أبو حامد: هذا تعليقي على بيان الأزهر.. والأمر يحتاج لوقفة حاسمة

النائب محمد أبو حامد

واصل النائب محمد أبو حامد، عضو المكتب السياسي لائتلاف "دعم مصر"، مساعيه الرامية لحشد تأييد أعضاء البرلمان لمشروعه لتعديل قانون الأزهر الشريف، والذي يقضي بتحديد مدة ولاية شيخ الأزهر بثمان سنوات تجدد لمرة واحدة، وجملة تعديلات أخرى، أبرزها إشراك مجمع البحوث الإسلامية مع هيئة كبار العلماء في اختيار شيخ الأزهر.

 

 

وعبر أبو حامد في تصريح لـ"مصر العربية" عن "انزعاجه الشديد من النصف الثاني لبيان هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، الصادر أمس".

 

 

وقال أبو حامد:"البيان تحدث عن الأصوات الداعية لتطوير  الأزهر واعتبرها أصوات تدليس وتزييف لوعي الناس بل وتخوين وقال إنها تسعى لتشويه مناهج الأزهر".

 

 

وأضاف أبو حامد:"الأمر يحتاج لوقفة حاسمة ﻷن الذين يدعون لتطوير مناهج الأزهر هم علماء الأزهر أنفسهم منذ سنوات طويلة، كما أن مؤسسات الدولة تنادي بذلك، واتهام مؤسسات الدولة بتلك التهم التي وردت في البيان أمر خطير".

 

 

وزاد:"البيان ساوى بين من ينتقد الأزهر ومن ينتقد الدين الإسلامي نفسه، وهذا أمر مزعج للغاية، ويحتاج، كما قلت، إلى وقفة حاسمة، كما أن البيان استشهد بمجموعة من الأسماء هاجمها الأزهر من قبل، بل وكاد أن يكفر بعضها، وأنا أدعو هيئة كبار العلماء لقراءة رأي الإمام محمد عبده حول مناهج الأزهر، ويقرأوا ما كتبه تحديدا حين قيل له كيف تنتقد الأزهر وقد تخرجت فيه ودرست مناهجه".

 

 

وتابع أبو حامد:"الإمام محمد عبده كان أول من نادى بتطوير مناهج الأزهر، وحين قيل له كيف تقول ذلك وقد تعلمت بالطرق التقليدية كان رده أنه لم يبلغ ما بلغ إلا حين طهر عقله، وكلام من هذا القبيل لا أستطيع ذكره".

 

 

وكانت هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف قد نشرت أمس، بيانا على موقع بوابة الأزهر على شبكة الإنترنت، بشأن اجتماعها في جلستها الدورية برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وجاء في نص البيان:

 

تتقدم هيئة كبار العلماء بخالص التعازي للإخوةِ الأعزَّاءِ الأقباطِ والشعبِ المصريِّ أجمع في ضَحايا التفجيرَيْن الإرهابيَّيْن اللَّذَيْن استَهدَفا وَحْدَةَ المصريِّينَ وتماسُكَهم قبل أن يَستَهدِفا كنيستي مارجرجس بطنطا والكنيسة المرقسية بالإسكندرية، سائلةً المولى - عزَّ وجلَّ - أن يُلهِم أهلَهم وذَوِيهم الصبرَ والسُّلوانَ، وأن يَمُنَّ على المُصابين بالشِّفاءِ العاجِلِ، وأن يَمسَحَ على قلوب المكلومين والمحزونين؛ إنَّه أرحَمُ الراحمين.

 

وتُعلن هيئة كبار العلماء وُقوفَ الأزهر الشريف إلى جانبِ الكنيسةِ المصريَّة في وجهِ كُلِّ مَن يعتَدِي عليها أو يَمسُّها بسُوءٍ، كما تُؤكِّدُ الهيئةُ أنَّ الشعبَ المصريَّ الأبيَّ قادرٌ بصُمودِه مع مؤسساتِ الدولةِ المصريَّةِ على دَحْرِ قُوَى التَّطرُّفِ والإرهابِ التي فَشِلتْ كُلُّ مُخطَّطاتها الخبيثةِ في النَّيْلِ من صُمودِها، ومن وَحدَةِ نَسيجِهم الوطنيِّ.

 

وتُؤكِّدُ للكافَّة أنَّ ما وقَع من تفجيراتٍ آثِمةٍ استهدفت مُواطِنين أبرياءَ ودُورًا للعبادةِ أمرٌ خارجٌ عن كُلِّ تعاليمِ الإسلامِ وشريعتِه التي حَرَّمت الاعتداءَ على النَّفسِ الإنسانيَّةِ أيًّا كانت دِيانتُها أو كان اعتقادُها، وحرَّمت أشَدَّ التحريمِ استهدافَ دُورِ العبادةِ، وفرضت على المسلمين حِمايتَها، وأوجبت حُسنَ مُعامَلةِ غيرِ المسلمين ومودَّتَهم والبرَّ بهم، وقد أكَّد القُرآنُ الكريمُ على حُرمةِ دُور العبادةِ في نصٍّ صَرِيحٍ في القُرآنِ الكريم: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا} [الحج: 40].

