الأسباب الـ5 لفوز برشلونة.. ومثلها لخسارة ريال مدريد

ريال مدريد وبرشلونة

حقق برشلونة انتصارا ثمينا بثلاثة أهداف لاثنين في معقل ريال مدريد، بفضل ليونيل ميسي، صاحب الـ500 هدف بقميص البلاوجرانا، ولكن بعيدا عن تألق النجم الأرجنتيني، فهناك عوامل أخرى ساهمت في انتصار الزائر الكتالوني في سانتياجو برنابيو، لينعش آماله في الاحتفاظ باللقب للعام الثالث تواليا. 1- ميسي: هو كلمة السر، مفتاح فوز برشلونة باللقاء، صاحب هدفين من ثلاثية لفريقه. أدائه كان مبهرا، وكان حاسما في المواجهات "واحد ضد واحد" وعاد ليجد نفسه بعد إقصاء فريقه من دوري الأبطال على يد يوفنتوس. امتد صيامه عن التهديف لثلاثة أعوام ولكنه أسكت البرنابيو بهدفه في الثواني الأخيرة من اللقاء، والذي يعد رقم 500 له منذ وصوله للبرسا. صورته وهو يمسك بالقميص رقم 10 أمام مدرجات المدريديين ستبقى من العلامات البارزة في التاريخ. 2- العملاق تير شتيجن: إذا كان ميسي هو من زلزل خطوط المنافس، فإن الحارس الألماني تير شتيجن هو حائط الصد الذي ساعد فريقه في الخروج بالنقاط الثلاثة. استبسل بتصدياته العملاقة في الأوقات التي كان فيها ريال مدريد الأكثر قوة. حلوله الرائعة للتصدي للانفرادات، التألق بكلتا يديه وقدميه. لقد تألق بشكل فعلي مع برشلونة في البرنابيو. 3- بوسكيتس: غاب بوسكيتس عن الهزيمة التي مني بها البرسا بثلاثية في تورينو، لكنه تعافى في الانتصار على البرنابيو. فبوسكيتس يعد أحد اللاعبين الأساسيين لأي مدرب. نجاح لاعب الارتكاز في تمرير الكرات ودعم فريقه من الخلف وقيادة عمليات استعادة الكرة كان أساسيا لتعزيز قدرات البلاوجرانا في المباراة. فبدونه لم يكن الفريق هو برشلونة الحالي. 4- مثابرة روبرتو: مثابرة سيرجي روبرتو، لاعب الوسط الذي أصبح مع مرور المواسم ظهيرا أيمن للفريق، منحت برشلونة نصف الطريق نحو هدف الفوز الذي جاء في الوقت الضائع، بفضل انطلاقته الرائعة بعرض الملعب التي مكّنت ميسي في نهاية المطاف من تسجيل الهدف الثالث للفريق، بعد تمريرة من جوردي ألبا. 5- لحظة راكيتيتش: في موسم معقد للغاية له، أحيت التسديدة اليسارية الرائعة لإيفان راكيتيتش اللاعب من جديد. كان الكرواتي فقد الكثير من الثقل داخل الفريق، لم يشارك لعدة جولات، كان يدور حديث حول بيعه في سوق الانتقالات الشتوية، ولكنه ظهر في وقت الجد وسجل هدف التفوق 2-1 الذي ساهم في انتصار فريقه بنهاية الأمر.

 

أسباب خسارة ريال مدريد

 

