منعت السلطات المصرية، اليوم الأحد، الكاتب الصحفي السوداني الطاهر ساتي، من دخول أراضيها وأعادته مرة أخرى إلى السودان، وفق مصدر أمني.
وقال مصدر أمني بمطار القاهرة الدولي، لوكالة الأناضول، مفضلاً عدم ذكر اسمه، كونه غير مخول بالحديث للإعلام، إن "الكاتب السوداني وصل إلى القاهرة، فجر اليوم الأحد، قادماً من الخرطوم، وبعد الكشف عن بياناته طلبت إحدى الجهات الأمنية (لم يحددها) منعه من الدخول، وإعادته مرة أخرى إلى الخرطوم (دون إعلان سبب المنع)". ولم توضح السلطات المصرية أسباب استبعاد الصحفي السوداني من دخول القاهرة حتى الساعة 16: 30 تغ. وبحسب مصادر سودانية فإن هدف زيارة "ساتي" هو اللحاق بزوجته، التي سبقته في رحلة علاج. ويعد الطاهر ساتي، من أبرز الكتاب السودانيين، ويعمل في صحيفة "الانتباهة" المقربة من الحكومة. وقبل أيام نشر ساتي، مقالاً ناقداً للسلطات المصرية بسبب إصرارها على تبعية مثلث حلايب (أقصى جنوب شرقي مصر)، الذي تعتبره الخرطوم، جزءاً من أراضيها. كما انتقد كذلك ما اعتبره "إساءات" من الإعلام المصري ضد بلاده. من جانبه، استنكر الاتحاد العام للصحفيين السودانيين (غير حكومي)، إجراء السلطات المصرية، واعتبرها "إجراءات تعسفية وخطوة تصعيدية". وأشار، في بيان له، إلى أن الطاهر ساتي "حصل على تأشيرة دخول مسبقة" إلى مصر. وقال الاتحاد، في بيان، إن "السلطات المصرية حرمت ساتي من الوقوف إلى جانب زوجته التي سبقته إلى القاهرة بغرض العلاج". وأضاف أن الخطوة "وضعت أسرته في موقف إنساني بالغ الحرج، لا يليق بدولة جارة وشقيقة". وأوضح أن الإجراء جاء "قبل أن تجف أوراق اجتماعات اللجنة السياسية المشتركة بين وزيري خارجية البلدين، ضاربة بذلك مساعي التوافق على ميثاق شرف يحتكم إليه الإعلام المصري والسوداني". وكان عدد من الصحفيين السودانيين، بينهم رئيس اتحاد الصحفيين الصادق الرزيقي، في استقبال ساتي عند وصوله إلى مطار الخرطوم. وكانت صحيفة "الانتباهة"ذكرت، قبل أيام، أن السفارة المصرية بالسودان، رفضت منح هيثم عثمان، وهو أحد صحفييها، تأشيرة دخول. ويأتي منع الصحفي السوداني من دخول القاهرة بعد 4 أيام من زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى الخرطوم، قال عنها شكري مؤخراً، إنها تأتي بهدف "عقد جولة حوار سياسي وإزالة أي سوء فهم". وتشهد الفترة الماضية توتراً في العلاقات بين مصر والسودان، مشاحنات في وسائل الإعلام، على خلفية عدة قضايا خلافية؛ منها النزاع على مثلث حلايب الحدودي، وموقف الخرطوم الداعم لسد النهضة الإثيوبي الذي تعارضه القاهرة، مخافة تأثيره على حصتها من مياه نهر النيل. وتصاعدت حدة التوتر بين البلدين في أعقاب قرار الخرطوم في 6 أبريل الجاري، بفرض تأشيرة دخول للأراضي السودانية على الذكور المصريين القادمين إليها من سن 18، وحتى50 عاماً، تطبيقاً لمبدأ المعاملة بالمثل. وفي مارس الماضي منعت السلطات السودانية عبد المنعم أبو الفتوح، رئيس الحزب المصري "مصر القوية" من دخول البلاد، للمشاركة آنذاك في المؤتمر العام لحزب "المؤتمر الشعبي"، من دون توضيح سبب المنع.