أردوغان: تركيا ترحب بمواقف ترامب الحالية

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنّ بلاده ترحب بمواقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وإن من الممكن حل العديد من القضايا العالقة عبر تعزيز التعاون بين الجانبين على اعتبار أنّهما حليفين استراتيجيين في الناتو.

 

وجاءت تصريحات أردوغان هذه في مقابلة مع شبكة "سي إن إن إنترناشيونال" الأمريكية، فجر اليوم الاربعاء، وأوضح فيها أنّ الاتصال الهاتفي الذي تلقاه من نظيره الأمريكي عقب صدور نتائج الاستفتاء في تركيا، كان مثمراً وبناءً.

 

وأضاف أردوغان أنّه اتفق مع ترامب على ضرورة عقد لقاء ثنائي في أقرب وقت ممكن للتباحث حول العديد من المسائل الاقليمية والثنائية.

 

وفي هذا السياق قال أردوغان: "اتفقنا على عقد لقاء ثنائي وجهاً لوجه في أقرب وقت ممكن، وأبلغني ترامب أنه سيصدر تعليماته في هذا الخصوص لمسؤولي البيت الأبيض كي يحضّروا لهذا اللقاء، وأنا بدوري سأقوم بما يلزم".

 

كما صرّح أردوغان أنّ الاتصال الهاتفي الذي جرى بينهما الاثنين الفائت، كان وسيلة للتباحث حول الأزمة السورية والسبل الكفيلة لحلها.

 

وتابع أردوغان قائلاً: "أبلغت الرئيس ترامب بأنّ علينا عدم التأخر أكثر وعقد لقاء ثنائي للتباحث حول الأزمة السورية ولنطور العلاقات الثنائية القائمة بيننا، وأعتقد بأنّ هذا اللقاء سيتم في وقت قريب".

 

وعن مكافحة تنظيم داعش الإرهابي والحملة المزمعة على محافظة الرقة السورية (معقل التنظيم)، قال أردوغان: "ترامب أبلغني بأنه من غير الممكن التغلب على داعش عبر تنظيم إرهابي آخر، ووزير الخارجية الامريكي ورئيس جهاز استخباراتهم، أكّدوا خلال زيارتهما إلى أنقرة مؤخراً، بأنّ التحالف والدولي وتركيا يستطيعان إنهاء وجود داعش بكل سهولة".

 

وتعليقاً على نتائج الاستفتاء على التعديلات الدستورية الذي جرى الأحد الماضي، شبّه أردوغان نتيجة الاستفتاء بنتيجة مباراة لكرة القدم، قائلاً في هذا الخصوص: "إنّ ربحت المباراة بنتيجة هدف مقابل لا شيء، فإنك ستكسب ثلاثة نقاط، وإن ربحت المباراة بنتيجة 5 أهداف مقابل لا شيء، فإنك أيضاً ستنال 3 نقاط، المهم أن تربح المباراة".

 

وعن الانتقادات التي يوجهها المراقبون الدوليون لنتائج الاستفتاء، قال أردوغان: "الغرب أراد أن يتآمر على تركيا، لكن هذه المؤامرة فشلت وهذا واضح للعيان، والآن لا يستطيعون تقبّل نتيجة الاستفتاء".

 

ونفى أردوغان أنّ يؤدي فوز الجناح المؤيد للتعديلات الدستورية في استفتاء الأحد الماضي، إلى نوع من الاستقطاب في الداخل التركي.

 

وتطرق أردوغان خلال حديثه إلى العلاقات التركية الأوروبية ومستقبل محادثات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي.

 

وقال أردوغان في هذا الخصوص: "رغم أننا حققنا كافة شروط الانضمام، إلّا أنّ الاتحاد الأوروبي ماطل في هذه المحادثات مدة 54 سنة، وفي الآونة الأخيرة لم تلتزم دول الاتحاد بتعهداتها تجاهنا، فقد استقبلنا 3 ملايين لاجئ سوري، ووعدونا بدفع 3 مليار يورو لمساعدة اللاجئين السوريين المقيمين داخل أراضينا، غير أنهم تقاعسوا في الوفاء بوعودهم".