1- قرار اشراك بيل الخاطئ: كان شغف الويلزي جاريث بيل للمشاركة في الكلاسيكو مرتفعا تماما بقدر إيسكو ألاركون وماركو أسينسيو، لكن عامل المخاطرة بالدفع به كان قائما نتيجة لعودته من إصابة. لم يتوخ زيدان حذره بخصوص هذه النقطة وأصر على الدفع به للعب بثلاثي الـ"بي بي سي" وخطة 4-3-3-، بيد أن الأمور لم تمض كما كان يأمل حيث تعرض اللاعب للاصابة مجددا بعد مرور 25 دقيقة فقط على عمر اللقاء. وتوجد علامات استفهام كثيرة حول إشراك بيل، خاصة وأن اللاعب شارك في ثلاث تدريبات فقط قبل اللقاء، كما أن اصابته كانت في نقطة ضعفه الكبرى: العضلة النعلية. ومن الناحية التكتيكية فإن إجلاس بيل على الدكة والدفع بإيسكو أو ألاركون على سبيل المثال، كان ليعني وجود لاعب وسط إضافي وإكساب الريال قدرة أكبر للاستحواذ على الكرة، لكن هذا بالطبع لم يحدث. 2- خطيئة مارسيلو والإفراط في التفاؤل: كان الأمر ليصبح مجرد بطاقة صفراء لو قرر مارسيلو إعاقة سيرجي روبرتو في بداية اللعبة التي أدت لهدف ميسي القاتل (ق92)، لم يكن الريال ليتعرض للهزيمة في عقر داره، لكن البرازيلي لم يتخذ القرار الصائب بإعاقة الخصم في بداية اللعبة ليأتي العقاب بالصورة التي عذب بها ريال مدريد الكثير من خصومه هذا الموسم وعلى مر التاريخ، أي عبر هدف قاتل، وما زاد من تأثيره السام هو أنه جاء عبر ميسي. لكن مارسيلو، الذي قدم نفسه ككبش فداء عقب المباراة واعترف بأنه أخطأ التقدير، ليس هو المذنب الوحيد، بل إن الفريق ككل يتحمل جانبا من هذه المسؤولية، فمن غير المعقول لفريق تمكن من التعادل وهو يلعب بعشرة لاعبين وهي النتيجة التي كانت لتضمن كثيرا للريال فرص تتويجه في الليجا، دون وضع نفسه تحت ضغط مضاعف، أن يصر على الهجوم في الدقائق الأخيرة ويفتح ملعبه بهذه الصورة أمام خصمه الأبدي. الإفراط في التفاؤل قد يؤدي أحيانا إلى كارثة. 3- عُزلة كاسيميرو أمام لدغات "البرغوث": تمكن الأرجنتيني من قراءة المباراة بصورة مثالية: لم تصل الكرة له في منطقة العمليات، لذا فإنه كان يؤخر من موقعه في الملعب، ليُسير لعب الفريق الكتالوني من الخلف، لهذا دخل مع كاسيميرو في أغلب الأوقات بنزال فردي تمكن فيه من التفوق عليه وفي أول مواجهة بينهما كلف البرازيلي بطاقة صفراء. لكن أكثر الأمور الملفتة للنظر هي عزلة كاسيميرو حيث لم يحصل على الحماية الكافية للوقاية من لدغات "البرغوث"، فمن ناحية توجب على لوكا مودريتش ابقاء نظره على الجانب الأيمن ولماذا؟ الإجابة بسيطة: تغطية الفراغ الذي تخلفه إنطلاقات كارباخال الهجومية الدائمة، أما توني كروس فإن معاناته من إجهاد بدني فائق نتيجة العمل الذي قام به في مباراتي بايرن ميونخ كانت بينة. بهذه الطريقة تمكن ليو من العثور على المساحات والأمتار المطلوبة لزعزعة توازن الريال وبكل بساطة لم يتمكن أحد من ايقافه. 4- غياب إيسكو: مرة أخرى وجد اللاعب نفسه صديقا للدكة مع زيدان في مباراة كبرى، ولم يقتصر الأمر على هذا وحده، فقط شاهد كيف يجري الفرنسي تبديلا تلو الأخر دون التفكير فيه على الرغم من حاجة الريال للاعب بمثل مهاراته في الاحتفاظ بالكرة ورؤيته في فتح الملعب. أن يجلس على الدكة ويرى زيدان يفضل الدفع ببيل منذ البداية، وتفضيل ماركو أسينسيو عليه في أول تغيير وماتيو كوفاسيتش في الثاني وجيمس رودريجز في الثالث، لن يصبح شيئا جيدا في مخيلة إيسكو الذي سيتوجب عليه خلال الأيام القليلة القادمة اتخاذ قرار حاسم: إما التجديد أو تغيير الأجواء. 5- تكتيك إنريكي يتفوق على زيزو:. تمكن مدرب الفريق الكتالوني في آخر مباراة كلاسيكو يقودها من العثور على المناطق المهجورة التي تقبع بين خطوط ريال مدريد والقادرة على إثارة زوابع من المشاكل وربما فرض حالة النقص العددي عليه، فتقديم مركز سيرجي روبرتو وتأخير مركز ليو ميسي ساهم في جلب نوع من التفوق العددي في منطقة الوسط، العصب المحرك للفريق، هذا بخلاف إضطرار داني كارباخال لمواجهة لاعبين في جبهته اليمنى كلما تقدم للأمام، وهو الأمر الذي قلل من خطورته كثيرا. بالنسبة لزيدان فكثير مما سبق ذكره في النقاط السابقة يقع على عاتقه، سواء الدفع ببيل أو الإصرار على 4-3-3 أو حتى ترك لوكاس فاسكيز خارج القائمة، وفي النهاية عدم تنبيه لاعبيه للتراجع في الدقائق القليلة المتبقية بعد التعادل وعدم التهور والطمع في الفوز.

مقالات متعلقة