 

هذا.. ويُحرِّمُ الإسلامُ على المسلم تحريمًا قاطعًا تَفخِيخَ نفسِه وتفجيرَها في وسَطِ الأبرياء، وجعَل جَزاءَه الخلودَ في جهنَّم؛ فقال النبيُّ الكريم - صلَّى الله عليه وسلَّم -: "مَن قتَل نفسَه بشيءٍ عُذِّبَ به يومَ القيامة"، واعتداءُ هؤلاء ا المجرمين البُغاةِ على الأبرياء هو إيذاءٌ لرسول الله نفسِه - صلى الله عليه وسلم - كما جاء في الحديث النبويِّ الشريف.

 

وتُؤكِّدُ الهيئة على أنَّ مناهجَ التعليمِ في الأزهرِ الشريفِ في القَدِيمِ والحديثِ هي - وحدَها – الكفيلةُ بتعليمِ الفكرِ الإسلاميِّ الصحيح الذي يَنشُرُ السلامَ والاستقرارَ بينَ المسلمين أنفسهم، وبين المسلمين وغيرهم، تَشهَدُ على ذلك الملايين التي تخرَّجت في الأزهر من مصرَ والعالم، وكانوا -ولا يزالون- دُعاةَ سلامٍ وأمنٍ وحُسن جوار، ومن التدليس الفاضح وتزييف وعي الناس وخيانة الموروث تشويه مناهج الأزهر واتهامها بأنها تفرخ الإرهابيين.

 

والحقيقة التي يَتنكَّرُ لها أعداء الأزهر بل أعداء الإسلام هي أن مناهج الأزهر اليوم هي نفسها مناهج الأمس التي خرجت رواد النهضة المصرية ونهضة العالم الإسلامي بدءا من حسن العطار ومرورا بمحمد عبده والمراغي والشعراوي والغزالي، ووصولا إلى رجال الأزهر الشرفاء الأوفياء لدينهم وعلمهم وأزهرهم، والقائمين على رسالته في هذا الزمان.

 

وعلى هؤلاء المنكرين ضوء الشمس في وضح النهار أن يلتفتوا إلى المنتشرين في جميع أنحاء العالم من أبناء الأزهر، ومنهم رؤساء دول وحُكومات ووزراء وعلماء ومفتون ومُفكرون وأدباء وقادة للرأي العام، ويتدبروا بعقولهم كيف كان هؤلاء صمام أمن وأمان لشعوبهم وأوطانهم، وكيف كان الأزهر بركةً على مصر وشعبها حيث جعَل منها قائدًا للعالم الإسلامي بأسرِِه.. وقبلةً علميَّةً لأبناءِ المسلمين في الشرق والغرب.

 

وليَعلَمْ هؤلاء أنَّ العَبَثَ بالأزهر عَبَثٌ بحاضر مصر وتاريخها وريادتها، وخِيانةً لضمير شعبها وضمير الأمة كُلها.. وتُطَمئِنُ هيئةُ كبار العلماء المصريين جميعًا، والمسلمين كافةً حول العالم، أنَّ الأزهرَ قائمٌ على تحقيق رسالته، وتبليغ أمانة الدين والعلم للناس كافَّةً، تلك الأمانةُ التي يحمِلُها على عاتقِه في الحِفاظ على الإسلام وشريعته السمحة على مدى أكثر من ألف عام، وسيظلُّ الأزهر الشريف قائمًا على هذه الرسالة حاملاً لهذه الأمانة إلى أن يَرِثَ الله الأرض ومَن عليها، حِصنًا منيعًا للأُمَّةِ من الأفكار التكفيريَّة والمتطرِّفة التي تسعى للعبث بتراث الأمَّة وتفريغه من مَواطِن القُوَّةِ والصُّمودِ في وجه التحديات العاصفة بالأوطان والأجيال.

 

 

{الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا} [الأحزاب: 39].

والله من وراء القصد.. والهادي إلى سواء السبيل.

 

 

وعلمت "مصر العربية" أن أبو حامد عقد بضعة اجتماعات مع نواب وأطراف معنية بمشروع تعديل قانون الأزهر الشريف خلال الأيام الماضية، من أجل ضمان أكبر نسبة تأييد للمشروع داخل البرلمان خلال طرحه للنقاش العام تحت القبة لاحقا.

مقالات متعلقة