بدعوة رسمية يلتقي عمار الحكيم، رئيس التحالف الوطني العراقي بالرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال زيارته لمصر التي بدأت أمس الإثنين ولم تعلن عن مدة محددة لها، مما أثار تساؤلات حول طبيعة الزيارة وعلاقاتها بالتأزم الذي أصاب العلاقات المصرية السعودية في الفترة الأخيرة.
في تصريحات صحفية سابقة أوضح السفير حبيب الصدر سفير العراق لدى القاهرة، أن عمار الحكيم يزور القاهرة تلبية لدعوة رسمية، وسيلتقى والوفد المرافق له مع الرئيس السيسي ورئيسي مجلسي الوزراء شريف إسماعيل، والنواب على عبد العال".
وتأتي زيارة رئيس أكبر كتلة شيعية في البرلمان العراقي لمصر، في ظل الفتور الذي تشهده العلاقات المصرية السعودية، على خلفية أزمة جزيرتي " تيران وصنافير"، وإتجاه مصر للعراق؛ لإمدادها بمليون برميل من النفط شهريا، بدأت في مارس الماضي، وذلك عقب قطع شركة " أرامكوا السعودية" إمدادتها لمصر في أكتوبر 2016 قبل استئنافها مرة أخرى في مارس الماضي.
خبراء استبعدوا أن يكون لهذه الزيارة صلة بالعلاقات المصرية السعودية، وأنها تأتي في إطار انفتاح مصر على الجميع، معددين بعض ملفات التعاون التي سيتم مناقشتها خلال اللقاء .
ويرى الكاتب العراقي على العتبي، أن الزيارة لمصر ترتكز على 4 محاور رئيسية ليس للسعودية نصيب منها، وفي مقدمتها الجانب العسكري، خاصة بعد التفجيرات التي استهدفت الكنائس المصرية مؤخرا، واتجاه تنظيم " داعش" لمصر والأردن بعد الهزيمة التي لحقت به في سوريا والعراق.
وأشار العتبي، في مقال له بوكالة نون الخبرية العراقية، إلى أن الجانب الديني سيكون متواجد، من خلال الحديث عن ضرورة وجود موقف أكثر صرامة للأزهر تجاه الإرهاب، وأن هذا الأمر سيتم مع شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب.
أما الجانب الاقتصادي، فسيتمثل في دعوة عدد من الشركات المصرية للاستثمار في العراق، وتفعيل الاتفاقيات التجارية بين البلدين، وربما زيادة في صادرات النفط، عبر أنبوب ضخ النفط لمصر.
وكان الجانب الأخير بحسب - العتبي- هو الجانب السياسي ، حيث يرى أن الزيارة تعبّر عن موقف داعم للحكومة المصرية في مواجهة الإرهاب، كما أنها ستتركز على القضية السورية وحلها سلمياً، فالموقف المصري قد أعلن عنه مراراً، انه لا حلّ في سوريا غير الحلّ السلمي.
من جانبه قال السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن زيارة " الحكيم" لمصر تمثل أهمية كبيرة؛ لأنه ينتمي لأسرة لها باع كبير في تاريخ العراق المعاصر، لافتا إلى أن دعوة الرئيس السيسي له رسالة بانفتاح الدولة المصرية على الجميع، وليس نكاية في أحد.
وأضاف هريدي، لـ" مصر العربية"، أن القضاء على تنظيم داعش ومكافحة الإرهاب، سيكون أحد المجالات الرئيسية للتعاون المصري العراقي ؛ لأن انتصار العراق على الإرهاب سيكون في صالح مصر.
وتابع: العلاقات المصرية السعودية لن تتأزم نتيجة لهذه الزيارة؛ لأن السياسة الخارجية المصرية لا تقوم على انحيازات دينية أو طائفية، كما أن مصر منفتحة على الجميع ولا تقصر على علاقاتها على فئة معينة؛ لذلك على الجميع تفهم ذلك.
السفير معصوم مرزوق، مساعد وزير الخارجية الأسبق من جهته ، تمنى، ألا يكون التوجه السياسي المصري خلف دعوة" الحكيم" لزيارة القاهرة ، هو النكاية في السعودية بعد الفتور الذي أصاب علاقاتها بمصر خلال الفترة الأخيرة.
.
وأضاف مرزوق، لـ" مصر العربية"، أن من حق مصر تنويع علاقاتها الخارجية ، والبحث عن دور أوسع لها في المنطقة من خلال، محاولة التوصل؛ لتهدئة الأوضاع في العراق من خلال تقريب وجهات النظر بين الفصائل المختلفة هناك.
وتابع: الزيارة واللقاء هدفه إعادة العلاقات المصرية العراقية إلى طبيعتها التي كانت مزدهرة من قبل.
ومن جانبه قال الدكتور عبدالمنعم سعيد، رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية السابق ، إن التنسيق الخاص بمحاربة " داعش"، سيكون من أهم بنود التقارب العراقي المصري، إضافة لوجود تعاون اقتصادي ونفطي.
وأشار سعيد، لـ" مصر العربية"، إلى أن التقارب مع العراق لن يثير أزمة بين مصر والسعودية، خاصة أن المملكة قيادة الممكلة باتت تدرك أن هناك احتياج لدى جميع الدول العربية لبعضها، وضرورة تنحية المذاهب الطائفية جانبا، متابعا أن هذا هو مالا أدركته السعودية مؤخرا، بمحاولاتها لتدفئة العلاقات مع العراق من خلال زيارة وزير خارجيتها عادل الجبير لها مؤخرا.
وتابع: السعودية أصبحت ترى أن إهمال العراق جعلها دولة طيعة لإيران، مستبعدا أن تكون دعوة السيسي لـ” الحكيم” نكاية في السعودية.