على يد كارلوس ريكساش.. ميسي لايزال يدهش العالم

ليونيل ميسي

قدم ليونيل ميسي في ملعب سانتياجو برنابيو عرضا آخر حاسما من هذه العروض التي لا تعد ولا تحصى منذ قدومه إلى إسبانيا على يد كارلوس ريكساش في عام 2000 بعقد مبرم على منديل طعام بينما كان عمره لا يتخطى الثانية عشرة. فكل أروقة برشلونة شهدت ولازالت تشهد على موهبة ابن "روساريو"، الذي حطم الخطط الفنية لفرق بأكملها، وتجاوز كل التوقعات وغيّر مسار العديد من المباريات الكبيرة، كلقاء الأحد الذي شهد تسجيله للهدف رقم 500 بقميص البلاوجرانا في "كلاسيكو الأرض" على ملعب ريال مدريد، سانتياجو برنابيو، في الدقيقة الثانية من الوقت المحتسب بدلا من الضائع للشوط الثاني، ليقود الفريق إلى انتصار ثمين بثلاثة أهداف لاثنين. فجميع من أحاطوا به من مدربين في إسبانيا، بقطاع الناشئين أو الشباب، يشهدون على مدى تألقه وامتثال فرق مذهلة لهذا النجم منذ أن كان في الثالثة عشرة من عمره، عندما ترك نيويلز أولد بويز ومسقط رأسه روساريو ليجرب حظه في أوروبا، وكان الرمز الآخر للبلاوجرانا، 'تشارلي' ريكساش، هو من خطفه. "ميسي يلعب"، كانت هذه العبارة ثابتة في كل المباريات التي خاضها هذا العبقري، الذي، سواء شوهد كثيرا أو قليلا، يكون حاضرا في كل وقت، فمنذ ارتدائه قميص برشلونة صنع هذا الأسطورة تاريخا عريقا، بتسجيله 343 هدفا في الليجا، و94 في دوري الأبطال و43 في كأس الملك و12 في السوبر الإسباني و5 في مونديال الأندية و3 في السوبر الأوروبي. وسيستمر الجدل وسيتواصل بين محللي كرة القدم ودائما ما سيكون هناك من يصر على أنه أفضل أو أسوأ من أساطير سابقين للعبة كبيليه وكرويف ودي ستيفانو ومارادونا. سيتواصل الحديث عن أنه لم يفز بالمونديال بعد وأنه لايزال يفتقد لهذه الصفة أو تلك، وإذا ما كان أقل أو أكثر أناقة. لكن الحقيقي أن ليونيل ميسي يبدو بعيدا عن كل تلك المهاترات ويواصل السعي نحو هدفه، وكأن من حوله ليس لهم علاقة به، وفي كثير من المباريات يصبح وكأنه هو والكرة والسعي نحو تسجيل الهدف عبارة عن "مونولوج" يؤدي فيه باقي اللاعبين والطاقم التحكيمي وحتى الكاميرات الحاضرة، دور المشاهدين. يسير بلا طريق واضح، يتجول للحظات بمعايير منحرفة هو فقط من يعلم نهايتها، يشتم فيها رائحة الخطر، معايير تثير رغبته في الركض ودك الشباك في نهاية الأمر، الركلات الحرة التي يهز بها الشباك من كل مكان، يرى ثغرات لا يدركها الآخرون، يستقبل لكمات لا يعتاد على الشكوى منها، بل وتبدوا وكأنها تزيده إصرارا وتحفيزا، كما حدث أمس عندما عاد ليفتح الباب مرة أخرى أمام فريقه للاحتفاظ بلقب الليجا. فبعد إقصاء برشلونة من ربع نهائي دوري الأبطال على يد يوفنتوس الإيطالي، لم يكن قلائل الذين تحدثوا عن الحالة البدنية والنفسية لميسي، وإذا كانت لديه القدرة على مواصلة قيادة الفريق بحسم حتى نهاية العام عقب السقوط الأوروبي، حتى ظهر أمس وعاد ليؤكد دوره الحاسم. الآن وبعد مرور العديد من الأعوام، وبعد 577 مباراة، جاء مدربه، لويس إنريكي، ليؤكد مرة أخرى كونه الأفضل في العالم قائلا "ميسي حاسم حتى وهو يتناول العشاء في منزله".

مقالات متعلقة