" في حال دخولها لن نناقشها كدولة بل كأرض" هكذا هاجم بشار الأسد مملكة الأردن الهاشمية التي اتهمها بأنها ليست مستقلة وأرضا للدول الغربية وأنها تخطط لاجتياح جنوب سوريا بجنودها وبتنسيق مع الولايات المتحدة، بناء على معلومات لديه من مصادر مختلفة ووسائل إعلامية، وفق ما أدلى به لـوكالة " أسبوتنيك" الروسية.
واعتبر الأسد أن الأردن كان جزءا من المخطط الأمريكي منذ بداية الحرب في سوريا، مردفا:"الأردن ليس بلدا مستقلا على أي حال، وكل ما يريده الأمريكيون منه سيحدث".
وتلقى الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني تصريحات الأسد باستنكار شديد معتبرها ادعاءات منسلخة عن الواقع، وتدل على تقدير خطير خاطئ للأزمة السورية، مردفا:" من المؤسف أن يتحدث الرئيس السوري عن موقف الأردن، وهو لا يسيطر على غالبية أراضي بلاده".
وفي تصريحات صحفية له أكد المومني أن وأن الموقف الأردني يشدد على وحدة تراب سوريا، ويدعم الحل السياسي فيها ومحاربة التنظيمات الإرهابية التي اجتاحت أراضيها.
تضرر الأردن
ويشارك الأردن في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، ويتأثر بشكل مباشر من المعارك المستمرة بين القوات السورية والمعارضة المسلحة في محافظة درعا المجاورة للأردن، حيث تسقط على مدنه المجاورة لسوريا قذائف متعددة.
وكان آخر هذه القذائف الجمعة الماضية التي الجمعة الماضية حين سقطت قذيفة أطلقها النظام السوري على أحد المنازل على طريق الطرة في لواء الرمثا، شمال الأردن.
عملية مرتقبة
وبحسب وسائل إعلام سورية محلية فإن الأردن سيدخل في معركة ستنطلق الفترة المقبلة تهدف لطرد "جيش خالد الوليد" من درعا وهي جماعة سلفية جهادية مسلحة تنشط في جنوب سوريا، بجانب طرد تنظيم داعش من البادية السورية.
ميسرة بكور رئيس مركز الجمهورية للدراسات السوري نوه إلى أن الأسد لا يخشى الأردن ولكن يخاف تحالفاته، متابعا:" إذا أردنا أن نعلم ماذا ستفعل إدارة ترامب في سوريا علينا مراقبة ان تصرفات الأردن وتحركاتها، هذا حقيقة ما يخشاه بشار وميليشياته".
مفاتيح الأردن
وذكر أن الأردن يمتلك مفاتيح كثيرة تستطيع لي عنق بشار الأسد، منها جيش العشائر في الجنوب وغرفة عمليات الموك، وهي أوراق يمكن أن تقلب الطاولة عليه في جنوب سوريا وجنوب دمشق حتى أنها تستطيع تهديد دمشق بشكل مباشر.
وتابع:" جل ما يخشاه تنظيم الأسد أن ينشئ الأردن وبدعم عربي أمريكي مناطق آمنة جنوب دمشق، تقضي على حلم تنظيم الأسد بالوصول إلى الحدود الأردنية وإعادة تشغيل المعابر الحدودية للتنفيس على اقتصاده المحتضر".
ولفت بكور إلى التحركات الأمريكية الأخيرة شمال سوريا التي فقد زاد عدد الإنزالات الجوية وربما يخشى الأسد تحرك مشابه في الجنوب من جانب "الأردن" وقد تتوافق الأجندة التركية الداعية لإنشاء مناطق عازلة شمال سوريا مع أجندة أمريكا والأردن وإنشاء منطقة مشابهة في الجنوب الأمر الذي يضع الأسد بين فكي كماشة.
واختتم:" أعتقد أن تفريغ غوطة دمشق الغربية التي كانت تؤرق تنظيم الأسد خاصة مثلث الرعب الذي من خلاله يمكن لمقاتلي درعا أن يفكوا الحصار عن الغوطة الغربية، على خلفية اتفاق المدن الاربعة ، أعطى دفعة قوية للأسد لرفع سقف خطابه تجاه الأردن بعد أن أمن خاصرته الغربية الجنوبية".
التحركات الأمريكية
بسام الملك المعارض السوري البارز ذكر أن تحركات خطيرة جرت في الـ48 ساعة الأخيرة، بجانب تسريبات وصلت للأسد بأن أيامه الأخيرة أوشكت.
وأضاف في حديثه لـ"مصر العربية" أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن أن الأسد لن يكون له دور في المستقبل وأرسل وزير خارجيته لروسيا للضغط عليها من أجل التخلي عنه.
التنحي وإلا
وأكمل:" المجتمع الدولي بدأ يهدد الأسد إما الانسحاب من المشهد السياسي أو تقديمه للمحكمة الجنائية الدولية، ولذلك بدأت أمريكا تحركات عسكرية واسعة في الشمال، وفي الجنوب هناك تنسيق أمريكي بريطاني أردني لتحرك مشابه.
وأكد الملك أن الأسد سيقع بين فكي كماشة وعليه إما الرحيل أو التعرض لمصير الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي.
ونفذ طائرات تابعة للتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ليلة عدة عمليات إنزال جوي في ريف دير الزور شرق سوريا.