جماعة "الإخوان المسلمين"، وعندما اتضح للجميع أن أردوغان يستغل فكرة الديمقراطية لتصفية خصومه ومعارضيه السياسيين، وتقليص الحريات في تركيا بشكل كبير، وخصي الديمقراطية، وصولا إلى دفنها رسميا في الاستفتاء الذي جرى الأحد الماضي على تغيير الدستور وتنصيب نظام رئاسي.

 

 

16 أبريل 2017، اليوم الذي صوتت فيه وفقا للمعطيات الرسمية أغلبية ضئيلة من الأتراك على تحول أردوغان إلى رئيس بقوة مطلقة، يتوقع أن يسجل في صفحات التاريخ كيوم وفاة نظريات اليسار الليبرالي في كل ما يتعلق بـ"شرق أوسط جديد" أو "شرق أوسط آخر".

 

 

الربط بين الإسلام الأرثوذوكسي والديمقراطية بمفهومها الغربي اتضح أنه خيال منفصل عن الواقع، تماما كالقول إن "الاحتلال الإسرائيلي "والمستوطنات" هما "العائق الرئيسي للسلام بين العالم العربي وإسرائيل".

 

ليست مصادفة أن هناك الكثير من نقاط الربط بين قائمة المدافعين بحماسة عن أردوغان، في إسرائيل والغرب، وبين قائمة من يطالبون إسرائيل باتخاذ مبادرات انتحارية وتنازلات عن الأرض لأجل تسويات مع أنظمة ديكتاتورية عربية وإسلامية. ذلك الأعمى الذي يرى في أردوغان ممثلا للإسلام العقلاني، والمنفتح، لا يمكنه ألا يرى في إسرائيل المسئولة الوحيدة عن كل معاناة وأزمات المنطقة التي تتواجد بها.

 

 

موقف أردوغان من إسرائيل كان يجب أن يشكل جرس إنذار للأوربيين. شكلت إسرائيل مرحلة اختبار مهمة في طريق حاكم تركيا نحو تنفيذ سياسات "استخدم وارم". فكلما كان بحاجة لمساعدة إسرائيل ومؤيديها في واشنطن لتعزيز صورته كـ"مسلم معتدل وديمقراطي"، كلما أبدى تجاه تل أبيب انفتاحا غير مسبوق. وبعد أن حقق هدفه في تحسين صورته وعندما رأى في حرب لبنان الثانية إسرائيل تفقد مكانتها كقوة إقليمية، غير تعامله وبدأ في تطوير عداء رهيب تجاه إسرائيل.

 

 

زعم مقربو أردوغان أن هذا التغير نجم عن خيبة أمل شخصية لأردوغان من رئيس الحكومة السابق إيهود أولمرت، مع فشل مساعيه للوساطة بين إسرائيل وسوريا، وعدم إخطاره بنية إسرائيل شن عملية "الرصاص المصبوب".

 

 

لكن هذه الصيغة مماثلة لاتهام الاتحاد الأوروبي بخلق وضع لم يترك بديلا أمام أردوغان سوى تحويل تركيا لديمقراطية شمولية. المواجهة مع إسرائيل التي لم تصل ذروتها بعد، كان مخطط لها من البداية.

 

 

كيف يمكن لأوروبا الرد على إنهاء عصر الديمقراطية البرلمانية في تركيا؟ أولا، على أوروبا أن تستوضح جيدا الطرق التي يمكن لتركيا أن تضرها من خلالها، والعمل بشكل مدروس على تقليص الأضرار. ثانيا على أوروبا البدء في فرض عقوبات سياسية كبيرة على النظام في تركيا، وعقوبات اقتصادية تدريجية، وأولا وقبل كل شيء تعليق المفاوضات حول انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي.

 

 

إذا كان الاتحاد الأوربي ينوي تعزيز القيم الديمقراطية والليبرالية في تركيا التي لم تعد منذ وقت طويل دولة ديمقراطية، عليه أن يظهر جديته. ثالثا. يجب التفكير بصوت مرتفع حول إمكانية عدم الإبقاء على تركيا كعضو في الناتو.

 

 

جربت أوروبا ما يحدث عندما يتم استغلال الديمقراطية لصناعة ديكتاتورية، ولا يمكنها أن تغض الطرف عما يحدث في تركيا. المواجهة مع "السطان من أنقرة" غير مستبعد. كثير جدا من الأتراك يتمنون حدوث ذلك، في يوم من الأيام، وإعادة بلدهم للمسار الصحيح.

 

الخبر من المصدر..

 

مقالات متعلقة