في غضون ساعات، يصل البابا فرنسيس الثاني -بابا الفاتيكان-القاهرة، لقضاء زيارة رسمية تستغرق 26 ساعة، يلتقي خلالها الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، فضيلة الإمام الأكبر د.أحمد الطيب شيخ الأزهر، البابا تواضروس الثاني-بابا الإسكندرية، وآباء الكنيسة الكاثوليكية.
وتأتي الزيارة التي تحمل شعار "بابا السلام في أرض السلام"-بحسب تسمية الكنيسة الكاثوليكية، معقدة الإجراءات نظير احتياطات أمنية واسعة، على خلفية حساسية الضيف، والأحداث التي سبقت زياته بكنيستي (طنطا، والإسكندرية).
حيث توسعت الكاتدرائية المرقسية بالعباسية في بوابات كشف المعدن قبيل أمتار من بوابتها الرئيسية الواقعة على امتداد شارع أحمد سعيد، في حين أحاطتها من الخارج المدرعات، وسيارات الأمن المركزي، قبيل استقبال البابا تواضروس الثاني لـ"نظيره" بابا الفاتيكان مساء غد الجمعة.
وتشمل زيارة "فرنسيس" للكاتدرائية لقاء بالمقر البابوي، يقع الصحفيون على هامشه، وفقا لتعليمات المركز الإعلامي للكنيسة الأرثوذكسية، الذي اقتصر دخول المقر البابوي على كاميرات القنوات الفضائية فقط، على أن يمتثل الصحفيون للبقاء داخل البهو خلف حاجز معدني، بعدها ينتقل البابا تواضروس الثاني مع ضيفه للكنيسة البطرسية لآداء صلاة مشتركة، تنقلها الفضائيات الكنسية، ويحضرها قيادات مجلس كنائس مصر، بينما يستمر عزل الصحفيين خلف حواجز مصنوعة، والاكتفاء بمشاهدة شاشات العرض- على خطى ما كان في زيارة المستشارة الألمانية ميركل.
إلى ذلك، تحفظت اللجنة المنظمة لزيارة بابا الفاتيكان على إعلان تفاصيل قداس بابا الفاتيكان المزمع إقامته بـ"ستاد الدفاع الجوي"-صباح بعد غد السبت-، متذرعة بانشغال المسؤولين عن توضيح الموقف بشأن حضور صحفي الملف القبطي بتنسيقات أمنية.
ورغم تأكيدات سبقت مؤتمر صحفي عقد بالكنيسة الكاثوليكية في السادس من أبريل الجاري على ضرورة إرسال خطابات رسمية من الصحف، ممهورة بصور من بطاقات الهوية، وكارنيهات الصحف، لم يتسن لأحد معرفة تفاصيل استلام تصاريح حضور القداس، أو على الأقل دواعي الارتباك في ردود عدد من مسؤولي لجنة التنظيم.
وفي رسالة مقتضبة عبر مجموعة دردشة على موقع التواصل الاجتماعي –فيس بوك- قال الأب هاني باخوم وكيل بطريركية الكاثوليك- عضو اللجنة المنظمة لزيارة بابا الفاتيكان ما نصه: (يوسفني هذا الأمر جدا، لكن أود التوضيح أن التصريحات وصلت أمس الساعة 11 مساء، واليوم فادي فرنسيس-المنسق الإعلامي للزيارة- طوال اليوم في القصر الجمهوري، نؤكد لكم احترامنا واهتمامنا بكم كثيرا، ولكن صعوبة التجهيزات تحتم علينا الكثير من الإجراءات).
التعليمات التي بدت قيدا على العمل الصحفي خلال زيارة بابا الفاتيكان أسفرت عن عزوف جماعي لصحفي الملف القبطي عن الذهاب للمقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية لمتابعة الزيارة، نظير إجراءات مشددة تبلورت في منع دخول (أجهزة اللاب توب-التابلت-الهاتف المحمول)، للمقر البابوي، لحين انتهاء صلاة البطرسية، فيما اعتبره الجميع معوقا للتغطية الصحفية، تزامنا مع بث تليفزيوني مباشر على فضائيات مختلفة.
وبدد التكتم على تصاريح حضور قداس السبت، رغبة الصحفيين في معايشة أجواء القداس، ونقل انطباعات الأسر المسيحية، وردود أفعال القادة الكنسيين على خطاب تاريخي لـ"بابا الفاتيكان".
وحاولت "مصر العربية" إجراء اتصال هاتفي بـ"الأنبا عمانوئيل عياد رئيس اللجنة المنظمة للزيارة" للرد على الأزمة الراهنة بين الكنيسة والصحفيين بشأن التغطية، دون جدوى.
يشار إلى أن زيارة بابا الفاتيكان للقاهرة تستغرق 26 ساعة، بناء على دعوة رسمية من مؤسسة الرئاسة.
ووصف الأنبا يوحنا قلتة النائب البطريركي للكنيسة الكاثوليكية زيارة بابا الفاتيكان بأنها فرصة لمد جسور السلام بين أتباع الديانات.