"قصة نادٍ تأهل من الدوري الإنجليزي من درجته الأدنى إلى الدرجة الأعلى، هي قصة معروفة مع وجود نماذج مثل هال سيتي وسوانزي سيتي وبورنموث، ولكن من بين هؤلاء كانت قصة برايتون هوف آند ألبيون عالقة في الأذهان، إذ تأهلوا للبريميرليج أمس الإثنين عقب الانتصار على ويجان".
هكذا استهلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" تقريرها عن تأهل برايتون لأول مرة منذ 34 عاما، وهو التقرير الذي تحدثت فيه مع محللين ولاعبين ومدرب الفريق كريس هوتون، عن قصة تأهل نادٍ كان يعاني قبل 20 عامًا.
"ستاد مصر العربية" يستعرض التقرير في السطور الآتية.
تحقيق الأحلام
الأمر تطلب حتى آخر يوم من موسم 1996-97 حتى يتمكن برايتون من تنفس الصعداء، عقب تعادله مع هيرفورد، والذي ضمن بقائه في دوري الدرجة الثالثة (الدرجة الرابعة بعد تطبيق نظام البريميرليج عام 1992).
ورغم النتيجة إلا أن مالك النادي قرر بيع ملعبه "أولد جولد ستون" تاركا فريقه يلعب على ستاد "جيلنجهام بريستفيلد" مؤقتا لمدة موسمين، قبل أن ينتقل إلى ملعب "ويزدين"، والذي لم يكن مكانا معتادا لممارسة كرة القدم، قبل أن ينتقلوا إلى ملعبهم الحالي "أميكس ستاديوم" في 2011، تحت قيادة المالك الحالي توني بلوم.
"ما حدث يوم الإثنين كان التحقيق العاطفي لأحلام العديد من الناس"، هكذا قال مارك كليمت، محلل "بي بي سي" عن تأهل الفريق.
ويضيف: "الاسم الذي لا أتوقف عن التفكير فيه هو ديك نايت - مالك النادي السابق - والذي لم يترك النادي على مشارف الهبوط فقط وإنما ولكنه فقد ملعبه كذلك بعدها، الجماهير لم تسامحه أبدا".
إرادة حديدية
برايتون كان على وشك إكمال رحلته من القاع إلى قمة الممتاز قبل 12 شهرا، ولكن تعادلهم مع ميدلزبره 1-1 كان يعني أنهم فقدوا الفرصة بفارق الأهداف.
تلاها إخفاق آخر بالهزيمة من شيفيلد وينزداي 3-1 في نصف نهائي مرحلة الـ"play-off" ، الأمر كان محبطا للغاية بالنسبة للجماهير التي عانت نفس المعاناة 2013 و2014.
يقول المدرب هوتون: "أنا فخور للغاية بالطريقة التي عدنا بها، ولكن لا توجد أي مفاجأة، لدينا مجموعة من اللاعبين كانوا قادرين على فعلها، وليس لمرة واحدة فقط إنما مرة أخرى كذلك".
ويوضح: "كانوا جيدين طوال الموسم، عادوا مرة أخرى من أجل التأهل وأظهروا إرادة حقيقية ورغبة في الفوز بكل المباريات بقدر المستطاع".
يؤكد قائد الفريق برونو على حديث مدربه: "قضيت 5 مواسم مع الفريق وقد كان الأمر صعبا للغاية، لأننا كنا قريبين من التأهل في 3 مواسم، خاصة في الموسم الماضي، كنا قريبين للغاية، ولكن هذا الموسم كنا رائعين".
تأثير هوتون
هوتون ليس غريبا على أجواء البريميرليج، فقد قاد نيوكاسل للتأهل للـ"تشامبيون شيب" عام 2010، واحتلال نورويتش سيتي للمركز الـ11 بالبريميرليج موسم 2012-13.
مدافع أيرلندا السابق قاد برايتون لعروض دفاعية رائعة منذ توليه المهمة في 2014، إذ حافظ على نظافة شباكه في 47 مباراة من أصل 111 مباراة خاضها.
المحلل مارك لاورينسون، زميل هوتون السابق، أشاد بالعمل الذي قدمه زميله، إذ قال: "حينما تنظر لمسيرة هوتون، فأنت ترى النجاح حيثما وضع قدمه، هو شخص هادئ وهذا ما يجعل الناس تفترض أنه لطيف، هو يمتلك إرادة حديدية جعلته يُحدث التغيير أينما حل".
ورغم النجاح الذي يحققه هوتون فقد كانت أولى مهامه التدريبية عام 2009، حينما خلف ألان شيرار في نيوكاسل.
ويضيف لاورينسون: "أظن العديد من الناس، ولفترة طويلة، قللوا من قدراته سواء كمساعد مدرب أو مدير فني، ولكنه حقق بطولة مع نيوكاسل وقاد بيرمنجهام لملحق التأهل، وكذلك برايتون".
ويتابع: "حتى وقت احتفال اللاعبين بالتأهل ولقب البطولة، لم يكن يحتفل معهم واكتفى بالوقوف على الخط، أعتقد أن نورويتش لم يوفقوا في قرارهم برحيله فقد كان يجب أن يبقى معهم لفترة طويلة".
"نحن فريق الأصدقاء"
في نوفمبر الماضي، توفي والد الجناح الفرنسي أنتوني كونكارت، مما دفع هوتون و10 لاعبين على الأقل للسفر إلى فرنسا من أجل تقديم دعمهم له في الجنازة.
واستجاب صاحب الـ25 عاما لهذا الدعم بالفعل، وساهم في 15 هدفا للفريق ليصبح في طريقه للتويج بجائزة أفضل لاعب.
يقول كونكارت عن هذه الواقعة: "كان هذا أفضل شيء رأيته في كرة القدم، أن تقطع كل هذه المسافة من أجل الجنازة، كان هذا يعني الكثير لي ولعائلتي، لن أنساه أبدا".
الفريق تعامل كذلك مع غياب مدافعه كونور جولدسن، الذي خضع لجراحة في القلب، بعد خضوعه لفحص روتيني اكتشفوا من خلاله وجود أحد العيوب، في ديسمبر الماضي.
ويحكي المدافع صاحب الـ24 عاما لـ"بي بي سي": "في الحقيقة كان هناك الكثير من المواقف التي جعلتنا أقرب إلى بعضنا البعض، رغم أننا كنا قريبين بالأساس، لذلك دائما سنتواجد دائما برفقة بعضنا البعض في أي موقف".
ويتم: "نحن فريق من الأصدقاء لذلك حققنا ما حققناه الآن".