"علاوة سنوية.. منحة".. كلمتان ينتظرهما المصريون خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة منذ قرار الحكومة بتعويم الجنيه، ومع قرب شهر رمضان قالت وزارة التموين إنها تدرس "منحة رمضان" تخفيفا على المواطنين.
وهو ما أكده ضمنيا رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل، قائلا إن هناك دراسة تتم حاليا فيما يتعلق بزيادة مخصصات السلع التموينية في شهر رمضان المقبل.
ووصلت معدلات التضخم في مصر حسب آخر تقرير صادر من البنك المركزى إلى 32.5 % بعد تدابير حكومية ساهمت في اﻷزمة منها رفع أسعار الكهرباء 40% في أغسطس الماضى مع قرار تحرير سعر صرف الجنيه أمام العملات الأجنبية في نوفمبر ما أدى إلى انخفاض قيمته رسميا، وتوالى ارتفاع الأسعار.
وأشار وزير التموين إلى أنه جار الاتفاق مع وزارة المالية من أجل تحديد التكلفة اللازمة لزيادة الدعم المقدم لكل مواطن على البطاقات التموينية الذكية للأسرة خلال شهر رمضان.
وأضاف المصيلحى أنه سوف يقوم بعرض مذكرة تتضمن زيادة الدعم المخصص للمواطنين بنسبة 50% على البطاقات، كمنحة مقدمة من الحكومة للمواطنين بمناسبة الشهر الكريم لتخفيف العبء على المواطنين.
الدراسة أمام الوزراء
ممدوح رمضان المتحدث الرسمي باسم وزارة التموين، قال إن الوزراة سوف تقدم مقترحاتها بزيادة مخصصات السلع التموينية في شهر رمضان خلال أول اجتماع لمجلس الوزراء.
وأضاف رمضان في تصريحات لـ"مصر العربية"، أن هذه الزيادة ستكون منحة من الحكومة للمواطنين بمناسبة شهر رمضان المبارك لتخفيف العبء عليهم بعد الارتفاعات المستمرة في أسعار السلع المختلفة.
وأشار المتحدث باسم وزارة التموين، إلى أن هذه المنحة تقليد سنوي تقوم به الحكومة في كل عام لتوفير السلع للمواطنين في هذا الشهر الذى يزيد في الاستهلاك عن أي شهر آخر من العام.
وأوضح أن دعم الفرد على البطاقات التموينية حاليا 21 جنيها وزيادة هذا المبلغ يحتاج إلى تنسيق مع وزارة المالية؛ لأن هذه الزيادة ستكون عبئا جديدا على الموازنة العامة وبالتالي يجب دراستها جيدا.
وخلال السنوات الماضية، كانت قرارات وزارة التموين لدعم المواطنين خلال شهر رمضان تتنوع بين الإعفاء من دفع 50% من القيمة المستحقة للسلع التموينية أو الإعفاء الكامل منها وبعدما تم تطبيق منظومة الكارت الذكى صرفت الوزارة عام 2015 سبعة جنيهات لكل فرد على نقاط الخبز بمنظومة السلع بينما تراجعت عن ذلك في 2016 بعد زيادة الدعم 3 جنيهات لكل فرد بشكل ثابت.
الاحتمال الأقرب 50%
وقال الدكتور إبراهيم الأخرس، عضو المكتب الفني لوزير التموين، إنه يتم بالفعل حاليا دراسة زيادة مخصصات السلع التموينية في شهر رمضان.
وأضاف الأخرس في تصريحات لـ"مصر العربية"، أن هذه الزيادة لم يتم تحديد رقم معين لها ولكن الاحتمال الأقرب هو أن تكون 50% مثلما أعلن وزير التموين مؤخرا.
وأوضح عضو المكتب الفني لوزير التموين، أن حرص وزارة التموين على توفير السلع الأساسية للمواطنين في هذا الشهر الكريم ومساعدتهم لتخفيف الأعباء الاقتصادية عنهم هو ما دفعت الوزارة لدراسة زيادة الدعم.
أمر إيجابى
محمد بدراوى، عضو لجنة الشئون الاقتصادية بالبرلمان، قال إن دراسة زيادة الدعم المخصص على بطاقات التموين فى رمضان، أمر إيجابى ويعطى دليلا على أن الوزارة عازمة على تخفيف الأعباء على المواطنين.
وأضاف بدراوى، فى تصريحات صحفية، أن الزيادة بنسبة 50% جيد، ولكن نتمنى أن تكون مضاعفة أى بنسبة 100% وهو ما سنتواصل مع الوزير من أجله خلال الأيام المقبلة.
وسيقدم عدد من النواب طلبا هذا الأسبوع لرئيس البرلمان الدكتور على عبد العال بضرورة رفع العبء عن المواطن المصرى فى شهر رمضان من خلال مضاعفة المقررات التموينية للمواطنية كخطوة من قبل الدولة لدعم المواطن.
وبحسب آخر تقرير صدر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فقد ارتفعت نسبة الفقراء إلى 27.8% خلال عام 2015 مقابل 25.2% عام 2010- 2011، وذلك وفقا لبحث الدخل والإنفاق، ومن المتوقع أن تكون هذه النسبة قد ارتفعت بشكل ملحوظ خلال هذا العام، بحسب الخبراء.
وقال "الإحصاء" إن نسبة الفقر المدقع ارتفعت لتصل إلى 5.3% من السكان خلال عام 2015، مرجعا ذلك لارتفاع أسعار السلع الغذائية، حيث بين أن 322 جنيهاً هو متوسط قيمة خط الفقر المدقع للفرد في الشهر عام 2015، في حين أن 482 جنيهاً هو قيمة خط الفقر الكلى للفرد في الشهر.