عندما يداهمك النحس في كرة القدم، قد يأتيك على هيئة إصابة خطيرة في عز تألقك، فيضع خط النهاية لمشوارك، فلا تجد بديلًا عن الاعتزال.
ويحفل تاريخ النادي الأهلي بحالات من هذه النوعية، لنجوم جاءتهم الإصابة في عز تألقهم، فحرمت جمهور المارد الأحمر من الاستمتاع برؤيتهم في الملاعب لفترة أطول، نسترجع بعضًا منهم من خلال هذا التقرير.
محمود الخطيب
"بيبو"، أحد أبرز اللاعبين الذين جاءوا في تاريخ الكرة المصرية، صاحب الفنيات العالية والأخلاق الرفيعة، فضلًا عن كونه هدافًا قديرًا.
وروى بيبو قصة اعتزاله خلال لقاء تليفزيوني مع الفنانة إسعاد يونس، مقدمة برنامج "صاحبة السعادة، قائلًا: "كنت مصابا لمدة شهرين تقريبا، وأصبح سني 34 عامًا، العودة من الإصابة في هذا العمر أمر صعب بالمقارنة بالإصابات وأنا في سن صغيرة".
وأضاف: "تعبت كثيرًا للعودة من هذه الإصابة، الأمر أصبح مرهق أن تحاول العودة بعد الإصابات بنفس القوة والحماس".
وتابع: "كنا نستعد لخوض نهائي إفريقي عام 1987، وكان لأول مرة يقام في مصر، كنت أتمنى خوض المباراة، طلب مني أنور سلامة المدير الفني أن أشارك في مباراة أمام المحلة كانت قبل النهائي بـ9 أيام استعدادا للهلال السوداني، وبالفعل خضت المباراة، ولكن بعد نصف ساعة من بداية المباراة، ارتطم قدم لاعب المحلة بوجهي وعيني دون أن يقصد ذلك، وخرجت من المباراة للإصابة وقبل دخولي غرفة العمليات قررت أنه لو كُتب لي وشاركت في 10 دقائق فقط من النهائي ساعتزل الكرة، وشاركت بالفعل آخر ربع ساعة".
واختتم: "أقيمت مباراة اعتزالي بفريقين من نجوم الأهلي والزمالك، أمام منتخب عربي، وقمت بتحضير كلمة لألقيها، وعندما بدأت فوجئت بالجماهير تهتف (لأ يابيبو لأ.. لأ ملكش حق)، تأثرت جدًا ولا أتذكر مما قلته سوى كلمة "ألف شكر".
زيزو
عبد العزيز مصطفى عبد الشافي «زيزو»، صانع الألعاب المنضم إلى مدرسة ناشئين الأهلي في سن الخامسة عشر، تم تصعيده إلى الفريق الأول وهو في السابعة عشر من عمره، الذي لعب ضمن صفوفه 10 أعوامًا.
وسجل زيزو مع الأهلي أكثر من 100 هدف في مختلف البطولات التي شارك فيها، واشتهر بالتسجيل في مرمى الغريم التقليدي نادي الزمالك.
لقبه الجمهور بالتوربيني والمدفعجي نظرًا لسرعته وتسديداته التي لا تخطئ الشباك، وشكل ثنائية رائعة رفقة زميله محمود الخطيب، إلا أن الإصابة بقطع في الرباط الصليبي عام 82، حالت دون استمرار حلقات إبداعه في المستطيل الأخضر، ليعين فور اعتزاله مديرًا للكرة بالنادي الأهلي.
مختار مختار
مختار مختار نجم النادي الأهلي الذي سطع في السبعينيات في مركز خط الوسط، الذي أجاد فيه لأقصى درجة؛ إذ كان "رمانة ميزان" فريقه، ومحطة للعب، ومحرز الأهداف؛ حيث قضى مختار داخل القلعة الحمراء 8 مواسم ابتداء من موسم 75/1976 وانتهاء بموسم 82/1983، خاض خلالهم 194 مباراة فاز في 136 وتعادل في 41 وخسر 17 مباراة، وسجل 32 هدفا 26 في الدورى العام وهدفين في كأس مصر و4 أهداف في بطولة أفريقيا.
وأنهى مختار هذا المشوار الحافل مع الأهلي بلقطة عنوانها "التضحية"، عندما أصيب في مباراة المقاولون خلال افتتاحية دوري 1984، بعد تدخل عنيف مع سعيد الشيشيني الذي سقط بكل جسمه على ركبة مختار؛ إ‘ذ أصيبت ساقه بالضمور وأجريت له عدة عمليات لكن ساقه اليمنى ظلت تؤلمه بعد أن تدرب بقوة وعنف ليستعيد سرعته لكنه لم يتمكن وقرر اعتزال الكرة وتأكيدا لأخلاقه الرفيعة أصر في مباراة تكريمه التي أقيمت يوم الجمعة 24 يناير 1986 على أن يكون حول الملعب رافعًا يده في يد سعيد الشيشيني قائد فريق نادي المقاولون العرب معلنا بذلك أمام الجميع أن الشيشيني لم يتعمد إصابته وأنه لا يحمل أي ضغينة له، ليُمنح بعدها جائزة اللعب النظيف من اللجنة الدولية للعب النظيف المنبثقة عن هيئة اليونسكو بباريس.
حسام البدري
حسام البدري، المدير الفني الحالي لفريق الأهلي، ونجمه السابق، من مواليد محافظة السويس لعام 1960، دخل أبواب القلعة الحمراء منذ كان ناشئًا بناء على اختيار فتحي نصير، ومن بعده عمرو أبو المجد، قبل أن يتم تصعيده للفريق الأول تحت قيادة المدير الفني المجري هيديكوتي أمام الأوليمبي.
وخاض البدري في مشواره مع الأهلي 124 مباراة محلية وأفريقية، أبرزها مشاركته أمام الأشغال الصومالي في اياب الدور الـ 32 من نسخة 82، وفاز حينها الأهلي بهدف لعلاء ميهوب ساهم فيه البدري، وتوج بلقب الدوري المصري أربع مرات، وثلاث بطولات كأس مصر بالإضافة إلى ثلاث بطولات أفريقية.
الصليبي ونهاية المشوار
قضت الإصابة على مشوار البدري في الملاعب مبكرًا؛ حيث تعرض لقطع في الرباط الصليبي للركبة عام 1984 وامتدت فترة علاجه لأكثر من عام ونصف حتى قرر الاعتزال عام 1987.
عماد النحاس
ولم يقتصر سوء الحظ على ملازمة لاعبي النادي الأهلي جيل التسعينيات وما قبله، بل امتد لجيل ما بعد الألفية الثانية، ليطول عماد النحاس، "ليبرو" النادي الأهلي ومنتخب مصر، القادم من الإسماعيلي موسم 2004.
واشتهر النحاس بتسجيل الأهداف رغم مركزه الدفاعي، إلا أنه أجبر النحاس على الاعتزال بعد إصابته بقطع في الرباط الصليبي، وتكرارها فور تعافيه، لتنتهي علاقته بالملاعب بشكل نهائي.