تمكَّن إيمانويل ماكرون من الصعود بثبات في صفوف المؤسسة الفرنسية، عندما قرر استغلال مهاراته كمصرفي متمرس في عالم الاستثمار وعقد الصفقات، في عالم السياسة.
وحسب "سكاي نيوز عربية"، فإنَّه إذا فاز ماكرون البالغ من العمر 39 عامًا، والذي لم يكن معروفًا على نطاق واسع قبل أقل من ثلاث سنوات، فسيصبح أصغر رئيس لفرنسا منذ عقود طويلة.
وألقى هجوم نفَّذه متطرف في شارع الشانزيليزيه مساء أمس الأول الخميس وقتل فيه شرطي وأصيب اثنان آخران بظلاله على آخر أيام الحملة الانتخابية في السباق الرئاسي، لكن ظلَّ ماكرون محافظًا على الصدارة تليه مارين لوبان زعيمة الجبهة الوطنية المنتمية لليمين المتطرف.
ويعزو الكثيرون صعود ماكرون المفاجئ إلى توق الفرنسيين لوجه جديد مع انهيار غير متوقع لعدد من منافسيه من التيارات السياسية الرئيسية وخاصة اليمين واليسار التقليديين.
واستغل ماكرون الشعور بخيبة الأمل تجاه الوضع الراهن وتعهد بتغيير المؤسسة القائمة، رغم أنَّه تلقَّى تعليمه في مدارس فرنسية مرموقة وأبرم صفقات وصلت قيمتها لعشرة مليارات دولار لمجموعة "روتشيلد" وشغل منصب وزير في حكومة الرئيس فرانسوا هولاند الاشتراكية.
وقال لمؤيدين - في مؤتمر انتخابي في مدينة بو بجنوب البلاد: "فرنسا تعرقلها ميول النخبة نحو خدمة مصالحهم"، قبل أن يخفض من صوته ويضيف هامسًا: "وسأقول لكم سرًا صغيرًا.. أعلم ذلك لأني كنت جزءًا منهم".
وأذهل ماكرون منافسيه من خلال بناء قاعدة تأييد راسخة والحصول على تأييد سياسيين منشقين عن يسار الوسط ويمين الوسط.
ومع توقعات بأنَّ فيون ومرشح أقصى اليسار جان لوك ميلينشون سيخرجان على الأرجح من الجولة الأولى المقررة غدًا الأحد، تبقى لوبان هي منافسته الرئيسية.
وتصف لوبان، التي تشير استطلاعات الرأي إلى أنَّها ستخسر أمام ماكرون في جولة الإعادة في السابع من مايو المقبل، منافسها ماكرون بسخرية بأنه مرشح "المال".
وقالت: "السيد ماكرون لا يدافع عن مصالح الشعب.. يدافع عن مصالح القوى المالية الكبرى ويدافع عن مصالح المصارف الكبرى."