بعد الضربة الأمريكية للأسد.. هل تكون «جنيف 6» آخر المفاوضات؟

جولة من مفاوضات جنيف حول سوريا

جولة تلو الأخرى أجريت في العاصمة السويسرية جنيف بحثا عن حل سياسي للأزمة السورية لا تأتي، وباتت جولات المفاوضات مجرد أرقام تتزايد خاصة أنها لم تحرز أي تقدم أو تقربا في وجهات النظر، إلا أن عودة النبرة الأمريكية بضرورة رحيل بشار الأسد، قبيل الضربة الأمريكية رفع سقف التوقعات بأن تكون مفاوضات جنيف 6 أكثر جدية وحسما في الوصول لحل سياسي.

 

ورغم ارتفاع سقف التوقعات عقب التحول الأمريكي إلا أن جدية المفاوضات تظل مقترنة بالتفاهم الروسي الأمريكي ولن تنتهي جولات المفاوضات في جنيف إلا إن كان هناك جدية وفي ظل التوتر والتصعيد بينهما، تزداد المخاوف من تعثر الجولة الجديدة، بحسب بعض السياسيين السوريين.

 

التحول الأمريكي ظهر بعد ارتكاب طيران النظام السوري مجزرة خان شيخون مستخدما غاز السارين مخلفا ما أدى إلى وقوع 100 قتيل ثلثهم من الأطفال، ونحو 400 مصاب، وكان يبدو من البداية أن إدارة دونالد ترامب تريد الانقلاب على سياسة إدارة باراك أوباما التي تركت الأمور في سوريا للروس.

 

الخلاف الأمريكي الروسي اندلع  بعدما فشل مجلس الأمن بسبب الرفض الروسي في تمرير المشروع الأمريكي الفرنسي البريطاني بإدانة نظام الأسد ومحاسبته على المجزرة، وحينها أعلنت مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة حق الدول في التحرك منفردة في حال فشل المجلس الأمن في اتخاذ خطوات.

 

تحذير وغضب  

وبالفعل تحركت واشنطن منفردة بقصف قاعدة الشعيرات بـ59 صاروخ توماهوك وهي القاعدة التي انطلق منها طيران الأسد ليرتكب المجزرة، وقد بلغت واشنطن موسكو بالهجوم قبل ساعة واحدة بحسب ما كشف عسكريون أمريكيون لـ" سي إن إن" فالقاعدة التي استهدفتها أمريكا كان بها عناصر روس.

 

وعلى خلفية هذا الهجوم نوه رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف إلى أن الهجوم كاد أن يؤدي إلى "اشتباك عسكري" بين روسيا وأمريكا، معتبرا أنه ينتهك القوانين وأيضا القوانين الأمريكية.

 

دور الأسد  

من جانب آخر أعلنت أمريكا أكثر من مرة أن الأسد لن يكون له دور في المستقبل كما جاء على لسان وزير خارجيتها ريكس تيلرسون، بل أنه حث روسيا على تخليه عنه، وهو ما قد يعطي انطباعا مختلفا عن جولة المفاوضات المقبلة.

 

كما لرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصف بشار الأسد بـ"الحيوان"، ومحملا روسيا المسؤولية عن المشاكل في سوريا، قائلا:" "لو أن روسيا لم تساند هذا الحيوان  لما كانت هناك مشاكل."

 

ومن المتوقع أن تجري الجولة السادسة من المفاوضات عقب الجولة الرابعة من مباحثات الأستانة حول وقف الأعمال العدائية في سوريا.

 

لا جدية  دون ضغوط  

فراس الخالدي المشارك في مفاوضات جنيف عن المعارضة السورية رأى أنه لا يمكن أن يكون هناك جديه دون وجود اتفاق وضغط دولي لتفعيل المفاوضات وقبول النظام الانخراط بجدية في المفاوضات.

 

وأكمل حديثه لـ"مصر العربية" أن الرسالة الأمريكية كانت واضحة للجميع وهو أن هناك خيارين فقط إما الحل السياسي أو العمل العسكري الأحادي.

 

النظام وإيران  

ونوه إلى أن ما يعيق المفاوضات في رأيه حتى الآن تفهم باقي الأطراف لخطورة الوضع وأهمية تفعيل الحل السياسي خصوصا أن اي الحل في سوريا لا يناسب المنظومة الحاكمة ولا يناسب إيران فهم يعرفون جيدا أنهم لن يكونوا جزءا من مستقبل سوريا.

 

وفيما يتعلق بموعد جنيف 6 كشف المعارض السوري أن هناك أنباء بأن المفاوضات  ستجرى في منتصف شهر مايو.

 

وعن احتمالية مشاركة المعارضة العسكرية في مباحثات الأستانة 4 أو مقاطعتها كسابقتها قال فراس إن المعارضة العسكرية تنتظر جديه في وقف الأعمال العدائية قبل انعقاد مباحثات  الأستانة 4 حتى تشارك.

 

جهاد مقدسي رئيس منصة القاهرة في مفاوضات جنيف  قال إنهم يتمنون  استئناف المفاوضات في القريب العاجل  ولكن الأجواء السياسية والتطورات الأخيرة لا توحي بأي تقدم في هذا الملف.

 

 ورأى في تصريحات لـ"مصر العربية" أن التوتر الأمريكي الروسي  أمر معيق عن أي تقدم محتمل.

 

ولفت إلى أن الجميع ينتظر الاجتماعات التشاورية المرتقبة  في جنيف  بين الروس  والأمريكيين بحضور الأمم المتحدة للتنبؤ بملامح المفاوضات المقبلة.

 

جولات سابقة  

ولم يكن هناك جدوى لأي جولة من جنيف سوى الأولى يونيو 2012 التي خرج عنها بيان ومن ثم قرار من مجلس الأمن 2218 الذي حدد مسار الحل في سوريا بتشكيل هيئة حكم انتقالية تتسلم السلطة بالكامل حتى إجراء انتخابات رئاسية جديدة وصياغة دستور جديد، إلا أن هذا البند لم يفعل فأصبحت هي والعدم سواء.

 

وأما جنيف 2 التي كانت يناير 2014 فأعلن الأخضر الإبراهيمي المبعوث الأممي لسوريا حينها فشلها، لأن النظام رفض مناقشة بند تشكيل هيئة حكم انتقالية وكان هو البند الأساسي للمفاوضات، وكذلك فشلت جنيف 3 في فبراير 2016 بسبب انسحاب المعارضة على خلفية قصف مدينة حلب المستمر وقتها.

 

ودون أن تثمر جنيف 4 عن شيء يذكر أُعلن تنظيم جولة جديدة من المفاوضات في المدينة السويسرية، وقبل أن يُعلَم الجدوى من جنيف 5 أطلق المبعوث الأممي لدى سوريا ستيفان دي ميستورا جولة سادسة.

مقالات متعلقة