"ما يثير اشمئزازي، إطلاق الشائعات باستمرار، فهي ليست أمرًا مضحكًا أو كوميديًا، بل أمرًا خطيرًا للغاية"، هكذا قال البرتغالي جوزيه مورينيو، المدير الفني لفريق مانشستر يونايتد الإنجليزي، عقب إقالة سام ألاردايس من تدريب المنتخب الإنجليزي.
يُعد سام ألاردايس، من مخضرمي الدوري الإنجليزي، في العقدين الماضيين، إذ تولى تدريب العديد من الفرق، مثل وست بروميتش، وسندرلاند، ووست هام، وبولتون.
وبعد أكثر من 25 عامًا تدريب لفرق الدوري الإنجليزي، قرر الاتحاد تعيين سام، مديرًا فنيًا لمنتخب الأسود الثلاثة، في يوليو الماضي، خلفًا لروي هودجسون، الذي استقال من منصبه، عقب خروج إنجلترا الصادم من يورو 2016 على يد أيسلندا.
ولكن تعرض ألاردايس، صاحب الـ62 عامًا، للإقالة، في سبتمبر الماضي، بسبب تلقيه رشوة كشفت عنها صحيفة "تيليجراف"، وتم تصويره، في فضيحة كبيرة تكلم عنها العالم أجمع.
خاض ألاردايس مباراة وحيدة فقط مع المنتخب الإنجليزي، أمام سلوفاكيا، وفاز بها بهدف دون رد.
وظن متابعو كرة القدم حول العالم، أن مسيرة المدرب المخضرم قد انتهت، بعد الصدمة التي تعرض لها، والإقالة التي تؤثر على أي شخص، مهما كان تاريخه أو إنجازاته، فأن تتم إقالتك بعد 3 شهور فقط، بعد تولي منتخب بلادك، أمر ليس بالسهل إطلاقًا على مدربي كرة القدم.
ولكن يشاء القدر، أن يعود سام إلى أروقة المدربين مرة أخرى، ويتغلب على العقبة التي تعرض لها في مسيرته، من بوابة فريق كريستال بالاس.
وفي 23 ديسمبر 2016، أعلن فريق كريستال بالاس تولي ألاردايس، زمام الأمور الفنية للفريق، في خطوة متهورة من رئيس النادي.
كان فريق كريستال بالاس حينها، في المركز 17 في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي، برصيد 15 نقطة.
خاض سام 18 مباراة مع الفريق حتى الآن، 3 في بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي، و15 مباراة في بطولة الدوري، ولكن يجب أن نتوقف عند مبارياته في بطولة البريميرليج للحظات.
استطاع فريق كريستال بالاس التغلب على ثلاثي من كبار البطولة، والتعادل مع البطل ليستر سيتي.
فاز ألاردايس على المتصدر تشيلسي، الذي لم يتلق الخسارة إلا في القليل من المباريات، ولكن خسر أمام كريستيال بالاس بهدفين مقابل هدف، في المباراة التي جمعتهم في الجولة الـ30.
ليعطي أمل لباقي فرق المقدمة، في المنافسة على بطولة الدوري، وتعطيل المتصدر، وقال ألاردايس بعد المباراة: "إنها ثلاث نقاط جميلة من متصدر الدوري، الجميع سوف يتحدث اليوم عن هذه الهزيمة للفريق الذي يعتقد البعض أنه سيكون البطل، سيقولون أننا حققنا نجاحًا باهرًا".
وفي الجولة الـ32، سحق ألاردايس نظيره ارسين فينجر، المدير الفني لأرسنال، بثلاثة أهداف نظيفة.
ونجح ألاردايس، في كسر عقدة ملعب "أنفيلد"، معقل ليفربول بعد الفوز 2-1، في الجولة 34، ليحقق المدير الفني السابق لمنتخب إنجلترا أول انتصار له في معقل الليفر منذ عام 2003، عندما قاد بولتون واندررز للفوز على ليفربول في كأس رابطة المحترفين.
ويرجع ذلك النجاح، إلى منح ألاردايس، الحرية الكاملة للاعبين أمثال ويلفرد زاها، وتاونسيند، لكي يعبروا عن أنفسهم في الملعب، وهو ما أظهر نتائجه على شكل الفريق في المباريات، واستعاد اللاعب يوهان كاباي، مستواه المعهود.
وتمكن المدرب المخضرم، أن يخرج طاقة مامادو ساخو ، لاعب خط الدفاع، والمهاجم كريستيان بينتيكي، اللذان يقدمان أفضل مستوياتهما مع الفريق، وظهر لاعب الوسط، ميليفوجيفيتش بمستوى جيد.
وحقق الفريق، تحت قيادة ألاردايس، 21 نقطة، ليحتل المركز الثاني عشر برصيد 38 نقطة، ويبتعد عن مناطق الهبوط، وأحرز 17 هدفًا، ودخل مرماه 21 هدفًا.
وقال ألاردايس عن الطفرة التي حقهها مع الفريق: "روحنا القتالية.. قوتنا الذهنية وثقتنا الآن تعني أننا لن نخسر حتى عندما نتأخر بهدف واحد أو اثنين".
وأضاف: "بفضل هذه الصلابة الذهنية نقاتل ونحقق نتائج إيجابية.. وكلما كانت النتائج إيجابية زادت ثقتنا ولم يكن أحد يتوقع النتائج التي حققناها مؤخرا".
لم يعرف سام ألاردايس، الهبوط أبدًا في البريميرليج، ودائمًا ما يحافظ على سلامة الأندية في بطولة الدوري الإنجليزي.
فإذا كنت تخشى أن يهبط فريقك إلى دوري الدرجة، لا تقلق، فستكلف نفسك مكالمة واحدة «للبيج سام» لإنقاذ فريقك من الهبوط.