الزيارة المرتقبة لبابا الفاتيكان فرانسيس للقاهرة الجمعة القادمة تحمل بين طياتها الكثير من اﻷهداف، والتي تتراوح بين السعي للوحدة المسيحية، وتعزيز حوار اﻷديان مع العالم اﻹسلامي.
وبحسب موقع "إذاعة الفاتيكان"، فإن لقاء بابا الفاتيكان فرانسيس مع تواضروس الثاني بابا اﻷقباط اﻷرثوذكس علامة هامة على التضامن مع المسيحيين الذين يعانون ويموتون بسبب عقيدتهم في مصر والشرق اﻷوسط.
ونقل الموقع تلك التصريحات عن "جابرييل كيك" رئيس مكتب الحوار مع الكنائس الأرثوذكسية الشرقية في مجلس الفاتيكان للوحدة المسيحية.
وتتزامن تلك التصريحات مع رسالة البابا فرانسيس ﻷهل مصر قبل زيارته المرتقبة، أعرب فيها عن أمله أن تسهم الزيارة في تعزيز الحوار بين اﻷديان.
وقال البابا في رسالة مصورة وجهها إلى المصريين:" بقلب فرح وشاكر، سأزور بعد أيام قلائل وطنكم العزيز، مهد الحضارة وهبة النيل وأرض الشمس والضيافة حيث عاش الآباء البطاركة واﻷنبياء".
وأوضح أنه يأمل بأن تكون هذه الزيارة بمثابة عناق وتعزية وتشجيع لجميع مسيحيي الشرق اﻷوسط ورسالة صداقة وتقدير لجميع سكان مصر والمنطقة، ورسالة أخوة ومصالحة بين جميع أبناء إبراهيم، وخصوصًا العالم اﻹسلامي.
وأشار إلى أنه يتمنى أن تشكل الزيارة إسهامًا مفيدًا في حوار اﻷديان مع العالم اﻹسلامي.
وبحسب "إذاعة الفاتيكان" فقد حمل الكاردينال كورت كوخ، والسكرتير الخاص للبابا فرنسيس مصر الأسبوع الماضي رسالة تعزية شخصية في أعقاب هجومين على كنيسة في الإسكندرية وطنطا، وأدّت الهجمات - التي تبناها داعش - إلى مصرع حوالي 45 شخصًا، وإصابة العشرات.
ويقول "كيك" إن البابا تواضروس كان "متأثرًا بعلامة الاهتمام الروحي"، وقربه من معاناة المجتمعات المسيحية، وفي تصريحات صحفية قال:" لقاء البابا فرانسيس مع تواضروس سيكون استمرارًا للمسار المسكوني نحو الوحدة الكاملة والواضحة للكنائس".
وبعد هجمات اﻷحد، طلب البابا من كيك، مرافقة الكاردينال كورت كوخ في زيارة مصر برسالة تعزية، بحسب اﻹذاعة، وكانت الزيارة قصيرة جدا.
وقدم الوفد الكاثوليكي رسالة تعزية وتضامن معربًا عن "التقارب الروحي في الصلاة" بين البابا فرانسيس وجميع المتضررين من الهجمات.
ويقول كيك إن البابا تواضروس كان "متأثرًا جدًا بالاهتمام الروحي"، وطلب "التعبير عن سعادته للبابا".
وخلال هذا اللقاء في الفاتيكان، بعد وقت قصير من انتخاب الرجلين، تحدث البابا فرانسيس بقوة عن "مسكونية الدم" من الشهداء الأقباط.
وكرر هذه العبارة بعد قطع رؤوس المسيحيين في 2015، مؤكدًا "أنهم لا يتعرضون للاضطهاد لأنهم أرثوذكس أو أقباط، ولكن لأنهم مسيحيون".
وفي إشارة إلى الكاتب المسيحي الأول من قرطاج "ترتليان" الذي قال :"دماء الشهداء أصبحوا البذور لنمو الكنيسة المسيحية، ودماء الشهداء أيضا البذور في الوقت الحاضر لوحدة المسيحيين".
وقال كيك "ليس فقط الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ولكن كل المسيحيين والمسلمين وجميع المصريين ينتظرون زيارة البابا".
ورغم أن اللقاء بين الباباوات سيكون "استمرارًا للمسار المسكوني" نحو الوحدة المسيحية، فإن الرحلة البابوية ستكون أيضًا فرصة للبابا للاجتماع مع المجتمع الكاثوليكي الصغير لتعزيز روابط التضامن والأخوة بين كل المسيحيين.
الرابط اﻷصلي