الهجوم الذي وقع بالقرب من دير سانت كاترين؛ إحدى المواقع المدرجة على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، يعد نذير شؤم للجهود المبذولة والرامية إلى إحياء صناعة السياحة المأزومة في المنطقة.
هكذا علقت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية على واقعة قيام مسلحين بإطلاق النار على نقطة تفتيش أمنية بالقرب من دير سانت كاترين بمحافظة جنوب سيناء، ما أسفر عن مقتل شرطي، وإصابة 3 أشخاص آخرين على الأقل.
ونقلت الصحيفة عن زاك جولد، الخبير المتخصص في شؤون سيناء بالمجلس الأطلسي ومقره واشنطن قوله إن الهجوم يظهر أن تنظيم الدولة الإسلامية قد نجح فعليًا في التوغل إلى أعماق جنوب سيناء بدرجة تفوق ما كان يُعتقد في السابق، مضيفا:" يساعد هذا تنظيم الدولة في حربه الاقتصادية على مصر."
وذكرت الصحيفة في سياق تقرير على نسختها الإلكترونية أن تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" أعلن مسؤوليته عن الحادث عبر وكالته الإخبارية "أعماق".
وأوضح التقرير أنه وبرغم كونه محدودًا نسبيًا إذا ما قورن بالأنشطة الإرهابية واسعة النطاق التي يقوم بها المسلحون في سيناء، يعتبر الهجوم نادرًا من نوعه إلى حد ما في الجزء الجنوبي من سيناء، كما أنّه يجيء بعد 9 أيام فقط من التفجيرين اللذين هزا كنيستين في طنطا والإسكندرية خلال احتفالات المسيحيين بـ "أحد الشعانين"، وأوقعا 45 قتيلا، وأكثر من 100 مصاب.
وذكرت وزارة الداخلية المصرية في بيان على صفحتها الشخصية على "فيسوك" أن مسلحين أطلقوا النار على قوات من أعلى المنطقة الجبلية المواجهة لنقطة التفتيش "فبادلتهم القوات إطلاق النيران حتى تمّت السيطرة على الموقف، وإصابة بعضهم، وإجبارهم على الفرار، ما أسفر ذلك عن مقتل أمين شرطة وإصابة 3 آخرين بجروح.
وأضاف التقرير أنّ الهجوم يجيء في وقت بالغ الحساسية، مع قرب زيارة البابا فرانسيس الثاني بابا الفاتيكان للقاهرة والمقرر لها في الـ 28 من أبريل الجاري، والتي يراها الكثيرون فرصة لتوطيد العلاقات بين المسلمين والأقباط.
وأشارت الصحيفة إلى أن دير سانت كاترين- أحد أقدم الأديرة في العالم، ومدرج على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) لمواقع التراث العالمي- يعج بالسياح الذين يتواجدون في المنتجعات القريبة المطلة على البحر الأحمر.
ويعتبر الدير جزءًا من الكنيسة الأرثوذوكسية التي تحصل على نصيب الأسد من الهجمات التي ينفذها تنظيم "داعش" الإرهابي ضد المسيحيين منذ ديسمبر الماضي.
ووقع آخر هجوم تعرضت له جنوب سيناء في العام 2014، حينما استهدف انتحاري حافلة في طابا الواقعة على الحدود مع إسرائيل، ما أسفر حينها عن مقتل 3 سياح كوريين جنوبيين ومعهم سائق الحافلة.
لكن "داعش" كان قد تبنى أيضا مسؤوليته عن حادث سقوط الطائرة الروسية التي انفجرت في أجواء سيناء بعد دقائق معدودة من إقلاعها من مطار شرم الشيخ في الـ 31 من أكتوبر 2015، وأسفرت الواقعة عن مقتل كافة ركابها الـ 224.
وفي أعقاب أحداث "أحد السعف" الدامية، أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حالة الطوارئ في البلاد لمدة 3 أشهر، وتعهد بحماية الأقلية المسيحية في البلاد- أكبر تجمع مسيحي في الشرق الأوسط.
جدير بالذكر أن زيارة بابا الفاتيكان لمصر هي الأولى من نوعها منذ عام 2000؛ حيث أجرى آنذاك البابا يوحنا بولس الثاني زيارة إلى القاهرة.
لمطالعة النص الأصلي