عبّر المخرج الفلسطيني سعيد زاغة، عن علاقة الأب بابنه وكيف تتأثر هذه العلاقة بالظروف المحيطة، من خلال فيلمه "خمسة أولاد وعجلة" الذى عرض بمهرجان الإسماعيلية الدولى للأفلام التسجيلية والروائية القصيرة.
وتدور أحداث فيلم "خمسة أولاد وعجلة" والمشارك بالمسابقة الرسمية لمهرجان الإسماعيلية السينمائى بدورته الـ19، حول أب يعمل مدرسًا ويقع ابنه بمشكلة مع الجيران ويتدخل الأب فى محاولة حل هذه المشكلة التى تتفاقم وتجعله يتصرف بشكل مخالف لطبيعته ومبادئه التى طالما يحاول أن يعلمها لابنه.
يقول "سعيد زاغة" إن فيلم "5 أولاد وعجلة" وهو فيلم روائي قصير مقتبس عن المؤلف أمريكى يدعى رايموند كارفر بعنوان "عجلات وعضلات وسجائر"، وقام بتأليف الفيلم بحيث يناسب المحيط والمجتمع العربى وتم اختيار مدينة العقبة بالأردن لتكون هى مكان أحداث الفيلم وهى مدينة هادئة جداً لنوضح أنه حتى بهذه المدينة الهادئة يمكن أن يدخل العنف بحياة الإنسان.
وأضاف "زاغة" في لقاء مع "مصر العربية" أن فكرة الفيلم تتناول علاقة الأب بابنه وكيف تتأثر بمحيط المجتمع حولهما والفرق ما بين التفكير بمبادئ معينة وتطبيقها على أرض الواقع، فالإنسان عند أول مفرق ينجر إلى مستوى أخلاقى أقل مما يطمح إليه وأن الظروف يمكن أن تجبر الإنسان لأن يتصرف بطريقة مخالفة لطبيعته، كما يتناول الفيلم فكرة النضوج وكيف أن الأنسان مهما تقدم بالعمر يظل بداخله طفل صغير يحركه وعنوان الفيلم مستوحى من هذه الفكرة.
وأوضح المخرج الفلسطيني أنه حرص على اختيار تيمة عالمية تتمثل فى علاقة الأب بابنه فالقصص التى تصل للناس هى التى تحمل ثيمات عالمية ولكن يختلف المحيط الذى يتم وضعها به وبالتالى التفاصيل تختلف لكن المشاعر والطبيعة العلاقة بين الأب وأبنه مشتركة بمختلف الثقافات.
وأشار إلى أن الفيلم استغرق تصويره 5 أيام ما بين يومين تصوير خارجى و3 أيام تصوير داخلى، وهو من بطولة الفنان الفلسطينى على سليمان والفنانة نادرة عمران وعدد من فنانى الأردن، وتم اختيار الأطفال الذين شاركوا بالفيلم من خلال زيارة عدة عائلات ومراكز واختبرنا أكثر من 100 طفل وتم اختيار الطفل صاحب إحدى الشخصيات الرئيسية بالفيلم وهى شخصية "سليم" وهو طفل موهوب جداً وهذه أول تجربة تمثيلية له، كما حرصت على اختيار الفنان "على سليمان" لأداء الشخصية وهو من أفضل الممثلين ليس عربياً فقط وإنما عالمياً أيضاً فطريقة تحضيره للشخصية وطريقة عمله مميزة جداً.
وأكد "زاغة" أن هذا أول فيلم روائي قصير يقوم بتأليفه وإخراجه بعد دراستى للأدب الإنجليزى والسينما بجامعة "كينيون" بولاية أوهايا الأمريكية، ويعد مهرجان الإسماعيلية هو سادس مهرجان دولى يشترك به الفيلم والذى إنطلق فى ديسمبر الماضى بمهرجان دبى، وشارك بمهرجان بورتلاند، وببلجيكا، ومهرجان بفلورنسا، وتم استقباله نقدياً بحفاوة من خلال هذه المهرجانات، والفيلم حاصل على دعم من الهيئة الملكية الأردنية للأفلام وأيضاً بعض الشركات الخاصة بفلسطين.
وتابع، أقوم بالتحضير حالياً لإخراج فيلم روائى قصير آخر، وأقوم بكتابة أول فيلم روائى طويل، فأى مخرج هدفه صناعة أفلام طويلة، وميزة الفيلم القصير أنه يعطى مجال للتجريب ومجال لامتحان قدرات أى مخرج ومعرفة نقاط ضعفه ليكون جاهز.
وعن انطباعه حول حجم ونوعية المشاركة العربية بالمهرجانات الدولية، أشار إلى المشاركة العربية فى تزايد مستمر ونرى جودة أعلى خاصة بمجال الأفلام القصيرة فهناك طموح فنى وجودة بما ينتج من أفلام قصيرة، وأيضاً بمجال الأفلام الطويلة نجد هناك محاولات لصناعة أفلام أكثر جودة وأكثر جرأة وتقريباً هناك مشاركة لأفلام فلسطينية سنوياُ بمهرجان كان وغيره من المهرجانات الكبرى.
شاهد الفيديو..