أثار رفض الحكومة البريطانية الاعتذار للفلسطينيين عن وعد بلفور المشؤوم الذي منحته بريطانيا للحركة الصهيونية عام 1917، ردود أفعال غاضبة، واصفين الرفض بـ " الجريمة والوقاحة السياسية".
وطالب فلسطينيون في حديثهم مع "مصر العربية" ضرورة التحرك باتجاه المحكمة الجنائية الدولية، وكل المراكز القانونية الدولية لملاحقة بريطانيا.
وكانت الحكومة البريطانية قد أعرابت عن فخرها بوعد بلفور، الذي أفرزكيان الاحتلال ، وولد حالة سخط كبيرة في الأروقة السياسة الفلسطينية.
محاصرة القرار
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني وليد العوض قال: "نحن نستنكر موقف بريطانيا الأخير والتي عبرت فيه عن افتخارها بوعد بلفور، ومساهمتها في إنشاء دولة الاحتلال".
وأعرب العوض خلال حديثه لـ "مصر العربية" عن أمله من الدوائر السياسية الفلسطينية والدبلوماسية في تكثيف إدانة الموقف البريطاني، ومحاصرة القرار قانونيا".
وطالب بريطانيا بتقديم اعتذار للشعب الفلسطيني على ما ارتكبته من جرائم في حقه.
وشدد العوض على ضرورة تقديم دعوة في المحكمة الجنائية الدولية ضد بريطانيا، بشأن تسببها في المجازر التي تعرض لها الشعب الفلسطيني منذ أكثر من مائة عام، ووعد بلفوركان نقطة الارتكاز الأساسية لقيام دولة الاحتلال.
دعوة جنائية
بدوره قال السياسي الفلسطيني عادل خريس إن رفض بريطانيا الاعتذار للشعب الفلسطيني عن وعد بلفور، يتطلب من الفلسطينيين، على المستوى الرسمي والشعبي المزيد من الضغوطات لتقر بريطانيا بالخطأ التاريخي.
وطالب خريس السلطة الفلسطينية والجهات الدولية الضغط على بريطانيا من أ جل تقديم الاعتذار للشعب الفلسطيني، باعتبارها السبب الرئيس في نكبة الفلسطينيين ومأساتهم.
في السياق ذاته قال الناشط محمد حرب، إن عدم اعتذار بريطانيا للشعب الفلسطيني بمثابة وعد بلفور جديد يصادر حق الشعب الفلسطيني في الحرية وتقرير المصير . وطالب من خلال "مصر العربية" بملاحقة بريطانيا في المحاكم الدولية. وأكد حرب أن الدعوة القضائية ستكون وفقاً للقانون الدولي ضد بريطانيا، لأن هناك جرائم حدثت بسببها، ومطالبتها بتعويض الشعب الفلسطيني.
الملاحقة مستمرة
بدوره قال الكاتب والمحلل السياسي محمد عبد الرحمن، إن الحراك الفلسطيني بعد 100 عام على وعد بلفور المشئوم متواصل، وملاحقة من ارتكب الجريمة مستمر. وأكد أن بريطانيا منحت الحركة الصهيونية في فلسطين وطنا قوميًا لليهود بدون وجه حق، وهذا يستوجب محاكمة دولية عادلة.
اعتذار بريطانيا
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس طالب بريطانيا بالاعتذار عن وعد بلفور في الذكرى المئوية له، ودعاها للاعتذار للشعب الفلسطيني والاعتراف بالدولة الفلسطينية.
هذا ووقع آلاف البريطانيين على عريضة تطالب حكومتهم بالاعتذار عن وعد بلفور، وهو ما يلزم الحكومة البريطانية بالرد والذي جاء بالرفض.
ويصادف هذا العام الذكرى المائة لوعد بلفور الذي يصادف الثاني من نوفمبر من كل عام، الذي منحت بموجبه بريطانيا الحق لليهود في إقامة وطن قومي لهم في فلسطين، بناء على المقولة المزيفة " أرض بلا شعب لشعب بلا أرض".
ووعد بلفور هو الاسم الشائع ، على الرسالة التي أرسلها آرثر جيمس بلفور وزير خارجية بريطانيا بتاريخ 2 نوفمبر 1917 إلى اللورد ليونيل وولتر دي روتشيلد أحد زعماء الحركة الصهيونية ، يشير فيها إلى تأييد الحكومة البريطانية لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.
وحين صدر الوعد كان تعداد اليهود في فلسطين لا يزيد عن 5% من مجموع عدد السكان.
وقد أرسل الوعد قبل أن يحتل الجيش البريطاني فلسطين عام 1918، ويطلق المناصرون للقضية الفلسطينية على وعد بلفور عبارة "وعد من لا يملك لمن لا يستحق" .