بعد توقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة عن العمل، يعيش أهالي القطاع في "ظلام" دامس، يزيد من معاناتهم المستمرة والممتدة جراء الحصار المفروض.
وتوقفت محطة الكهرباء والتي كانت تمد القطاع بـ 60 ميجاوات، بعد نفاذ الوقود، جراء انتهاء المنحة القطرية للسلطة الفلسطينية، والتي تفرض الضرائب على الوقود. وأعلنت سلطة الطاقة في غزة، وقف محطة توليد الكهرباء، لعدم قدرتها على شراء الوقود، نتيجة لفرض السلطة الفلسطينية ما يطلق عليه "ضريبة البلو ".
ويصل معدل الضريبة على اللتر الواحد، نحو 75% من سعره حيث تشتري هيئة البترول التابعة للسلطة الفلسطينية هذا الوقود، بنحو "شيكل" ما يعادل " 25 " سنتاً وتبيعه لسلطة الطاقة في غزة بدولار وخمسة وعشرين سنتاً.
وبسبب الأزمة، وصلت نسبة العجز نحو 75% ، وباتت الكهرباء تصل في اليوم الواحد فقط 6 ساعات، ما تسبب في مشاكل إنسانية حادة خاصة للمرضى، والمستشفيات، والمنشآت الاقتصادية، والخدمية.
أزمة الكهرباء هذه المرة تعمقت أكثر، مع إعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس باتخاذ مزيد من الخطوات العقابية ضد غزة، بسبب المناكفات السياسية مع حركة حماس، ورفض حكومة الحمدالله إعفاء الوقود المورد لمحطة الكهرباء من الوقود. وقبيل الأزمة الحالية، كانت ساعات الوصل ثماني ساعات في اليوم الواحد.
" مصر العربية " ترصد معاناة الغزيين، وردود أفعالهم تجاه ضغوط الرئيس محمود عباس.
لا نستحق الظلام
الناشط الشبابي مهنا شبات، قال في رسالة لمسئولي فلسطين: "غزة لا تستحق الظلام، بل النور". وأضاف لـ "مصر العربية" أن أزمة الكهرباء الطاحنة، يتحملها جميع المسئولين بداية من الرئيس عباس وحتى الحكومة وسلطة الطاقة في غزة، وكذلك حركة حماس. من جانبه قال مازن الخالدي من سكان القطاع: نناشد الرئيس محمود عباس، لحل مشكلة الكهرباء، فالوضع في غزة صعب جدًا خصوصا في الصحة ، والخدمات الإنسانية التي تعتمد على الكهرباء".
في حين طالب قصي حسان الشاب الرئيس عباس تجنيب غزة الخلافات السياسية، وعدم الدفع بالمواطن لتحمل فاتورة النزاع، مطالبا بضرورة إنهاء أزمة الكهرباء فورا.
وأضاف لـ "مصر العربية" أن غزة تعاني من الحصار، ومرت بثلاثة حروب، وتواجه ضغوط كثيرة تكفيها، ويجب الوقوف بجانبها لحل الأزمات.
التنكيل بالقطاع"ألست جزءًا من الوطن".. بهذه الكلمات تساءل الغزاوي تامر حبوب، عبر "مصر العربية" عن دوافع الرئيس محمود عباس من التنكيل بأهالي القطاع.
ومضى قائلا: على السلطة الفلسطينية، توفير وقود لتشغيل المحطة وإعفائها من الضرائب من أجل تسهيل عملها، وتخفيف المعاناة التي يعانيها أهالي مدينة المقاومة والصمود، محملا الرئيس عباس ما آلت إليه الأمور.
ويعتمد قطاع غزة ، في الحصول على الكهرباء من إسرائيل ومصر ومحطة توليد الكهرباء في غزة ، وتزود إسرائيل غزة بنحو 120 ميجاوات وترفض زيادة الكمية، في حين تزود مصر القطاع بـ 20 ميجاوات عبر مدينة رفح، والتي تصاب الخطوط فيها بمشكلات فنية بشكل مستمر ، أما محطة توليد الكهرباء فتنتج في أحسن أحوالها 60 ميجاوات.
ويحتاج القطاع لأكثر من 420 ميجاوات، والمتوفر حالياً فقط 140 بعجز يقدر 300 ميجا.
ويشهد قطاع غزة أزمة كهرباء ، منذ عام 2006، بعد تدمير إسرائيل لمحطة الكهرباء، وعرقلة الخلافات السياسية بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس العديد من المشاريع لحل أزمة الكهرباء في غزة.