بعد الهجوم الذي أدى لمقتل شرطي وإصابة إثنين في شارع الشانزليزيه الشهير بقلب باريس، تواصل اﻷجهزة اﻷمنية الفرنسية تحقيقاتها حول الحادث، وذلك قبل يومين من الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية التي وضعت تحت المراقبة بسبب التهديد اﻹرهابي.
وعلى غرار الهجمات التي تشهدها فرنسا منذ 2015 وتسببت في مقتل 283 شخصا، تبنى تنظيم "داعش" الهجوم الذي استهدف قلب العاصمة باريس، مشيرا إلى أن منفذ الهجوم يدعى أبو يوسف البلجيكي.
ووفقا لمصادر مقربة من التحقيق، فإن المهاجم، الذي قتل برصاص الشرطة الفرنسية، يبلغ من العمر 39 عاما، وكان بالفعل موضع تحقيق على صلة بالإرهاب.
وقال رومين كايليت، وهو متخصص في القضايا الإسلامية، أن إطلاق هذا الاسم على المهاجم لا يعني بالضرورة أنه من أصل بلجيكي، موضحا أن المجموعة التي نفذت هجوم 13 نوفمبر كان يطلق عليهم اسم "البلجيكي" بينما كان هؤلاء يعيشون في بلجيكا فقط.
وكشفت مصادر قريبة من التحقيقات عن أن الجاني فرنسي يدعى كريم سي، فيما أكدت السلطات البلجيكية، إلى أنها لا تملك أية معلومات تشير إلى أن المهاجم قدم إلى فرنسا عن طريق بلجيكا أو تلقى دعما من هناك.
وقال مصدر مقرب من التحقيق إن منفذ الهجوم مواطن فرنسي، سبق أن حكم عليه في عام 2003 بـ 20 عاما في السجن لمحاولته قتل ثلاثة رجال، في رواسي أون بري، بينهما اثنان من رجال الشرطة.
وفي عام 2005، تم تخفيض عقوبته إلى خمس سنوات، ووفقا لصحيفة "لو باريزيان"، وثيقة تسجيل السيارة التي استخدمت في الهجوم باسم كريم سي.
وتعود الحادثة إلى عام 2001، عندما كان يقود سيارة مسروقة، ويحمل مسدسا، حيث اصطدم بسيارة يقودها شقيقان، واحد منهم شرطي حيث أطلق عليهما النار محاولا الفرار لكن ألقي القبض عليه ووضع قيد الحجز، ثم حاول قتل شرطي آخر من خلال الاستيلاء على سلاحه خلال خروجه من الزنزانة.
منفذ الهجوم معروف لدى الأمن الفرنسي خلال السنوات الأخيرة، وبحسب المعلومات التي نشرها تلفزيون "أرتي أل" البلجيكي، المهاجم كان مراقبا من الشرطة وألقي القبض عليه يوم 23 فبراير قبل أن يطلق سراحه من قبل المحكمة لعدم كفاية الأدلة.
في المقابل أكد فرانسوا مولين، المدعي العام في باريس، أنه تم التعرف على هوية منفذ الهجوم، وأوضح أنه سيتم اﻹعلان عن اسمه الجمعة في مؤتمر صحفي.