لكل نادي مجلس إدارة، ينهض بأعباء الأمور الإدارية والمالية، وخدمة الجمعية العمومية، ويولي اهتمامًا لفرق الألعاب الرياضية المختلفة، خاصة الفريق الأول لكرة القدم، الذي يتولى مسؤولية اختيار جهازه الفني، وعقد الصفقات التدعيمية، ويتحمل في المقابل قدرًا من المسؤولية في النتائج التي يحققها وموقعه من ترتيب جدول مسابقة الدوري.
وتختلف السياسة المتبعة من قبل رئيس نادي لآخر من أندية الدوري الممتاز، فأحدهم يطالب فريقه بإحراز البطولات وحصد الألقاب، وآخر يتعامل مع فريق الكرة بلغة "البيزنس" ويطبق الاحتراف بحذافيره في تصعيد ناشئين وتسويقهم محليا وعالميًا وتحصيل أكبر ربح من وراءهم، وآخر يتمثل أقصى طموحه في البقاء في الدوري الممتاز وتفادي الهبوط.
ويستعرض "ستاد مصر العربية" من خلال هذا التقرير أبرز نقاط الاختلاف التي تميز إدارات أندية الدوري الممتاز.
مرتضى منصور.. الهيمنة والتوريث
يتبع مرتضى منصور، رئيس نادي الزمالك، سياسة "استعراض العضلات" لكل من تسول له نفسه التعرض للزمالك من قريب أو من بعيد، فتارة يعترض على الظلم التحكيمي، وأخرى يهاجم اتحاد الكرة، وثالثة يهاجم النادي الأهلي ورئيسه وجمهوره، ورابعة ينتقد هذا الإعلامي أو ذاك.
وواصل منصور حملاته الشعواء، والتي طالت كل مدير فني يهزم الزمالك كإيهاب جلال، مدرب المقاصة، ، وطارق العشري، مدرب إنبي ومؤمن سليمان، مدرب سموحة، وطارق يحيى، مدرب طلائع الجيش ابن نادي الزمالك الذي سبق وتوعده بعدم الدخول نادي الزمالك مرة أخرى، ومؤمن سليمان، مدرب سموحة.
وليت الأمر توقف عند هذا الحد، بل تجاوزه ليهاجم مرتضى على صديق الأمس أحمد سليمان، عضو مجلس إدارة نادي الزمالك السابق، بعدما أعلن عن نيته للترشح لمنصب رئيس مجلس إدارة نادي الزمالك فى الانتخابات المقبلة فى مارس من العام المقبل.
وذكر مرتضى في أكثر من مناسبة أنه يرى أن نجله أحمد مرتضى هو الأقرب لرئاسة النادي مستقبلًا، باعتباره الأكثر إخلاصًا للزمالك، مع احتمالية وجود أمير مرتضى ضمن قائمة أعضاء المجلس، مع التأكيد أن كل ذلك سيتم بقرار الجمعية العمومية للنادي.
وفي تصريح آخر، قال مرتضى: "شرف لأي نادي أن يتولى رئاسته أحمد مرتضى"، ولم يكن التصريح السابق الذي جاء في حواره الأخير مع الإعلامي سيف زاهر، هو الأول من نوعه، فلو عدنا للوراء نجد تصريح مماثل عقب فوز المستشار ونجله في الانتخابات الأخيرة"، ليجعل من الرغبة في التوريث لآل مرتضى حقيقة تفرض نفسها على القلعة البيضاء.
محمود طاهر.. منعش خزينة الأهليلم يترك محمود طاهر عقلية رجل الأعمال بعد توليه رئاسة مجلس إدارة الأهلي، فنجح في إنعاش خزينة النادي الأهلي، وقاد ثورة إنشائية داخل النادي، وافتتح فرعًا رابعًا للنادي بالتجمع الخامس. وأدار طاهر المنظومة الحمراء بتحفظ شديد، وعمل تحت ضغط مقارنته في أي موقف بالمجلس السابق برئاسة حسن حمدي، الذي أثرى دولاب بطولات النادي الأهلي. وتميز طاهر في إيجاد سوقًا أوروبية للاعبيه الصاعدين أمثال تريزيجيه لاعب موسكرن البلجيكي، ورمضان صبحي المحترف في صفوف ستوك الانجليزي، وكذلك الاستثمار في الأفارقة مثل ماليك إيفونا مقابل 8 مليون دولارًا، والإتيان بكوليبالي بدلًا منه الذي قدم أوراق اعتماده.
ماجد سامي.. «البيزنس مان»
يرأس رجل الأعمال ماجد سامي ناديي وادي دجلة، الذي أسند مهمة إداراته للكاتب الصحفي حسن المستكاوي، وليرس، أحد أندية الدرجة الثانية في الدوري البلجيكي.
وجاء سامي بالمستكاوي رئيسًا لناديه، بصفته خبيرًا في كرة القدم، وليتفرغ هو من أعباء الإدارة ويركز بصورة أكبر على ناديه البلجيكي.
