بـ«اﻹرهاب».. اليمين المتطرف في الجولة الثانية لرئاسة فرنسا

يتوجه الناخبون الفرنسيون إلى صناديق الاقتراع اليوم الأحد فى الجولة اﻷولى لانتخاب رئيس فرنسا المقبل، وسط توقعات بوصول اليمين المتطرف للجولة الثانية في 7 مايو القادم، مدفوعا بالخوف من العمليات اﻹرهابية التي تهز فرنسا من وقت لآخر، بحسب صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية.

 

وتحولت الانتخابات، التي سوف تختار قائدًا لديه أكبر السلطات التنفيذية بين الديمقراطيات الغربية، إلى منحدر بعد أشهر من الحملات التى تميزت بفضائح الاختلاس، والهجمات الإرهابية، وانهيار الأحزاب الرئيسية القديمة، وصعود المرشحين من أقصى اليمين واليسار.

 

وفى مساء اليوم الأحد، عندما تغلق مراكز الاقتراع، سوف تكتشف فرنسا المرشحين اللذين سيتواجهان فى الجولة الثانية من الانتخابات يوم 7 مايو القادم، وستقدم الأسماء مؤشرا عما إذا كان اقتصاد ثانى أكبر دولة في منطقة اليورو سوف يستسلم للمد الشعبوي الذي يهز النظام الليبرالي في فترة ما بعد الحرب بأوروبا.

 

الفرنسيون ينتخبون رئيسهم مباشرة منذ عام 1965 - وكان أول رئيس منتخب بشكل مباشر تشارلز ديجول- واليوم سوف يتمكن أكثر من 45 مليون ناخب مسجل من الاختيار بين 11 مرشحا فى مراكز الاقتراع المفتوحة من الساعة الثامنة صباحا، وحتى السابعة مساء أو الثامنة مساء فى جميع انحاء البلاد.

 

وعندما تغلق مراكز الاقتراع فقط سوف تكون القنوات التلفزيونية الرئيسية قادرة على الكشف عن هوية اثنين من المرشحين الذين سوف يتواجهان في جولة الثانية 7 مايو، وسط توقعات بوصول اليمين المتطرف للجولة الثانية. بحسب الصحيفة.

 

ورغم الدراسات الاستقصائية التي نشرت في الساعات الأخيرة من الحملة، فإن التأخير في الإعلان عن الفائزين في الجولة الأولى أمر ممكن، كما حذر خبراء استطلاع للرأي، وسينشر المجلس الدستوري العدد النهائي للأصوات في وقت لاحق من المساء.

 

والجمعة الماضي، أظهرت استطلاعات الرأي أن ايمانويل ماكرون، وزير الاقتصاد السابق البالغ من العمر 39 عاما رئيس حزب جديد، ومارين لوبان زعيمة حزب الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة، لديهم حظ وافر في الوصول للجولة الثانية.

 

لكن فرانسوا فيلون، الذي عانت حملته من مزاعم اختلاس، يبدو أنها حققت انتعاشا طفيفا في النهاية، يليه بشكل وثيق المرشح اليساري المتطرف "جان لوك ميلينشون" بنحو 19 %.

 

عدد الناخبين المترددين كان مرتفعًا الجمعة، مع ما يقرب من 30 % من الناخبين لا يزالون غير متأكدين من الذهاب للتصويت، وإذا اختاروا عدم الذهاب سيكون أعلى معدل امتناع عن التصويت منذ عام 2002، عندما تأهل جان ماري لوبان، والد السيدة لوبان لاجراء الانتخابات الرئاسية.

 

وأدى مقتل ضابط شرطة في الشانزليزيه وسط باريس ليلة الخميس، على يد رجل شخص أعلن الولاء لداعش، إلى تقلب مزاج الانتخابات.

 

وخلال الـ 24 ساعة الأخيرة من الحملة، استغل لوبان وفيون الهجوم لطرح إجراءات صارمة في القانون والنظام تهدف إلى التصدي للتهديدات اﻹرهابية التي ضربت فرنسا عدة مرات منذ عام 2012.

 

وتكهنت استطلاعات الرأي والمحللين السياسيين إلى أن الهجوم قد يضر ماكرون، الذي كانت تجربته في الحكومة سنتين كمستشار اقتصادي ووزير الاقتصاد في عهد الرئيس الاشتراكي فرانسوا هولاند.

 

وكان الهجوم المميت الذي قتل فيه المهاجم على يد الشرطة هو آخر ما حدث من انحرافات وتحولات فى الحملة.

 

وفاجأ فيون، منافسيه بفوز واضح في الحزب الجمهوري الرئيسي، وبعد خمس سنوات من الرئاسة الاشتراكية التي لا تحظى بشعبية كبيرة، ولكن بعد شهرين من ذلك، وجهت اتهامات لفيون بسوء استخدام منصبه

 

الرئيس هولاند أصبح أول رئيس للجمهورية الخامسة لا يسعى لفترة ثانية، ولكن بدلاً من اختيار ديموقراطي اجتماعي متشابه في التفكير ليكون خلفًا له، دعم المتعاطفون الاشتراكيون أحد منتقديه البارزين من اليسار، "بينوا هامون" في مرحلة أولية، لكنه انهار أمام ماكرون.

 

ولكن في المراحل الأخيرة من السباق، ظهر بقوة ميلينشون، وهو رجل من اليسار المتطرف يبلغ من العمر 65 عامًا.

 

وفى الوقت نفسه، ظلت لوبان التي تطالب بالخروج من منطقة اليورو وتريد إعادة السيطرة على الحدود، وقمع الهجرة، حظوظها مرتفعة فى صناديق الاقتراع رغم ادعاءات سوء استخدام الأموال البرلمانية للاتحاد الأوروبي.

ومع ذلك، يبدو أنها تفقد الزخم قليلا في الأيام الأخيرة من الحملة.

الرابط اﻷصلي

مقالات متعلقة