"نحتاج لتأمين دفاعي أكبر، وحماية أكبر أمام المرمى، اللاعبون بدوا مرتاحين في المراكز التي لعبوا بها. أصبحنا أقوى واستحققنا الفوز".
هكذا فسر الفرنسي أرسين فينجر، المدير الفني لارسنال، أسباب اعتماده على ثلاثي خلفي، ولجوءه إلى خطة 3-4-2-1 للمباراة الثانية على التوالي أمام مانشستر سيتي بعد مواجهة ميدلزبره.
الجانرز باتوا أول فريق يصل نهائي كأس الاتحاد 20 مرة، متخطيا مانشستر يونايتد (19)، عقب فوزه الصعب والمثير على مانشستر سيتي بهدفين لهدف، أمس الأحد.
وأظهر الفريق تحسنا كبيرا في الأداء وشخصية أكبر خلال المبارتين الماضيتين، ليكتسب الفريق ثقة أكبر قبل المراحل الحاسمة من الموسم، الذي يدخل محطاته الأخيرة.
ولكن لماذا قرر العجوز الفرنسي تغيير قناعاته واللجوء إلى ثلاثي خلفي؟ "ستاد مصر العربية" يوضح في التقرير الآتي.
التأمين الدفاعي
كانت هذه أول الأسباب التي دفعت فينجر للاعتماد على 3-4-2-1، الفريق اللندني كان أكثر الفرق استقبالا للأهداف بـ40 هدفا من بين فرق المراكز السبعة الأولى.
وكانت أول ما منحته تلك الخطة هي صلابة دفاعية أكبر سواء في العمق، بتوفير كثافة عددية أكبر أمام المرمى، أو من على الأطراف حيث يتلقى المدافعون مساندة أكبر من "الأجنحة الخلفية".
ورغم استقبال الفريق لهدفين أمام كلا من ميدلزبره ومانشستر سيتي، إلا أنه أظهر صمودا كبيرا أمام قدرات الأخير الهجومية وحرمه من فرصة تقليص الفارق رغم الضغط الكبير الذي تعرض له.
قطع الجانرز 12 كرة في المباراة مقابل 24 لمانشستر سيتي، ولكن المفارقة هنا أن معظم التمريرات التي قطعها المدفعجية كانت بعيدة عن منطقة جزائهم (اللون البرتقالي)
وأوقف المدفعجية بنجاح خطورة الجبهة اليسرى للسماوي، التي يحتلها ليروي ساني، عن طريق ثنائية جابرييل باوليستا وأليكس تشامبرلين.
ويقول فينجر عن هذا الثنائي: "باوليستا لديه القدرة على اللعب كظهير أيمن، لديه سرعة جيدة وأعتقدت أنه وتشامبرلين قادرين على قطع بينيات ساني، ساني يحب التحرك خلف الدفاعات، والثنائي يتمتع بالقدرة على التغطية والتدخل بقوة".
الجماعية الهجومية
القوة الدفاعية رفعت الكثير من على كاهل الألماني مسعود أوزيل وبات أكثر تحررا، في المقابل سانشيز لا يتوقف عن الهجوم بشراسة وكذلك المساندة الدفاعية.
ويقول فينجر عن هذا الأمر: "سانشيز كان مثل فريق بأكمله، هو مثل الحيوان مستعد دائما لافتراس الخصوم، لا يستسلم أبدا. سيكون هنا العام المقبل وآمل أن نتمكن من تجديد عقده".
واكتسبت الأطراف دفعة هجومية جيدة، وباتت مصدر خطورة وصناعة للأهداف، وهو ما تجلى في هدف التعادل أمام السيتيسنز، إذ أرسل تشامبرلين (الجناح الخلفي) عرضية استقبلها نظيره في الجهة اليسرى ناتشو مونريال.
العرضيات تحولت إلى سلاح مهم للغاية بالنسبة لفينجر، مع اعتماده على أوليفييه جيرو كمهاجم صريح للاستفادة منها.
الأرقام تُظهر اعتماد ارسنال بشكل أكبر على الهجوم من ناحية الأطراف، وإن كانت الجبهة اليسرى هي الأكثر فاعلية بـنسبة 36%.
الحقيقة تبدو وأن لاعبي ارسنال تأقلموا سريعا على تلك الخطة، بل وارتاحوا لها أيضا وهو ما ظهر على أدائهم ويؤكده فينجر، الذي قال: "اللاعبون أعطوا أفضل ما لديهم وكانوا في كامل تركيزهم، كنا متوازنين، أحيانا يكشف النظام المراكز الجيدة للاعبين".