أعلنت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الجمعة، أنَّ المفوِّضة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي "رئيسة الدبلوماسية الأوروبية" فيديريكا موجيريني ستزور موسكو يوم الاثنين المقبل، بدعوةٍ من الوزير سيرجي لافروف.
وجاء في بيانٍ صدر عن الوزارة، حسب "روسيا اليوم"، أنَّ الجانبين سيبحثان العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي وعددًا من القضايا الدولية الملحة، بما فيها أزمات الشرق الأوسط.
وذكر البيان: "العلاقات بين موسكو وبروكسل تمر بمرحلة عصيبة، وبخاصةً بسبب مواصلة الاتحاد الأوروبي سياسة العقوبات ضد روسيا، وتأجيج مشاعر العداوة تجاهها في دول الاتحاد، وتوجيه اتهامات لا أساس لها إلى موسكو بالسعي إلى إضعاف الاتحاد والتأثير على نتائج الانتخابات في بعض الدول الأعضاء".
وأكَّدت الوزارة تمسُّك موسكو بضرورة تجاوز الاختلافات القائمة بين الطرفين واستعدادها لإعادة التعاون الثنائي في مختلف المجالات.
ولفت البيان إلى أنَّ التعاون بين موسكو وبروكسل لا يزال مستمرًا في بعض المسارات، بما فيها مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، على الرغم من ضعف الحوار السياسي وقرار بروكسل "تجميد" الصيغ الرسمية للتعامل بين الجانبين.
ولفت البيان إلى أنَّ لافروف وموجيريني سيبحثان الأزمة الأوكرانية التي تبقى محورًا في الخلاف القائم بين موسكو وبروكسل، معربًا عن أمل روسيا في أن يتخلى الاتحاد الأوروبي عن تجاهله عدم رغبة كييف في تنفيذ التزاماتها الخاصة بتطبيق اتفاقات مينسك، لا سيَّما في مجال التسوية السياسية، وأن يلتفت إلى تفشي مظاهر التطرف العرقي وانتهاكات حرية التعبير والصحافة في أوكرانيا.
وأكَّد البيان أن َّموسكو قلقةٌ من حالة عدم الاستقرار في غرب منطقة البلقان ومن تعثر الحوار بين بلجراد وسلطات إقليم كوسوفو، والذي يجري بوساطة أوروبية، متابعًا: "نعتبر غير مقبولة محاولات التدخل في شؤون دول ذات سيادة، وتزوير نتائج إدلاء مواطنيها بإرادتهم".
أمَّا بشأن التسوية في سوريا، ذكرت الوزارة: "نعتبر الاتحاد الأوروبي جهة مهمة في تقديم مساعدات إنسانية إلى هذا البلد، الأمر الذي يلقي على عاتق بروكسل مسؤولية معنوية إضافية، ويجب أن تستثني الربط بين تقديم المساعدة وطرح مطالب سياسية وشروط مسبقة".
وشدَّد البيان على ضرورة التوازن في تقييم الأوضاع الإنسانية في كل من العراق واليمن، وأهمية إعطاء العملية السياسية في ليبيا طابعًا شاملًا.
ولفت البيان إلى أنَّ مواقف روسيا والاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي متقاربة، وأشار إلى استعداد موسكو لمواصلة ضبط الساعة مع بروكسل حول تطبيق خطة العمل الشاملة بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وبحسب البيان، فإنَّ موسكو متمسكة بمشروع بناء فضاء اقتصادي وإنساني مشترك بين المحيطين الأطلسي والهادئ، معتبرةً هذا المشروع أداة فعالة كفيلة بإخراج العلاقات الروسية الأوروبية من حالتها المتأزمة الراهنة.
وفي هذا الصدد، دعت الخارجية الروسية إلى تطوير التعاون بين الاتحاد الاقتصادي الأوراسي والاتحاد الأوروبي، على اعتبار أنَّ بناء الحوار بين الجانبين قد يساعد في قيام نطاق كبير من الاستقرار والسلام في رحاب القارة الأوراسية.