جدد رئيس الإقليم الكردي في شمال العراق، مسعود بارزاني، اليوم الخميس، الحديث عن المضي بإجراء "استفتاء حق تقرير المصير بالاستقلال عن العراق من عدمه". وأعلن أن الإقليم يعمل مع الأطراف المعنية على "تحديد مراحل هذه العملية"، دون تفاصيل عن توقيتات بعينها أو الإفصاح عن تلك الأطراف. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده البارزاني مع وزير الخارجية الألماني زيجمار جابرييل، عقب اجتماعهما اليوم الخميس في أربيل عاصمة الإقليم، حسب "الأناضول". وقال بارزاني: "إننا ماضون بقرار إجراء الاستفتاء، ونعتبره أمرا مهماً لنا، وأولئك الذين لديهم انتقادات تجاه الاستفتاء لم يتفهموا الوضع في الإقليم بشكل جيد". وأضاف: "نتحاور مع بغداد ومع جميع الأطراف والجهات (لم يذكرها) بشأن الاستفتاء"، لافتاً إلى أن "إجراء الاستفتاء لا يعني أننا سنعلن الاستقلال بمجرد الانتهاء منه". وشدد رئيس الإقليم على "ضرورة التوصل إلى تفاهم بشأن الاستفتاء مع الحكومة الاتحادية"، منوها إلى أن "الاستفتاء يصب بصالح جميع المكونات وكذلك الأكراد سواء كانوا في الإقليم أم خارجه، على العكس مما يراه البعض". وعن العمليات العسكرية في الموصل، قال بارزاني إن "العمليات العسكرية في الجانب الأيمن (الغربي) من المدينة أصبحت صعبة بسبب طبيعة جغرافية الأحياء والمناطق المتبقية". ولفت إلى أن "تزويد قوات البشمركة بالأسلحة والمعدات العسكرية لا زالت دون المستوى المطلوب رغم أنها قد أنهت أسطورة (تنظيم) داعش". وأوضح بارزاني، أن "العلاقات بين الإقليم وألمانيا عميقة، ونأمل زيادة تعزيزها في المستقبل"، معبرا عن شكره للمساعدات العسكرية التي قدمتها برلين لقوات البشمركة في حربها ضد "داعش". من جهته، قال وزير الخارجية الألماني، إن "مسألة الاستفتاء هو شأن داخلي، فالأكراد وحدهم من يستطيعون معرفة ما هو بصالحهم، كذلك العلاقات بين العراق والإقليم شأن داخلي أيضاً". وأضاف: "قال لي رئيس الوزراء حيدر العبادي، بأننا (الحكومة الاتحادية) متفهمون لمطالب الأكراد ولسنا ضد هذه المطالب بإجراء الاستفتاء". وتابع الوزير الألماني الذي وصل العراق أمس في زيارة غير محددة المدة، "نشكركم لأنكم استطعتم التصدي لعناصر داعش، ونقف احتراما أمام شجاعة قوات البشمركة والتي جعلتنا نقدم لهم الدعم العسكري، لأن ألمانيا تفتخر بالمدربين الألمانيين الذين دربوا قوات البشمركة التي سجلت انتصارات كبيرة على داعش". وقبل نحو 3 أسابيع، قال بارزاني، في بيان إنهم سينظمون في "وقت قريب" استفتاء حول استقلال الإقليم عن العراق، دون تحديد يوم بعينه. ولا يعد الاستفتاء ملزماً لأي طرف، فهو مجرد معرفة رغبة سكان الإقليم في الاستقلال من عدمه، فلا يوجد قانون عراقي يجيز انفصال جزء من البلاد، وإنما يخضع الأمر للمباحثات مع الحكومة الاتحادية. وهناك ملفات عالقة منذ سنوات طويلة بين حكومتي بغداد والإقليم الكردي تتعلق بمناطق متنازع عليها وعلى رأسها محافظة كركوك (وسط شمال)، إضافة لتوزيع وإدارة ثروات البلاد وغيرها. وبرزت الخلافات بين الجانبين إلى الواجهة مجددا في الأيام الأخيرة، بعد أن قررت الإدارة المحلية لكركوك رفع علم الإقليم إلى جانب العلم العراقي فوق مباني المؤسسات الحكومية، وإعلانها نيتها إجراء استفتاء لتحديد مصير المحافظة المتنازع عليها.