خلف الجدار.. فيلم مغربى يرصد تهميش الطبقات الفقيرة

المخرجة المغربية كريمة زبير

في فيلمها الروائى القصير "خلف الجدار"، والمعروض بمهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام  في دورته الـ 19، استطاعت المخرجة المغربية كريمة زبير، إلقاء الضوء على الأحياء الفقيرة والطبقات المهمشة ومخاطر حياتها اليومية ليس بالمغرب فقط، وإنما بمختلف الدول العربية.

 

وعبرت المخرجة ببساطة وتلقائية شديدة عن حياة هؤلاء الأفراد ومعاناتهم اليومية من خلال قصة الفتاة الصغيرة "نادية" ذو الخمسة أعوام والتى تقطع عدة كيلو مترات برفقة والدها إلى المدرسة، وعن كيفية مواجهة السلطات والمسؤولين بالمغرب لمشاكل الأسر المهمشة القاطنة بأحد المناطق العشوائية المجاورة للعاصمة المغربية "الدار البيضاء" ببناء جدار لمحاولة إخفاء هذه المنطقة كمحاولة لتجميل الوضع دون إيجاد حلول جذرية له.

 

قال كريمة زبير مخرجة فيلم "خلف الجدار" فى حديثها لمصر العربية، أن الفيلم يتحدث عن فتاة عمرها 5 سنوات قاطنة بحى صفيحى محاط بجدار تم بناؤه من قبل السلطات المغربية تبدأ فى الذهاب للمدرسة لأول مرة، وتواجه صعوبة يومية للذهاب للمدرسة وما تواجه من أخطار من أجل الذهاب لمدرستها.

 

وأضافت أن ما تناوله الفيلم من الحياة الصعبة التى تعيشها هذه الطبقات لا يقتصر فقط على المغرب ولكن هذا الوضع مشابه ليس فقط فى الدول العربية وإنما فى دول العالم الثالث أيضاً، خاصة ما يتعرض له لأطفال القاطنين هذه المناطق العشوائية من صعوبة ومخاطر من أجل الذهاب للمدرسة يومياً، فضلاً عن مشكلة تهميش الأحياء الفقيرة ومحاولة إخفاءهم بأى شكل من الأشكال.

 

وأشارت إلى أن الجدار بالفيلم له معنى مادى لأنه موجود بالفعل، ومعنى آخر رمزى  يرمز إلى رغبة الطبقات المتوسطة والغنية بإحاطة نفسها بجدار عازل عن الطبقات والأحياء الفقيرة، فحتى الطبقة المتوسطة لديها مشكلة مع الأحياء الفقيرة فالكل يريد أن يعيش بعيد عن الآخر ومشاكله.

 

وعن لقطة مرور موكب لأحد المسؤولين والاستعانة بأفراد الطبقات الفقيرة والمهمشة للهتاف والتلويح بالأعلام، أوضحت أنه مجرد شيء مجازى ورمزى لما يحدث لهؤلاء الأفراد عندما يتم الاهتمام بهم والاستعانة بهم عند مرور المواكب وحتى أيضاً وقت الانتخابات مثل ما يحدث بمصر، حيث يتم الاهتمام بهذه الطبقات أثناء الانتخابات من أجل التصويت، وبعد انتهائها يتم نسيان مشاكلهم.

 

وحول حجم المشاركة العربية بالمهرجانات الدولية، أوضحت أن الأفلام الجيدة والتى لها صوت تصل بسهولة وهناك بالسنوات الأخيرة أفلام عديدة من جنسيات مختلفة تونسية وسورية ولبناية حازت على جوائز عالمية بأهم المهرجانات مثل برلين وكان. ولفتت إلى أن الأفلام المستقلة بالمغرب بدأت تأخذ طريقها للمهرجانات الدولية ولكن الصعوبة التى تواجه الأفلام المستقلة هو عدم وجود دعم كافى لها يمكنها من الوصول للمهرجانات الدولية، ولكن الدعم المادى ليس عائق كبير فالمهم هو قصة الفيلم والصدق فى معالجة الموضوع والتى تمكنه من الوصول للمهرجانات وأكبر دليل على ذلك أن فيلم "خلف الجدار" لم يحصل على أى دعم مادى من المغرب ولكنه تمكن من المشاركة بعدة مهرجانات دولية.

 

وقالت إنها مخرجة للأفلام التسجيلية وهذا يعد أول فيلم روائى قصير تقوم بإخراجه، وسبق أن شارك فيلم "خلف الجدار" بالمسابقة الرسمية لمهرجان دبى ولندن وهذه أول مشاركة لها بمهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية.

 

وتابعت أنها شاركت بفيلمها التسجيلى "أمرأة وكاميرا" بعدة مهرجانات دولية  وحصد جوائز عالمية منها جائزة أحسن فيلم 2013 موبلى وجائزة أول عمل، وجائزة فيلم لحقوق الإنسان، وجائزة بمهرجان مرسيليا للأفلام الوثائقية، وتم عرضه بعدة دول حول العالم بلندن ونيويورك ونيوزلندا.

مقالات متعلقة