أظهرت نتائج أولية للانتخابات الفرنسية، مساء الأحد، تقدم المرشحين إيمانويل ماكرون ومارين لوبان على بقية المرشحين في الجولة الأولى من السباق الرئاسي، وأعلنت وزارة الداخلية نتائج جزئية تظهر حصول مرشح الوسط ماكرون بنسبة 23.11 في المئة فيما حصلت لوبان على 23.08 في المئة، وفق "رويترز".
وأشارت الوزارة إلى أن هذه النتائج جاءت بعد فرز 33.2 مليون صوت من أصل 47 مليون شخص يحق لهم الاقتراع في الانتخابات الرئاسية.
وتعني هذه النتائج أن ماكرون ولوبان سيخوضان الجولة الثانية الحاسمة في الـ 7 من مايو المقبل، بعد أن خاضوا الأحد الجولة الأولى إلى جانب 9 مرشحين آخرين.
وكانت نتائج أولية ذكرت في وقت سابق أن ماكرون حصل على 23.7 في المئة، فيما حازت مرشحة اليمين المتطرف لوبان 22 في المئة، بحسب "سكاي نيوز عربية".
وأكد ماكرون في كلمة أمام مؤيديه بعد ظهور النتائج أنه سيحمل "صوت الأمل" لفرنسا و"لأوروبا"، وقال إنه يريد أن يكون "رئيس الوطنيين في مواجهة تهديد القوميين"، وفق "فرانس برس".
تصريحات وتعهدات
وفي المقابل، أشادت لوبان بـ" النتيجة التاريخية" التي حققها حزبها الجبهة الوطنية اليميني المتطرف، وقالت "هذه النتيجة ستمكننا من الدفاع عن وطنيتنا ودولتنا".
وقالت لوبان- فى المؤتمر الصحفى الذى عقدته : "حان الوقت لتحرير الشعب الفرنسى من النخبة المتعجرفة التى تريد أن تملى عليه سلوكه... نعم أنا مرشحة الشعب وأوجه نداء لكل الوطنيين الفرنسيين للانضمام إلينا".
وأكدت: "لقد أوصلتمونى إلى الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية وأريد أن أعبر لكم عن عميق امتناني... فتلك النتيجة التاريخية تحملنى المسؤولية الهائلة فى الدفاع عن الأمة الفرنسية".
وحذرت لوبان مجددا من المخاطر الناجمة عن الهجرة وتنقل الإرهابيين، داعية إلى ضرورة تحقيق التناوب فى السلطة حتى تصل وجوه جديدة إلى سدة الحكم، موضحة أن "الاختيار الآن بين العولمة المتوحشة فى عالم يمكن أن يسافر فيه الإرهابيون بحرية، وفرنسا ذات حدود قوية".
وتعتبر هذه الانتخابات مهمة لتداعياتها على الاتحاد الأوروبي، إذ إن لوبان تنادي بسحب بلادها من الاتحاد الأوروبي، ما يعني توجيه ضربة قاضية للاتحاد الذي بات في وضع هش بعد بركسيت.
مؤيد الاتحاد الأوروبي
وفي المقابل، فإن ماكرون (39 عاما) يعتبر مدافعا قويا عن الاتحاد الأوروبي وبقاء فرنسا فيه. وفي حال فوزه في الانتخابات سيكون أصغر رئيس في تاريخ فرنسا منذ عقود طويلة.
ويعزو كثيرون صعود ماكرون المصرفي والوزير السابق إلى توق الفرنسيين لوجه جديد مع انهيار غير متوقع لعدد من منافسيه من التيارات السياسية الرئيسية وخاصة اليمين واليسار التقليديين، ويعرف عنه تأييده لبقاء فرنسا في الاتحاد الأوروبي.
وهذه أول انتخابات تجري في البلاد تحت ظل قانون الطوارئ، وبعد ثلاثة أيام من هجوم شنه داعش في باريس وأسفر عن مقتل شرطي.
وتعيش البلاد منذ 2015 على وقع هجمات إرهابية جعلت موضوع الأمن يتحول إلى أولوية لدى الجمهور. الخاسرون يدعمون ماكرون
أبدى المرشحون الخاسرون في الجولة الأولىدعمهم للمرشح الوسطي إيمانويل ماكرون ضد مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان.
وكان 11 مرشحا يتنافسون في الجولة الأولى من الانتخابات الفرنسية الرئاسية.
وبعد ظهور هذه النتائج، خرج المرشح الحزب الاشتراكي اليساري بنوا هامون في مؤتمر أمام أنصار أقر فيه بهزيمته في الانتخابات، داعيا للتصويت لصالح ماكرون في الجولة المقبلة.
وقال" ادعو إلى أن نضرب بقوة الجبهة الوطنية ونهزم هذا اليمين المتشدد. يجب أن نصوت لماكرون رغم أنه ليس من اليسار ولا يمثله"، وتابع "أنا أفرق بين خصم سياسي وبين عدوة للجمهورية" في إشارة إلى لوبان.
وفي السياق ذاته، أقر مرشح حزب الجمهوريون اليميني فرانسو فيون بهزيمته في السباق الرئاسي، مؤكدا دعمه لماكرون الوسطي.
وقال في تصريح صحفي "لا بد لنا من اختيار الأفضل لبلادنا. أنا لا أقوم بذلك بطيبة خاطر، إلا أن الامتناع ليس من شيمي خصوصا عندما يقترب حزب متطرف من السلطة. إن التطرف لا يمكن إلا أن يحمل الشؤم والفرقة إلى فرنسا"، وفق "فرانس برس".
كما قدم الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند تهنئته لماكرون، مؤكدا دعمه له.