 

وأردف أردوغان قائلاً: "كما تعهد الاتحاد الأوروبي برفع تأشيرة الدخول عن المواطنين الأتراك الراغبين في زيارة منطقة شنغن الاوروبية، وأخلفوا بهذا الوعد أيضاً، وتركيا بإمكانها وضع حد لمحادثات الانضمام إلى الاتحاد الاوروبي عبر مناقشة الأمر في البرلمان ومن ثمّ إجراء استفتاء بهذا الخصوص".

 

وردا على أحد الأسئلة قال أردوغان إنه لم يصف أي من زعماء أوروبا بكونهم "فلولا للنازية" وإنما قال إن "النظام نازي"، مؤكدا على ضرورة عدم خلط الأمرين ببعضهما. 

 

واعتبر أردوغان أنه من الخطأ في الوقت الحالي مقارنة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بزعماء أوروبا، "لأننا لم نبدأ بعد العمل مع ترامب، سنبدأ الآن العمل معه، ما نهتم به حاليا هو إلى أي مدى يمكن المضي قدما في علاقتنا مع ترامب، وإلى أي مدى يمكننا القيام بعمل ناجح معا".

 

واستطرد قائلا "نحن والولايات المتحدة حليفان استراتيجيان، إلا أننا لم ننجح مع الأسف في ذلك مع (الرئيس الأمريكي السابق باراك) أوباما، ولكن حاليا نحن سعداء من أسلوب ترامب".

 

وأعرب أردوغان عن اعتقاده أن الولايات المتحدة وتركيا يمكنهما النجاح في تحقيق الكثير باعتبارهما حليفين استراتيجين وعضوين في حلف شمال الأطلسي (الناتو).

 

ولدى سؤاله عما إذا كان المدير السابق للمخابرات المركزية الأمريكية جون برينان، وأعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي يقفون وراء المحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها تركيا في 15 يوليو الماضي، قال أردوغان إن تلك الأمور تمت مناقشتها مع ترامب ومع المسؤولين الأمريكيين المعنيين، مضيفا أنه سيبحثها بشكل تفصيلي خلال زيارته المقبلة للولايات المتحدة.

 

وأكد أردوغان أنه سيطالب خلال الزيارة بتسليم فتح الله كولن إلى تركيا، مضيفا: "حاليا توجد أدلة ووثائق مؤكدة، على أن (غولن) هو الفاعل الأول في المحاولة الانقلابيةّ".

 

وتابع أردوغان أنه خلال العملية القضائية سيظهر من كان العقل المدبر للمحاولة الانقلابية.

 

وردا على سؤال عما إذا كان النظام الرئاسي الذي تمت الموافقة عليه في الاستفتاء على التعديلات الدستورية الذي شهدته تركيا يوم الأحد الماضي، هو نظام "جيد فقط لرجل واحد وهو رجب طيب أردوغان"، قال الرئيس التركي إنه كرر مرات عديدة أن النظام الرئاسي ليس نظاما خاصا بطيب أردوغان، وأنه لا يمكن إعداد نظام كهذا من أجل شخص "فانٍ" يمكن أن يموت في أي لحظة.

 

وانتقد أردوغان من يصفونه بــ "الرجل الواحد" قائلا "مؤسس جمهوريتنا مصطفى كمال كان رئيس الحزب وفي نفس الوقت رئيس الجمهورية، ومن بعده كان (عصمت) إينونو أيضا رئيس الحزب ورئيس الجمهورية. إن زعيم المعارضة الذي يستخدم هذه العبارة لوصفي، لا يعرف تاريخ حزبه".

 

وأكد أردوغان أن الهدف من النظام الرئاسي هو القضاء على وجود "رأسين" للسلطة ممثلين في رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية، بحيث تدار الدولة من قبل رئيس الجمهورية فقط، وهو ما سيجعل منها دولة أقوى.

 

وعن الانتقادات التي تقول إن النظام الرئاسي سيفضي إلى الديكتاتورية، قال أردوغان إن هناك من وصفوه بالديكتاتورية خلال السنوات الـ 14 ماضية، رغم إنه لم يكن هناك نظام رئاسي خلالها.

 

وأكد أن القول بأن الصناديق الانتخابية يمكن أن تسفر عن ديكتاتور هو "إهانة كبيرة للمواطنين الذين عبروا عن رأيهم عبر الصناديق".

مقالات متعلقة