البعثة الأممية في ليبيا تعرب عن قلقلها إزاء تدهور الأوضاع جنوبي البلاد

المبعوث الأممى لدى ليبيا ، مارتن كوبلر

أعربت البعثة الأممية في ليبيا عن قلقها العميق إزاء تأثير العنف المتصاعد  بقاعدة "تمنهنت" العسكرية  على حياة السكان جنوبي البلاد. جاء ذلك في بيان صادر عن البعثة، ونشرته على موقعها الإلكتروني، حسب "الأناضول"، اليوم الخميس. وأوضح البيان أن "البعثة الأممية تتابع ببالغ القلق توتر الأوضاع في تمنهنت وما حولها، حيث لا تزال التقارير تفيد بوقوع قتال متقطع". وأضاف "الأمم المتحدة تشعر بقلق عميق إزاء تأثير هذا العنف المتصاعد على حياة السكان جنوبي ليبيا". وأشار البيان أن "البعثة تلقت تقاريرًا حول وجود نقص في الأغذية والمياه والأدوية، فضلاً عن تزايد انقطاع التيار الكهربائي. وثمة تقارير تفيد أيضاً أن عائلات فرّت من منازلها في تمنهنت متوجهة إلى سبها (جنوب غرب) وأوباري (أقصى الجنوب الغربي)". وتابع البيان باالقول إن "منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ماريا فال ريبيريو، تعمل بشكل وثيق مع وكالات الأمم المتحدة وغيرها من الجهات الإنسانية الفاعلة من أجل مواصلة تقديم المساعدة". ودعت ريبيريو بحسب البيان "جميع الأطراف إلى الكف فوراً عن جميع الأعمال القتالية من أجل الحيلولة دون وقوع مزيد من المعاناة الإنسانية غير المقبولة". ويوم السبت الماضي، طالب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، فائز السراج، المجتمع الدولي بـ"التدخل العاجل لوقف تدهور الأوضاع جنوبي البلاد، والذي يهدد كل ما حققه المجلس على طريق المصالحة الوطنية وتحقيق الاستقرار". جاءت المطالبة في رسالة نشرها السراج، على الصفحة الرسمية للمكتب الإعلامي لرئاسي المجلس بموقع "فيسبوك". وأعلنت وزارة الدفاع بحكومة الوفاق، في 9 أبريل الجاري عن تشكيلها غرفة مشتركة من عدة كتائب تابعة للمجلس الرئاسي، لتحرير قاعدة "براك الشاطئ" الجوية (60 كلم شمال سبها) الخاضعة لسيطرة قوات داعمة لخليفة حفتر،قائد القوات المنبثقة عن مجلس النواب المنعقد شرقي ليبيا. تشكيل الغرفة جاء ردًا على عملية "الرمال المتحركة" التي أطلقها حفتر في 5 أبريل الجاري، للسيطرة على قاعدة تمنهنت الجوية. وتعتبر تمنهنت، أكبر قاعدة عسكرية في إقليم فزان، حيث تضم مرافق صيانة، وتصنيع بعض قطع غيار الطائرات الخفيفة، وتجهيزات كهرومنزلية، بالإضافة إلى منطقة سكنية لعمال القاعدة وعائلاتهم، كما يتم استغلالها أيضا كمطار مدني بديلا عن مطار سبها المغلق منذ 2015 . وفي ديسمبر  2016، تمكنت قوات تسمي نفسها "اللواء المجحفل 12"، بقيادة "محمد بن نائل"، (ضابط قاتل مع كتائب معمر القذافي قبل أن يعلن ولاءه لحفتر) من السيطرة على قاعدة "براك الشاطئ" الجوية، الخارجة عن الخدمة، لكنها تضم مخازن أسلحة وذخائر. وتشهد ليبيا حالة انقسام سياسي وفوضى أمنية منذ الإطاحة بالعقيد الراحل معمر القذافي؛ ما يجعل العديد من مناطق البلاد تشهد بين الحين والآخر أعمال قتالية بين القوى المتصارعة على السلطة، لا سيما في طرابلس ومحيطها غربا، وبنغازي وجوارها شرقاً، وسبها ومحيطها جنوبا . وتتجسد الأزمة السياسية الحالية في وجود 3 حكومات متصارعة، اثنتان منها في العاصمة طرابلس، وهما "الوفاق"، و"الإنقاذ"، إضافة إلى المؤقتة" بمدينة البيضاء (شرق)، والتي انبثقت عن مجلس نواب طبرق .

مقالات متعلقة