ظنّ الراهب غريغوريوس أن صدى الرصاص المنبعث في فضاء "سانت كاترين"دوي رعد، حين وجه مسلحون أسلحتهم باتجاه أفراد كمين الشرطة المكلف بـ"تأمين الدير" مساء أمس الثلاثاء، لافتًا إلى أن نوبات رعدية تكررت بالمنطقة خلال اليومين الماضيين.
عقب الهجوم الإرهابي الذي أسفر عن مقتل فرد شرطة، وإصابة 4 آخرين، لم يكن رئيس الدير على علم بالحادث، لولا اتصال هاتفي من جهة أمنية طالبته باتخاذ تدابير احتياطية تحسبًا لتصاعد الهجوم.
ومضت الساعات التي تخللتها اتصالات هاتفية متكررة بـ"الرهبان" للإطمئنان على أحوالهم، عطفًا على مداخلات تليفزيونية للوقوف على حقيقة الموقف، متأرجحة بين الدهشة، والقلق، حيث لم يصدر تصريح واحد عن الدير يصف الهجوم بـ"الإرهابي"، رغم بيان لتنظيم داعش يلعن مسؤوليته عن الحادث.
في الدير الذي يقع بمدينة الطور –جنوب سيناء-، ويخضع لكنيسة الروم الأرثوذكس يقيم 35 راهبًا، ويوميًا يستقبل زواره من السائحين، نظير تضمينه عددًا من المعالم التي تستحق التأمل لوقت طويل.
غير أن تزامن الهجوم على الدير الهاديء، مع تفجيرين انتحاريين بكنيستي "مارجرجس طنطا، والمرقسية بالإسكندرية" يوم أحد الشعانين قبل الماضي، أحدث ارتباكًا، وتسبب في جدل بشأن الكنائس والأديرة لن يتوقف خلال الفترة المقبلة.
المتحدث باسم دير سانت كاترين لم يكن قلقًا نظير تضارب التصريحات الإعلامية بشأن الهجوم، لكنه في النهاية أعرب عن أمله في سلام البلاد، وشعبها، وزوال الإرهاب.
"غريغوريوس" كشف في حوار مختصر لـ"مصر العربية" عن الاحتياطات التي اتخذها الدير بعد الهجوم الإرهابي، وتواصل الرهبان مع بطريرك الروم الأرثوذكس، ورسالتهم للرأي العام، إلى جانب علاقتهم بأهالي منطقة الطور.
وإلى الحوار:-
-ماذا كان أول رد فعل للرهبان فور وقوع الهجوم على كمين تأمين الدير؟
أنا شخصيًا اعتقدت أنه شيء يشبه الرعد، وكان لدينا رعد منذ أيام، فحسبته كذلك.
-وكيف علمتم أنه إطلاق نار على كمين شرطة خارج الدير؟
..رئيس الدير علم من الجهات الأمنية، لاتخاذ تدابير احتياطية.
-تدابير احتياطية، مثل ماذا ؟
مثل غلق الأبواب كلها، وعدم السماح بدخول أحد مهما كان السبب، ومنع خروج الرهبان.
-هل تعرض هذا الكمين لهجوم قبل ذلك ؟
-لا..لم يتعرض لأي هجوم من قبل.
-والدير؟
..دير سانت كاترين لم يتعرض لأية أعمال إرهابية قبل ذلك، وهو آمن تمامًا طوال الوقت.
-إذن هل ترى رابطًا بين استهداف كمين تأمين الدير، وحادثي تفجيري كنيستي "مارجرجس طنطا، والمرقسية بالإسكندرية"؟
-بالطبع لا، ليس هناك أية علاقة بين تفجيري كنيستي مارجرجس والمرقسية، وماحدث في محيط دير سانت كاترين، وعلاقتنا طيبة مع أهالي المنطقة.
-هل توقف الدير عن استقبال زواره بعد التفجيرين الانتحاريين؟
-كلا..نستقبل زورانا يوميًا.
-بالطبع حدث تواصل مع بطريرك الروم الأرثوذكس فور وقوع الحادث، ماذا قال بالضبط ؟
..لم نتواصل معه بشكل مباشر، لكنه بالتأكيد تواصل مع المطران، وتلقينا اتصالات من كثيرين يطمئنون علينا، والبطريرك قال : (نحن كلنا معًا، ونريد أن تبقى مصر، وأن يحفظها الله من كل شر، ومعتد).
-هل تواصلتم مع المجندين الأربعة مصابي "الكمين" بعد استهدافهم ؟
..نعم..لأننا جميعًا في مركب واحدة.
-الدير يضم 35 راهبًا بشكل عام، لكن كم يستقبل سنويًا من طالبي الرهبنة، وماذا عن شروط الانضمام ؟
-35 راهبًا هو عدد الرهبان حاليًا، ونستقبل من يريد الانضمام في أي وقت من العام، فليس هناك موعدًا محددًا لاستقبال طالبي الرهبنة.
-ماذا عن الشروط؟
..الشروط تتلخص في توافر الدعوة الربانية إلى الرهبنة، وأن يكون الطالب على نفس مذهب الدير الرومي الأرثوذكسي.
-لماذا لم تحسم توصيف الهجوم على أنه إرهابي يستهدف الدير؟
..لأن هناك جهة بحث جنائي تحقق، ونحن ننتظر النتائج.
-بعد أن وضعتكم الأحداث على ساحة الرأي العام، ما هي رسالتكم التي تودون إبلاغها ؟
..أود أن أقول للمصريين جميعًا: حافظوا على مصر بكل ما أوتيتم، ولاتفرطوا فيها حتى لاتخسروا أنفسكم، ووطنكم، ولا تتركوا مكانًا للأحقاد، والطائفية، ولو في نفوسكم لأنها من عمل الشيطان، ولايصب سوى في مصلحته كعدو للخير.