وترتكز السياسة الحالية لنادي وادي دجلة على تصعيد الناشئين، تمهيدًا لتصديرهم للدوريات الأوربية، مثل اللاعب الصاعد محمد رضا صاحب الـ 17 عامًا الذي دفع به ميدو في مباراة طلائع الجيش الأخيرة، بهدف صقل خبراتهم، والزيادة من قيمتهم التسويقية.
ونجح ماجد سامي في الانتفاع من وراء أكثر من لاعب واتمام العديد من الصفقات الناجحة، مثل بيع عمرو بركات للنادي الأهلي مقابل 250 ألف دولار أي ما يعادل 5 ملايين جنيه، وضمان نسبة 15% في حالة بيعه، وكذلك إعارة ستانلي للزمالك مقابل 500 ألف دولار، وإعارة الثنائي كريم ممدوح، لاعب الفريق الأول لكرة القدم بنادي وادي دجلة، وأحمد سيد "زيزو" لاعب ليرس البلجيكي، لصفوف نادي ناسونال ماديرا البرتغالي على سبيل الإعارة لمدة 6 شهور مقابل 50 ألف يورو لكل منهما.
محمد عبدالسلام.. وتصدير اللاعبين
وينتهج اللواء محمد عبدالسلام، رئيس نادي المقاصة، سياسة مشابهة لوادي دجلة؛ من حيث تطبيق الاحتراف عن طريق الاستثمار في العناصر المميزة المنضمة من أندية دوري الدرجة الثانية التي كان يلعب فيها المقاصة قبل تأهله للدوري الممتاز عام 2010.
وبالفعل نجح المقاصة في الموسمين الأخيرين في تصدير 5 لاعبين لناديي القمة، وهم ثلاثي الزمالك حسني فتحي ومحمود عبدالعاطي "دونجا" ومحمد مسعد، وثنائي الأهلي ميدو جابر وأحمد الشيخ.
ويحسب للمقاصة ورئيسه الحفاظ على توازن الفريق رغم هذا الكم من الانتقالات؛ حيث يأتي المقاصة في المركز الثاني برصيد 57 نقطة خلف النادي الأهلي صاحب الـ 64 نقطة.
فرج عامر.. مزاحم الكبار
ظهر نادي سموحة في الدوري المصري الممتاز لأول مرة في موسم 2010-2011، وحقق إنجاز كبير بعدها في موسم 2013-2014 إذ حقق وصافة الدوري خلف النادي الأهلي. كما وصل لنهائي كأس مصر 2014 ولكن خسره أمام الزمالك.
كما نجح سموحة في الوصول لدور المجموعات بدوري أبطال أفريقيا عام 2015، والبطولة الكونفدرالية في نسختها الحالية بعدما تخطى بيدفست الجنوب أفريقي بهدف نظيف في مجموع المبارتين.
ومما سبق يدلل على نجاح فرج عامر في هدفه، ألا وهو مزاحمة الكبار، والمنافسة على البطولات، من خلال بناء فريق قوي يضم مزيجًا من الخبرة والشباب، راصدًا ميزانية طائلة من أجل تدعيم الفريق حاله في ذلك حالا ناديي القمة الأهلي والزمالك.
الإسماعيلي.. عشوائية الإدارة
عُين المهندس إبراهيم عثمان رئيسًا لمجلس إدارة الإسماعيلي من قبل خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة، عقب انتهاء مدة المجلس السابق، خلفًا للمجلس المنتهي ولايته برئاسة العميد محمد أبو السعود، وسط استقبال حافل من شعب الإسماعيلية بعودة أحد أبناء آل عثمان.
وجاء عثمان بأشرف خضر المدرب العام، مديرًا فنيًا للفريق الكروي الأول بالنادي، خلفًا لعماد سليمان الذي تقدم باستقالته، من القيادة الفنية للدراويش، والذي لم يكن أوفر حظًا من سابقه، ليقرر مجلس الإدارة استقدام المدير الفني التشيكي فرانز شتراكا.
وظهر الدراويش تحت قيادة شتراكا في أفضل حالاته لهذا الموسم على مستوى الأداء، إلا أن النتائج لم تسير على النحول المطلوب؛ إذ تلقى الإسماعيلي 3 هزائم، وتعادل في مثلهم، وانتصر مرة وحيدة، ليأتي قرار الإطاحة به.
ونظم عدد من جماهير نادي الإسماعيلي، وقفة احتجاجية أمام مقر النادي اعتراضًا على قرار الإقالة، اقتناعًا بإمكانيات المدير الفني التشيكي.
ويؤخذ على المجلس الحالي أيضًا القياس بمكيالين بين لاعبي الفريق، وإرضاء البعض دون غيرهم ممن تجمعهم علاقة بالمجلس السابق الذي كان يرأسه محمد أبو السعود؛ فعلى سبيل المثال وليس الحصر يتقاضى حسني عبد ربه 2 مليون جنيهًا في الموسم، بما يقدر بضعف راتب الحارس محمد صبحي القائد الثاني للإسماعيلي.