تزامنا مع مؤتمر الإسماعيلية.. هل آتت مؤتمرات الشباب أكلها؟

المؤتمر الأول للشباب

تحضيرات على قدم وساق وحضور رسمي ليس الأول من نوعه فسبقه عدة مؤتمرات بمدن مختلفة جاءت تحت نفس العنوان «مؤتمر الشباب» أبرزها كان الأول الذي عقد في مدينة شرم الشيخ في أكتوبر الماضي، وآخر عقد بمدينة أسوان.

 

ويطرح المؤتمر الوطني لتأهيل الشباب الذي سيفتتحه الرئيس عبد الفتاح السيسى اليوم الثلاثاء، تساؤلا عن جدوى هذه المؤتمرات وأهميتها للشباب المصريين الذين يعانون من نسبة بطالة قدرها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء بـ26،7٪، بنسبة 22٪ للذكور، 38,2٪ للإناث، في الفئة العمرية (18-29 سنه) وبلغت نسبة البطالة بين الشباب في الفئة العمرية (18-29 سنه) الحاصلين على مؤهل جامعي 41,5٪ كما بلغت 29,5٪ للحاصلين على مؤهل متوسط فني.

 

واختلف عدد من السياسيين في تقدير مدى جدوى المؤتمرات فبعضهم يرى أنه من أكثر التجارب إيجابية في الفترة الخيرة وآخرون يرونه مجرد جلسات استماع لا جدوى منها.

 

يقول المهندس محمود مرعي رئيس لجنة شباب حزب الوفد بمحافظة البحيرة، والمحاضر بالجامعة الأمريكية: إن المؤتمرات الشبابية التي عقدت في الفترة الأخيرة تمثل بادرة طيبة من قبل مؤسسة الرئاسة.

 

وأضاف لـ"مصر العربية أن المؤتمر يجمع الكثير من الكوادر السياسية والحزبية وبعض الأكاديميين وهو أقرب لتجمع سياسي متكامل يتم خلاله نقل الخبرات وعرض الأفكار البناءة من قب الشباب.

 

مرعي الذي حضر مؤتمر الشباب بمحافظة البحيرة والذي عقد في ديسمبر الماضي يؤكد أن الحاضرين وقتها عرضوا قضية البطالة التي تؤرق جميع الشباب في مصر وقدموا حلولا لهذه المشكلة من خلال دراسات علمية وتجارب ذاتية، وهو ما سيطبق في المؤتمرات الأخري بحسبه.

 

ويوضح أن المؤتمر ربما يعرض فيه أيضا بعض الخطط في ملف تجديد الخطاب الديني ومواجهة التطرف كما حدث بمؤتمرهم، لافتًا إلى أن من أهم ما يعرض في مؤتمرات الشباب هو مقترحات وأبحاث الشباب في ملفات الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة.

 

وطالب القيادي الوفدي بضرورة توسيع حلقات التواصل بين الدولة والشباب بألا يقتصر الأمر على المؤتمرات فقط، ولكن يمتد لمجلس أعلى للشباب يقوم على تنمية قدراتهم، وألا تكون المناقشات التي تقال في المؤتمر عبارة عن حبر على ورق.

 

ورغم اختيار 1200 من الشباب يمثلون إقليم القناة والمحافظات الأخرى بالمؤتمر إضافة إلى 100 من الشباب ممثلين لوزارة التعليم العالي و100 ممثلين لوزارة الشباب والرياضة، وشباب البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة، وعدد من شباب الأحزاب السياسية، إلا أن سماح غزاوي المتحدثة باسم حزب الدستور تقول: إن الطريقة التي يتم بها الاختيار تنتقي المؤيدين للسلطة فقط.

وتقول غزاوي لـ"مصر العربية" إن هناك بعض النقاط الهامة التي يجب إثارتها عند الحديث عن مؤتمرات الشباب أولها هل تم إشراك الشباب في آليات اتخاذ القرار في مصر أم لا؟.

 

وتتساءل هل توقفت الأجهزة الأمنية عن ملاحقة الشباب النشطاء أو من لهم توجهات سياسية واهتمامات في الشأن العام، مشيرة إلى أن هؤلاء الشباب لا يتم التطرق إليهم أو اختيارهم ضمن حضور المؤتمر رغم أنهم أولى من غيرهم لامتلاكهم لرؤية واضحة ودراسات جاهزة يمكن الاستعانة بها في ملف التنمية.

 

وتؤكد أن الاختيار في هذه المؤتمرات هو أشبه بمؤتمرات وفعاليات الحزب الوطني لا يحضرها إلا المرض عنهم فقط، ومن يضمن المنظمون انصياعهم الكامل لما يملى عليهم بهذه الجلسات.

 

وقال: قرابة 60% من اللقاءات تكون أحادية التوجه وهي عبارة عن مسؤول يتحدث وشباب يسمعون وليس العكس، مشيرة إلى أن السبيل الوحيد لدمج الشباب وتأهيلهم هو السماح لهم بالعمل العام دون قيود، وإشراكهم في صناعة القرار.

 

ويتفق الدكتور أحمد البرعي وزير التضامن الاجتماعي الأسبق، والقيادي بتحالف أحزاب التيار الديمقراطي، مع الغزاوي بأن هذه المؤتمرات بلا جدوى، مشيرا إلى أن هناك غيوم تحيط بهذه اللقاءات.

وقال لـ"مصر العربية": إنه لابد من توجيه السؤال للقائمين على هذه المؤتمرات عن آليات الاختيار في الحضور، وعن أجندة هذه المؤتمرات والمستهدف منها.

 

واستنكر البرعي حالة الضبابية وعدم الشفافية التي تحيط بمثل هذه اللقاءات، كما أنها بحسبه لا تتطرق لموضوعات هامة تمس الأمن القومي المصري كقضية سد النهضة مثلا.

مقالات متعلقة