قال مسؤولون بحكومة الاحتلال الإسرائيلية إن السلطة الفلسطينية أبلغتهم اليوم الخميس بأنها ستتوقف عن دفع ثمن إمدادات الكهرباء الإسرائيلية لغزة، في تحرك قد يؤدي إلى انقطاع الكهرباء بالكامل عن القطاع الذي يعاني سكانه البالغ عددهم مليوني نسمة انقطاعات بالفعل في معظم أوقات اليوم.
والقرار مؤشر آخر على تشديد سياسات السلطة الفلسطينية تجاه حركة حماس التي تدير القطاع.
وعبر مسؤول كبير بالأمم المتحدة عن قلقه بشأن تدهور الوضع المتعلق بالطاقة في غزة ودعا إلى تحرك سريع من جانب إسرائيل والسلطة الفلسطينية والمجتمع الدولي لضمان استمرار الخدمات الأساسية.
والسلطة الفلسطينية في نزاع مع حماس بشأن اتفاق متعلق بحكومة وحدة من شأنه أن يخفف قبضة حركة المقاومة الإسلامية على قطاع غزة التي انتزعت السيطرة عليه من القوات الموالية للرئيس محمود عباس في 2007.
ووصف سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس الخطوة بأنها تصعيد خطير وعمل جنوني.
وتتعامل السلطات الإسرائيلية مع السلطة الفلسطينية فيما يخص إمدادات الكهرباء والوقود التي تذهب لغزة لأن إسرائيل لا تتعامل مع حماس التي تعتبرها منظمة إرهابية.
واتخذت السلطة الفلسطينية عدة خطوات للضغط على حماس لإجراء انتخابات فلسطينية جديدة ومن ذلك فرض ضريبة على الوقود الإسرائيلي الذي تشتريه لمحطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة والتي لم يعد بمقدورها إيجاد مصدر تمويل وتوقفت عن العمل قبل أسبوعين.
ومن شأن استعادة قدر من السيطرة على غزة تعزيز موقف عباس سياسيا بينما تنتظر إسرائيل والفلسطينيون مسعى متوقعا على نطاق واسع من جانب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإحياء جهود السلام التي توقفت في 2014.
وقال بيان صادر عن وحدة الاتصال العسكري الإسرائيلي مع السلطة الفلسطينية: "السلطة الفلسطينية أبلغتنا أنها ستوقف فورا سداد ثمن الكهرباء الذي تمد به إسرائيل غزة عبر عشرة خطوط للكهرباء تنقل 125 ميجاوات أو ما يعادل نحو 30 في المئة من احتياجات غزة من الكهرباء".
ومع توقف محطة توليد الكهرباء عن العمل وتقطع الإمدادات المصرية عبر خطوط الكهرباء، تمثل الإمدادات القادمة من إسرائيل أهمية بالغة لتوفير الكهرباء لسكان غزة وإن كان لفترة بين أربع وست ساعات فقط في اليوم. ولدى المستشفيات والوزارات والعديد من المباني الفخمة مولدات لكن الوقود مكلف.
وقال روبرت بيبر منسق الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية والأنشطة التنموية في بيان "الخدمات الأساسية بصدد التوقف مع انقطاع الكهرباء لمدة 20 ساعة في اليوم واقتراب إمدادات الوقود الطارئة من النفاد".
وامتنع متحدث باسم السلطة الفلسطينية وباسم هيئة الطاقة الفلسطينية عن التعقيب.
وتحصل إسرائيل من السلطة الفلسطينية على 40 مليون شيكل (11 مليون دولار) شهريا مقابل الكهرباء وتخصم المبلغ من تحويلات عوائد الضرائب الفلسطينية التي تجمعها إسرائيل نيابة عن السلطة.
وتقول مصادر إسرائيلية إن غزة تحتاج إلى 400 ميجاوات من الكهرباء لضمان إمداد سكانها بالطاقة على مدار الأربع والعشرين ساعة.
ولا يتحقق هذا الهدف حتى في حالة عمل محطة التوليد. وعادة ما تنتج المحطة 60 ميجاوات تضاف إليها الإمدادات الإسرائيلية البالغة 125 ميجاوات في حين تأتي 25 ميجاوات عبر خطوط كهرباء من مصر.