قالت مصر، اليوم الثلاثاء، إنها تسلمت نسخة من مبادرة عمار الحكيم، رئيس التحالف الوطني العراقي (أكبر كتلة برلمانية شيعية)، بشأن التسوية السياسية في العراق.
ولم تبد القاهرة موقفا صريحا من المبادرة واكتفت بالإعراب عن دعمها لكافة جهود تحقيق المصالحة الوطنية.
جاء ذلك في بيانين للخارجية والرئاسة المصريتين، عقب لقاءين في القاهرة، جمع أحدهما وزير الخارجية المصري، سامح شكري، مع الحكيم، بينما ضم الآخر الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، والحكيم، الذي بدأ أمس زيارة لمصر غير محددة المدة.
وأوضحت الخارجية المصرية أن الحكيم سلّم شكري "نسخة من مبادرته حول التسوية السياسية في العراق"، وأطلعه على "تقييم شامل للأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية في العراق".
وفي أواخر العام الماضي، تبنى التحالف الوطني العراقي طرح مبادرة ضمن مشروع "التسوية السياسية"، بهدف تصفير الأزمات الداخلية والخارجية، وتهيئة العراق لمرحلة ما بعد طرد تنظيم "داعش".
وقد أعلنت إيران تأييدها لهذه المبادرة، بعد أيام من زيارة الحكيم لطهران عقب زيارة للأردن.
ولا تزال القوى السياسية الشيعية والسنية تبحث تفاصيل المبادرة، التي أطلقت قبل نحو 5 أشهر، وتشدد عامة على أهمية مشاركة السنة والمكونات الأخرى في إدارة العراق وعدم تهميشهم، وإجراء إصلاحات في إدارة الحكم وتعديلات في شكل الحكومة، وتمرير حزمة مشروعات خدمية للمواطنين لإنعاش الوضع الاقتصادي.
فيما أعرب وزير الخارجية المصري، في البيان، عن "أمل مصر في أن يتم تجاوز الخلافات الراهنة بين القوى السياسية العراقية، بما يسهم في إعادة الأمن والاستقرار إلى العراق، ويحقق تطلعات الشعب العراقي الشقيق، فضلا عن استعادة العراق لدوره الوطني والعروبي، وممارسته بكل اقتدار".
ودون إبداء رأي صريح في المبادرة، أعربت الخارجية المصرية عن "مساندة مصر لكل جهد مخلص يستهدف تحقيق المصالحة الوطنية في العراق، ووقف نزيف الدماء بين أبناء الشعب العراقي، وتوحيد كل الجهود لمكافحة الإرهاب، وإعادة بناء الدولة، وعودة العراق إلى ممارسة دوره في الدفاع عن الأمن القومي العربي، بما يعزز الاستقرار والسلام في المنطقة".
وشددت على "الموقف المصري الداعم لوحدة العراق وسيادته على كامل أراضيه".
وأوضحت الخارجية المصرية أن زيارة الحكيم تأتي "في إطار تواصل مصر مع مختلف أطياف الشعب العراقي والقوى السياسية على الساحة العراقية، والداعم لكل جهد يستهدف تحقيق المصالحة الوطنية في العراق".
بدوره، أعرب الرئيس المصري، في لقاء مع الحكيم بمقر الرئاسة المصرية، عن "ضرورة تكاتف كافة طوائف المجتمع العراقى لتحقيق مصالحة وطنية تساهم في تعزيز وحدة النسيج الوطني وقطع الطريق على محاولات بث الفرقة"، وفق بيان للرئاسة المصرية.
وأضاف السيسي أن هدف القاهرة هو "دعم كافة الجهود العراقية الرامية إلى تحقيق مصالحة وطنية حقيقية تعزز من جهود التنمية والاستقرار".
واستعرض الحكيم مع السيسي، بحسب البيان المصري، "الجهود الجارية لتحقيق مصالحة وطنية بين مختلف أطياف الشعب العراقى"، وفق البيان ذاته.
وتأتي زيارة الحكيم، زعيم المجلس الأعلى الإسلامي، لمصر، ضمن جولة عربية يزور خلالها أيضا عددا من دول المغرب العربي، وفق سفير العراق في القاهرة، حبيب الصدر.
ومنذ سبتمبر 2009، يتزعم الحكيم المجلس الأعلى الإسلامي، وهو أكبر تنظيم سياسي شيعي في العراق، حيث جرى انتخابه خلفا لوالده عبد العزيز الحكيم، الذي توفي في الشهر نفسه.